Search
Close this search box.

رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (34) الحارث الهمداني (رض)

رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (34) الحارث الهمداني (رض)

الحارث بن عبد الله الهمْداني المعروف بالحارث الأعور ، وهومن قبيلة هَمْدان وهي من القبائل التي نزلت الكوفة ، وقادمة من اليمن ، ولها بطون كثيرة، وعُرفت قبيلة هَمْدان بالتشيع للإمام علي ( عليه السلام ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين .

ولاء الحارث الهمداني لأمير المؤمنين (ع):
كان الحارث من خواص أمير المؤمنين (ع)، ومن أوليائه، ومحل عنايته واهتمامه (ع).
وكان الحارث من كبار التابعين ، ومن أوعية العلم ومن أفقه علماء عصره .
وقد تعلَّم من باب مدينة العلم علماً جماً، ولا سيما علم الفرائض، وعلم الحساب .
وكان من قرّاء القرآن الكريم الذين قرأوا على الامام علي (ع) وابن مسعود .
وروي أن أمير المؤمنين (ع) دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع، وقال له : أدخل عَلَيَّ عشرة من ثقاتي ، فقال ابن أبي رافع للإمام : سمِّهِم لي يا أمير المؤمنين ، فسمَّاهم (ع) ، فكان من بينهم الحارث الهمداني .
وفي كتاب طبقات ابن سعد: أن علياً (ع) خطب الناس، فقال : مَن يشتري علماً بدرهم ؟
فاشترى الحارث صُحُفاً بدرهم، ثم جاء بها علياً (ع) فكتب له علماً كثيراً .
وبعد ذلك خطب الإمام علي (ع) بالناس قائلاً : يا أهل الكوفة، عليكم نصف رجل (ويقصد بذلك الحارث لأنه كان أعوراً (.
وروى نصر بن مزاحم: لما أراد الامام علي (ع) الخروج إلى صفين، أمر الحارث أن ينادي في الناس: أخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة ، فنادى الحارث في الناس بذلك .
وروي أنه عندما أغار أزلام معاوية على الأنبار في العراق من جهة الشام، أمر أمير المؤمنين (ع) الحارث، فنادى في الناس: أين مَن يشتري نفسه لربه ويبيع دنياه بآخرته، أصبِحوا غداً بالرحبة إن شاء الله، ولا يحضر إلا صادق النية في السير معنا، والجهاد لعدونا .
دخل الحارث الهمداني على الامام علي (ع) ، فقال : ما جاء بك ؟.. فقلت : حبي لك يا أمير المؤمنين !.. فقال : يا حارث أتحبني ؟.. قلت :
نعم ، والله يا أمير المؤمنين !.. قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم ، رأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل ، لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله (ص) لرأيتني حيث تحب.
ومن أخباره مع أمير المؤمنين (ع): جاء في كتاب أمالي الشيخ ما مُلَخَّصُهُ: أنه مجموعة من الشيعة بقيادة الحارث دخلوا على أمير المؤمنين علي (ع)، فقال (ع) للحارث: إن الحق أحسن الحديث، والصادع به مجاهد.. ، ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الأول .. ، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة :
أنت مع مَن أحببت، ولك ما احتسبت (أو: ما اكتسبت)، قالها ثلاثاً، فقال الحارث وهو قائم يجر رداءه جذلاً: ما أبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أولقيني .
وفاته :
توفى الحارث الهمداني ( رضوان الله عليه ) سنة ( ٦٥ هـ ) ، على أكثر الروايات .

قال جميل بن صالح: فأنشدني أبو هاشم السيّد الحميري في كلمة له:

قول عليٍّ لحارث عجب *** كم ثمّ أعجوبة له حملا

يا حار همْدان مَن يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه *** بعينه واسمه وما عملا

وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف للعرض *** على حرّها دعي الرجلا

دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا *** أعطاني الله فيهم الأملا

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل