Search
Close this search box.

الحياة الإنسانيّة التطوّر، التجديد، الإبداع

الحياة الإنسانيّة التطوّر، التجديد، الإبداع

تمهيد

قلنا إنّ الإنسان وحده له حياته المتطوّرة والمتكاملة من بين الكائنات الحيّة ذات الصبغة الاجتماعيّة، أي إنّ الله خلق تلك الكائنات على وتيرة واحدة دون تغيير. ومنذ اليوم الأوّل الّذي فتحت فيه عينَيْها على الدنيا رافقتها حياتها الخاصّة بكلّ نظمها وتشكيلاتها، والعجيب أنّه كلّما مرّ عليها الزمان لا يطرأ أيّ تغيير في تلك النظم والتشكيلات. ولو أخذنا النّحلة كمثال، فإنّ الدراسات الّتي قام بها عددٌ من العلماء حول هذا الكائن ذي النظام الاجتماعيّ العجيب قبل ألفَيْ سنة، والدراسات الّتي أُجرِيَت في عصرنا هذا، لا تدلّ من قريب ولا من بعيد على أنّ تطورًا قد حصل في حياة هذا الكائن الحيّ، إذ أنّ التنظيم الّذي يسود خلاياه اليوم هو نفسه التنظيم الّذي كان عليه منذ آلاف السنين. أمّا الإنسان، فإنّ آلاف التطوّرات قد برزت في حياته منذ ألفَيْ سنة، وحتّى اليوم.

قابليّة الإنسان للتجديد والإبداع
إنّ متطلّبات العصر لا تتبدّل عند الحيوان في حين تتبدّل عند الإنسان، وليس في الحيوان نزعة نحو التجديد والتطوّر، أمّا في الإنسان فهي موجودة، والزمن في حساب الحيوان واحد لكن في حساب الإنسان ليس كذلك. وليس على الحيوان تكليف إذ هو يعمل كالماكنة الآليّة، أمّا الإنسان فهو مكلّف ومسؤول عن عمله. والتكليف والمسؤولية وأمثالها هي الأشياء الّتي أطلق عليها القرآن اسم الأمانة الّتي عُرِضَت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها لعدم استعدادهنّ. ولا يخفى، فإنّ هذه الأشياء التي ذكرت هي كأمثلة فقط؛ لأنّ المقصود هنا جميع المخلوقات والكائنات. ولم يك هناك إلّا الإنسان الّذي تبرّع بحمل تلك الأمانة، وكأنّه أجاب ربّه قائلًا: يا ربّ أنا أتحمّل هذه المسؤولية، وأنا بنفسي أرتقي سلّم الكمال والسعادة بفضل ما مننتَ به عليَّ من قابليّة عجيبة، ألا وهي قابليّة الإبداع، وببركة ما تفضلّت به عليَّ من قوّة عظيمة ألا وهي قوّة العقل.

علينا أن نعرف أوّلًا ما هو السبب الّذي جعل الإنسان بهذا الشكل، وجعل تلك الكائنات بشكل آخر؟ والجواب هو أنّ تلك الكائنات تنطلق من الغريزة في بناء حياتها وممارسة أعمالها، لا من العقل. أي إنّ الله – تعالى – أودع فيها قدرة خفيّة محفوفة بالأسرار، عجز العلم عن اكتشافها، وحين أقول ذلك، فإنّما أقصد أنّ تلك القدرة غامضة غير قابلة للمعرفة والكشف من الناحية الماديّة، إلّا ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا ﴾1، والوحي هنا هو الإلهام والتفهيم عن طريق خفية تختلف عن تلك الطرق المتداولة. وهذه القدرة المودعة في النحل هي الّتي يُطلِق عليها العلم “الغريزة”، وأطلق عليها القرآن “الوحي”. وهي ملازمة له دومًا وأبدًا، وتتولّى توجيهه وإرشاده. أمّا الإنسان فهو ليس كذلك؛ لأنّه أوتِيَ قدرة عظيمة نسمّيها “العقل” أو “الإبداع”. فالإنسان يتمتّع بقابليّة الإبداع في حين يفتقد الحيوان لهذه القابليّة، وهنا يكمن صلب الموضوع.

متطلّبات العصر وتطوّر الحياة الإنسانيّة
إنّ الإبداع يعني التجديد، وابتكار خطط جديدة في الحياة، كما يعني الإتيان بشيء جديد غير موجود فعلًا. وهذا شيء يفتقر إليه الحيوان؛ لأنّه يعرف فقط تلك الغريزة المودعة فيه عن طريق الإيحاء، ولا يتخطّاها بإبداع شيء من عنديّاته، لفقده القدرة على ذلك. أمّا الإنسان فقد أودعت فيه قدرة عجيبة على التجديد والإبداع، وسُلِبَت منه تلك الغريزة الّتي تحمل المواصفات الحيوانيّة، كأنّه قد أوحِيَ إليه أنّه لا يستطيع الحياة إلّا في ظلّ قوّة العقل والإبداع، ومن الطبيعي أنّ للإنسان وحيًا. وأقصد بذلك نزول الوحي على بعض أفراد نوع الإنسان وهم الأنبياء؛ ليسعفهم في القضايا الّتي يعجز الحسّ والعقل عن علاجها، فيأتي الوحي ليقود الإنسان ويوَجِّهَه. علمًا أنّ هذا الإنسان لم يسلب قوّة الإبداع الّتي تؤدّي دورها في المجالات الّتي تتمكن فيها، وهنا يتعطّل دور الوحي، أعني عندما تُمارِس قوّة الإبداع عملها لا يتدخل الوحي أبدًا.

ربما أنّ هذا الإنسان ذو قدرات، فإنّ حياته على الصعيد التكويني يجب أن تبدأ من الصّفر، وقد بدأت من الصّفر فعلًا. بعد ذلك، تطوّر شيئًا فشيئًا بفضل قوّة الإبداع الّتي أودعت فيه، واستطاع أن يُحدِث انقلابًا في أوضاعه الحياتيّة، متنقّلًا من مرحلةٍ إلى أخرى، ومن عصرٍ إلى آخر. والنتيجة هي: أنّ ما يُسمّى بالحياة الحضاريّة للإنسان هي ذات مراحل مختلفة، أمّا حياة الحيوان فهي ليست كذلك. وعندما يقال إنّ متطلّبات العصر في تطوّر، فإنّ هذا القول صحيح، وذلك أنّ سبب تطوّرها يرتبط بالخلقة التكوينيّة للإنسان.

التردّي والانحراف في الحياة الإنسانيّة
في حديثنا عن الإنسان والحيوان ومواصفات كلّ منهما، يَبْرُز فرقٌ آخر بين الاثنَيْن، وهذا الفرق هو كما تكون حياة الحيوان معدومة التطوّر والتقدّم، فهي كذلك منعدمة من التردّي والانحراف، وكذلك ليس فيها معنى للسموّ والوضاعة، أي: أنّكم لا تستطيعون أن تعثروا على خليّة فاسدة أو منحرفة من خلال النّحل، أو أنّ أخلاق هذه الخليّة أو تلك رديئة منحطّة، أو أنّ خلية غيّرت تنظيمها وتنسيقها، أو خالفت نظام عملها الجاري، وانقرضت بسبب هذا الخلاف. أمّا عالم الإنسان فهو حافل بهذه الأشياء، أي إنّ الفساد والانحراف محتمل الوقوع بهما في حياته، وكما يمكنه أن يسمو فكذلك يمكنه أن ينحدر إلى الحضيض، وكلا الاحتمالَيْن واردان. وكما يمكنه أن يرتقي نحو الأفضل بفضل استعداده العقلي والعلمي، فكذلك يمكنه أن يقع من هاوية التردّي بسبب أنانيته هو نفسه.

أسباب التردّي والانحراف في الحياة الإنسانيّة
إنّ احتمال السقوط والانحراف لدى الإنسان ينبثق عن طريقَيْن: إحداهما: الظلم وسحق حقوق الآخرين، والخروج عن جادّة العدالة، والثانية: الجهل.

ما هو هذا الجهل؟ الجهل يعني ارتكاب الخطأ. وهذا ما ليس له وجود في عالم الحيوان، ولعلّه يحدث في بعض الأحيان لكنّ حدوثه قليل جدًّا، وليس كما عند الإنسان الّذي يمكن أن يُفسِد عالمًا بكامله وقومًا بأجمعهم. وعندما ذكرتُ أنّ ارتكاب الخطأ يندر وقوعه في عالم الحيوان، فإنّي أدعم كلامي بما يقوله بعضهم من أنّه يمكن لمجموعة العمّال من بين خلايا النّحل أن ترتكب خطأً، وهو، مثلًا، تكلّف هذه المجموعة بالبحث عن الورد والأزهار اللّطيفة ذات الرائحة الطيّبة، لتتغذى بها وتنتج العسل، لكنّها – خطأً – تتغذى على ورود وأزهار كريهة الرائحة. فهذا خطأ صغير جدًّا، ويمكن تلافيه فورًا. وهناك مأمورون في الخليّة مسؤولون عن هذه المجاميع، فإذا ما ورد أحد أعضائها من العمّال يشمّونه ويرون هل أدّى مَهمّته على النحو المطلوب أو لا؟ فإذا شعروا أنّ هذا العامل أو مجموعة العمّال قد قصّروا في مَهمَّتهم، فإنّهم يصدون أمرًا بتشكيل محكمة ميدانية فورًا، ويقتلون أولئك العمّال بما عندهم من أسلحة.

ولهذا، نجد أنّ القرآن الكريم بعد أن يبيّن عرض الأمانة على المخلوقات، ويذكر امتناعها عن حملها، وسبق الإنسان إليها، يعقّب على ذلك مباشرة بقوله: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا ﴾، فالإنسان كثير الجهل. مع العلم أنّ الاستعدادَيْن؛ استعداد السموّ والتطور من جهة، واستعداد السقوط والانحراف بسب الظلم أو الجهل من جهة أخرى، لا ينفصلان عن بعضهما بعضًا.

وفي القرآن آيات تحمل المضمون نفسه، وهي الآيات الواردة في أوّل سورة الدهر: ﴿ هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡ‍ٔٗا مَّذۡكُورًا * إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾2.

ما معنى هذا الابتلاء؟ وكيف يتحقّق؟
لا ريب أنّ هذا الابتلاء يتحقّق عن طريق التكليف والمسؤوليّة. أي كما ذكر الباري تعالى بقوله: ﴿ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ﴾، وبعدها: ﴿ إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾. وفيه يتبيّن أنّ الإنسان هو الكائن الفريد الّذي يتمتّع بذلك التكوين العجيب، والتركيب الغريب الّذي يؤدّي به أن يتقدّم تارةً، ويتخلّف تارة أخرى. وبعبارة أخرى، إنّ الإنسان هو الّذي يصنع عصره، وهو الّذي يؤثّر على زمانه بالإحسان أحيانًا، والإساءة أحيانًا أخرى. وهو، بهذه الصفة، على خلاف الحيوان الّذي يعدّ صنيع الزمان وتابعه، عديم الإرادة، ومفتقرًا إلى التصميم، فهو ربيب الزمان مئة في المئة.

أقسام التطوّرات في حياة الإنسان
ومن هذا نصل إلى موضوعنا الّذي ذكرناه، وهو أنّ التطوّرات الحاصلة في حياة الإنسان تنقسم إلى قسمَيْن: أحدهما: صحيح، والآخر غير صحيح. الأوّل: يتعالى نحو السمو، والثاني: يتسافل نحو الدنوّ.

إذًا، نستنتج من هذا التقسيم موضوعًا آخر، وهو أنّنا لو سُئِلْنا عن موقفنا من التطوّرات الحاصلة من الزمن، هل نسايرها أو نعارضها؟ وجوابنا هو لا نسايرها تمام المسايرة ولا نعارضها كذلك؛ والسبب هو أنّ الزمن صنيع الإنسان. وبما أنّ الإنسان يستطيع أن يكيّف زمانه نحو الأحسن كما يستطيع تغييره نحو الأسوأ، إذًا ينبغي مسايرة التطورات الحاصلة في الجهة الأفضل، وعدم المسايرة بل الأجدى معارضة التطورات الحاصلة في الجهة الأسوأ.

التطوّرات الإنسانيّة

١. العقل ميزان بين الإبداع والانحراف:
هنا يثار سؤال آخر، وهو: ما هي التطوّرات الّتي يمكن وصفها تقدّمًا وصلاحًا، وما هي التطوّرات الّتي يمكن وصفها تخلّفًا وفسادًا؟ من أين نفهم أنّ الأوضاع الّتي تتطوّر جيّدة وينبغي علينا مسايرتها، أو رديئة ويجب معارضتها؟ ما هو المعيار في التشخيص؟ إنّ العقل دليلٌ حاذقٌ للإنسان. هذا العقل منحه الله تعالى للإنسان ليميّز بين النور والظلمات، بين طريق الكمال وطرق الانحراف. والطبيعة البشرية للإنسان تدلّ على أنّه قد يسلك الطريق الصحيحة بحكم عقله، وقد لا يسلك هذه الطريق بحكم خطئه وجهله واتخاذه هواه إلهًا، فيسير نحو الانحراف والتردّي.

إنّ المعيار العام هو أن نلاحظ بدقّة ما هي جذور أو أسباب بروز الظواهر المختلفة في كلّ زمان؟ وما هي أهدافها؟ وبعبارة أخرى، أيّ من استعدادات الإنسان المختلفة تكون سببًا لبروز ظاهرة من الظواهر؟ وما هو هدف بروزها؟ وما هي نتائجها؟ علينا أن نلاحظ ما يحدث في زماننا، هل هو نتاج العقل والعلم البشريّ أو نتاج شيء آخر؟ ولو فكّر أحدنا مليًّا بكلّ ظاهرة من الظواهر الحادثة في عصرنا. فقد يجد أنّها حقًا من نتاج العلم والعقل مئة في المئة، وقد لا يجد ذلك، بل يجد أنّها من نتاج العلم، لكن ليس العلم الطليق الحرّ، بل العلم البائس المكبّل.

٢. أمثلة على التردّي والانحراف في التطوّر الإنسانيّ:
على سبيل المثال، لو أخذنا علم الفيزياء الّذي بذل بعض العلماء أقصى جهودهم حتّى طوّروه، فإنّ من مواضيعه موضوع “الضوء”. هذا الموضوع الّذي طالته دراسات الإنسان منذ آلاف السنين بالبحث والتحقيق لمعرفة كنهه وحقيقته، تُثار حوله أسئلة كثيرة، منها مثلًا: ما هي حقيقة الضوء؟ عندما يشاهد الإنسان الأشياء، كيف يشاهدها؟ كيف يحدث انعكاس الضوء وانكساره؟ ما هي قوانين الضوء؟ مِن بين العلماء الّذين بحثوا في الضوء العالِم المسلم الشهير “الحسن بن الهيثم” الّذي كان فلكيًّا، ورياضيًّا، وعالماً طبيعيًا ذا عقليّة جبّارة، وله دراسات عجيبة حول الضوء أذعن لها الأوروبيّون أنفسهم، حيث اعترفوا أنّ أكثر نظريّاتهم حول الضوء أخذوها من هذا الرجل العملاق. وكتابه المشهور في البصريات “علم المناظر” متداول هذا اليوم. ويعدّ “روجر بيكون” – وهو أحد عباقرة أوروبا، وكان يعيش في القرن الثاني عشر الميلادي – نفسه مدينًا لـ”ابن الهيثم”، ويذكر أنّ كلّ ما عنده من علم، أخذه من ابن الهيثم وبلاد الأندلس، وينقل عنه “ويل ديورانت” في كتابه “تاريخ الحضارة”، وكذلك “غوستاف لوبون” في كتابه “تأريخ الحضارة الإسلاميّة والعربيّة”، قوله بكلّ صراحة: “إنّ أستاذه الأصليّ في علم الطبيعيّات هو ابن الهيثم”، وأنّه قد استفاد من كتبه كثيرًا. ولا يخفى، فإنّ الكثيرين من الذين جاؤوا فيما بعد طوّروا هذا الموضوع، أعني موضوع “الضوء”، وعملوا على تقدّمه كثيرًا.

وبفضل معرفة الضوء وكيفيّاته، تعلّم الناس كيفيّة التقاط الصور والأفلام – وهنا يتجلّى دور العلم – فهل العلم هنا تقدّم أوّلًا؟ من الطبيعي أنّه قد تقدّم، فماذا في وسع الإنسان هنا أن يعمل ليستفيد منه؟

والآن، لاحظوا بدقّة، فبينما العلم يؤدّي دوره بالاكتشاف والاختراع، يُفاجَأ بظهور إنسان أنانيّ جشع. يتّخذ منه وسيلة لسلب النّاس ونهبهم وإفساد أخلاقهم. وكذا يستغلّ هذا العلم، فينتج أفلامًا ماجنة هدّامة تؤدّي بالناس إلى الانحراف. وهنا يكمن معنى كلامي الّذي ذكرته من وجود علم غير حرّ بل مكبّل، فيجعل ذلك الإنسان العلم أسيرًا تحت سيطرته، إذ يُعدّ أفلامًا منحرفة تكون نتيجتها فساد أخلاق الناس. فهل يمكننا والحالة هذه أن نقبل بالفيلم السينمائيّ الفلانيّ بحجّة أنّه من مخترعات العصر ومتطلّباته، وأنّه من نتاج العلم؟ وهنا نجيب بالنفي؛ لأنّ هذا الفيلم ليس نتاج العلم فحسب، بل هو خليط منه ومن الشهوة الّتي يعمل أصحابها على تسخير ذلك العلم؛ ليصبّ في خدمة مصالحهم الذاتيّة، وينتج شيئًا كهذا.

وهناك مثال آخر وهو علم الكيمياء، العلم الّذي يبيّن خواص تركيبات الأشياء، وتمكّن الإنسان من تحضير مركّبات عجيبة من تلك العناصر؛ كالأدوية مثلًا. هذا العلم يتقدّم ويتطوّر ويقدّم لبني الإنسان مختلَف المركّبات مع خواصّها، فهو عند هذا الحدّ علم ورُقيّ وتطوّر لصالح البشريّة، فهل علينا أن نساير هذا العلم ونتابع تطوّراته؟ نعم، علينا أن نسايره ويؤيّده، لكن لو وصل هذا العلم إلى مرحلة يكون فيها أداة بيد بعض المنحرفين لخدمة مآربهم الخسيسة، كالّذي حصل عند بعض الأشخاص الّذين درسوا وتخصّصوا في هذا العلم، وأصبحوا على معرفة بخواصّ تركيب الأشياء والعناصر، فصنعوا مادّة قتّالة فتّاكة كالهيرويين الّذي هو أخطر من الترياك نفسه أضعافًا مضاعفة من ناحية التخدير وفقدان الشعور، ومن ناحية الارتخاء والفتور الّذي يصيب البدن، فموقفنا هنا يختلف عن سابقه، أي لا نساير علمًا كهذا حيث يحمل في طيّاته بذور دمار البشريّة وفسادها.

ولو قّدر لأشرف وأعفّ امرأة في الدنيا أن تُدمن على تعاطي الهيرويين – لا سمح الله – فإنّها عند الحاجة تبيع شرفها، وتستسلم لمن يلبّي لها طلبها بإعطائها مقدارًا منه لإشباعها، مقابل بيع شرفها. وهذه هي حقيقة البلاء الّتي مُنِيَت بها البشرية.
وأودّ أن أقدّم مثالًا آخر حول الموضوع: إنّ أفضل تسمية تطلق على هذا العصر هي أنّه “عصر الذرّة”. لكن لمّا صمّم الإنسان أن يستفيد من الطاقة الذرّيّة بأقل ما يمكن لسدّ بعض حاجيّاته الضروريّة، راح المتسلّطون إلى الناس يعملون على إرغام العلماء لصنع القنبلة الذريّة، لتكون أداة بيدهم من أجل كمّ أفواه كلّ من يرغب في استنشاق نسيم الحريّة، فهل يمكن القول إنّ هذه القنبلة من نتاجات الاكتشاف الذرّي في هذا القرن، وإنّها صالحة وتنطبق عليها صفة متطلّبات العصر؟ إن كان لا بدّ من مسايرة التطوّر، فلماذا تئنُّ البشريّة من موضوع “سباق التسلّح” الّذي ملأ الآفاق صداه، وأصبح شبحًا مخيفًا، بحيث أُرغم دعاة الخير أن يقولوا: هيّا! لنحرّم صنع السلاح! لنقاطع صنّاع السلاح!! وسلاح كهذا أي السلاح الذرّي. لماذا إذًا يوجّهون نداءاتهم لمكافحتها؟

هذا هو منهج العلم، لكنّه كما ذكرتُ آنااً ليس العلم الحرّ. كما تبرز هنا قابليّة الإبداع وهي تحت تصرّف ذوي الجاه والتسلّط بكلّ جلاء ووضوح. وبعبارة أخرى، إنّ الإبداع أسير ذوي الجاه.

يُنقَل أنّه أقيم حفلٌ تكريميٌّ على شرف الفيزيائي الأميركي الشهير “ألبرت أينشتاين”، وكان حاضرًا فأثنى عليه العلماء بذكر مآثره من خلال كلماتهم الّتي ألقوها، ولما حان دوره للحديث، قال: “إنّكم تقيمون حفلكم التكريم لهذا الرجل الّذي أصبح سببًا في صنع القنبلة الذريّة في العالم”.

ولا يخفى، فإنّ هذا الرجل عندما حقّق تلك الاكتشافات في حقل الفيزياء لم يدرِ في خلده أبدًا أنّه ستصنع قنبلة ذريّة من وراء اكتشافاته، وإنّما كان يطمح أن تصبّ اكتشافاته في خدمة البشريّة، لكن لم يتحقّق ذلك الطموح، إذ ما زال في باكورة أعماله، ففوجىء بأولئك الرجال الطامعين المتسلّطين من أمثال “روزفلت”، “ستالين”، “خروشوف”، “ايزنهاور” و”تشرشل”، وهم يستغلّون ذلك العلم المفيد؛ ليصبّوا جام غضبهم وعُنجهيّتهم على البشريّة المسكينة تحقيقًا لنزواتهم الشخصية في حبّ الجاه والتسلّط. والذي اخترع جهاز التسجيل كان هدفه خدمة المجتمع، وتقديم دروس مفيدة له من خلال تسجيل الخطب والكلمات، ووقائع الجلسات، والندوات والدروس المختلفة، حتّى يستفيد منها الناس أكثر. ولكن حدث العكس، إذ لم تٌسجَّل خطبة، أو وقائع جلسة وندوة، أو درس أو درسان بعد، وإذ بالأغاني المبتذلة المثيرة للشهوة تملأ الدنيا بضجيجها. وما هذا؟ هذا يبيّن لنا أنّ عبادة الشهوة الكامنة في الإنسان تترصّد الأمور لتستغلّ العلم في خدمة مصالحها.

العلم طريق السّعادة
ولنا أن نسأل هنا: هل للعلم دورٌ في تحضير الهيرويين أم لا؟ نعم، للعلم دورٌ في ذلك، لكن ليس العلم بحقيقته المجرّدة صنع ذلك، بل الرّغبات الشهوانيّة الشيطانيّة هي الّتي صنعته؛ لأنّ العلم كالمصباح بيد الإنسان، أين ما أخذه أضاء له ذلك الحيّز الّذي اصطحب معه المصباح إليه. فالمُهمّ هنا هو هدف حامل المصباح وغايته. فمثلًا، صيدلانيٌّ ما حائزٌ على شهادة عالية، في حين يكون دخله الشهريّ ثلاثة أو أربعة آلاف تومانًا، فهل يمكننا هنا عدّ الهيرويين السامّ نتاج التطوّر الزمني والتقدّم العلمي في هذا القرن، ونقرّ به، ونتعاطاه على أنّه من متطلّبات العصر!؟

إذًا، العلم المطلوب هو العلم النافع المفيد للبشريّة، والّذي يكون بيد العناصر الخيّرة في المجتمع. وما أعظم القرآن حين يذكر استعدادَيْن عند الإنسان في آنٍ واحد، أي متحدَّيْن معًا وهما: استعداده للإبداع، وقد تمثّل في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ ﴾، واستعداده للظلم وقد تجسّد في قوله تبارك اسمه: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا ﴾، فهما لا ينفصلان عن بعضهما بعضًا. أيّ إنّ وجود الاستعداد للظلم قد جعل الإبداع البشري في خدمة توجهه، والنتيجة هي عندما تصبّ قابلية الإبداع في خدمة النزوات الشخصيّة الشهوانيّة، فمن الطبيعي أن يكون هناك أفلام مدمّرة هدّامة، ويكون هناك هيرويين.

نظرة الإسلام للتطوّر الإنسانيّ
إذًا، نفهم من هذا كلّه أنّ الإنسان كما يمكنه أن يتقدّم ويتطوّر، كذلك يمكن أن ينحرف، ولقد أخبرنا معلّمو الأخلاق منذ أقدم العصور بهذا الأمر، إذ ذكروا أنّ وجود العلم عند الإنسان لا يدلّ على أنّه سيجعله في خدمة البشريّة، إذ يمكن أن يكون هناك عالم لكن يسخّر علمه في خدمة شهوته.

يقول أمير المؤمنين عليه السلام: “… ها إنّ ها هنا لعلمًا جمًّا (وأشار بيده إلى صدره) لو أصبتُ له حَمَلَةً! بلى أصبتُ لقنًا غير مأمونٍ عليه، مستعملًا آلة الدين للدّنيا، ومستظهرًا بنعم الله على عباده، وبحججه على أوليائه، أو منقادًا لحملة الحقّ، لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك! أو منهومًا باللذّة، سلس القياد للشهوة، أو مُغرمًا بالجمع والادّخار”3.

ويقول الشاعر “سنائي”: “يجب أن تخشى من علم تتعلّمه لأجل الحرص والطمع؛ لأن مثلك في ذلك مثل السارق الّذي يدخل دارًا ليلًا وبيده مصباح، فإنّه ينتقي أفضل الأثاث وأحسنه”.

وهذا الكلام صحيح جدّاً، إذ لا يكفي أن يدّعي الإنسان بالعلم ويعمل ما يشاء حتى يقول القائل: “إن كلّ ما يعمله صحيح”. كلّا بل علينا أن نتعرّف إلى حقيقة العلم الّذي يحمله هل هو علم حرّ أو أسير؟ وهل يسخّر الإنسان علمه في الطريق الّتي يستصوبها عقله أو في طريق آخر، وعلى حدّ تعبير أمير المؤمنين عليه السلام: “مستعملًا آلة الدين للدنيا”4.

هذا فيما يخصّ فردًا واحدًا، فكيف بالمجتمع الّذي يعمل جمع من العلماء على تطويره وتقدّمه، وجمع آخر من الناس المستغلّين يتحيّنون الفرص لاستغلاله؟

إذًا، هذا معيار يمكن أن نحصل عليه لنحكم على التطوّرات الّتي تطرأ في كلّ عصر، أيّ منها تطوّرات مفيدة نافعة، وأيّ منها مضرّة ورديئة. وفي التطوّرات الّتي تصبّ في خدمة النزوات الشخصيّة المغرضة، لا ينبغي مجاراتها على أنّها من متطلّبات العصر؛ لأنّ هذه المجاراة تعني السقوط والتردّي.

ولمّا قلتم إنّ هذا العصر هو عصر العلم. فنقول: نعم، إنّه عصر العلم، ولكن هل العلم وحده؟ وهل نضبت مناهل الوجود الإنسانيّ الأخرى ليبقى العلم وحده؟ وهل يكفي أن يكون الإنسان عالمًا فقط؟ ألم تكن عند هذا الإنسان طاقات أخرى؟

ومن الملفت للنظر أنّه لم يسترق العلم في عصر من العصور كما استرق في عصرنا هذا، لذلك لا ينبغي أن نطلق على هذا العصر “عصر العلم”، بل عصر استرقاق العلم، وعصر أسر العلم، أي لم يترك العلم حُرًّا كما هو، ولم يطلق له العنان أن يؤدّي دوره المطلوب في خير البشرية ونفعها، كما كان في الأعصار المنصرمة، فقد كان أكثر انطلاقًا. ولم تمرّ عليه فترة لقي فيها من التعاسة والاستغلال والتكبيل، كما لقي في واقعنا المعاصر هذا.

ولو تابعتم الأحداث لوجدتم أنّه بمجرّد ظهور عالم حاذق في حقل من الحقول كحقل الاختراع مثلًا أو علم النفس، فإنّ القوى السياسيّة المتسلّطة تبادر فورًا إلى كسبه ووضعه تحت تصرفها، مطالبةً إيّاه أن يسخّر علمه في خدمة أهدافها وتوجّهاتها. ولا حيلة له عندئذٍ، ولعلّ أفضل مثال على ذلك هم “علماء الذرّة” الّذين هم أتعس حظًّا من الآخرين في عالم اليوم. ففي كلّ مكان يبرز فيه عالم ذرّي من الطراز الأوّل، فإنّ تلك القوى المتمكّنة تبادر إلى اعتقاله ليضع علمه تحت تصرّفها لئلّا يطّلع على ذلك الأعداء. وتنظّم تلك القوى برنامجًا معيّنًا وتطلب من ذلك العالم أن يعمل في ضوئه وليس له أن يخرج عليه أو يحيد عنه، بل ليس له حقّ الحياة دونه مع العلم أنّ العلماء من الطراز الأوّل حيثما وجدوا فإنّهم يعلمون أسرارًا من العلوم الطبيعيّة لا يعلمها غيرهم.

ولعلّ في الاتّحاد السوفياتي لفيفًا من هؤلاء، ولا يعلم أحد عددهم لأنّه من ضمن الأسرار، وكذلك في الولايات المتّحدة الأميركيّة. ولكلّ من هؤلاء العلماء مئة مرافق ومراقب حتّى لا يُفشي الأسرار للآخرين، أو لا تُسرق منه تلك الأسرار، فمن أتعس من هؤلاء العلماء الفاقدين للحريّة، الّتي نتمتّع بها نحن، والّذين ليس لهم حقّ الاتصال حتى بإخوتهم! والسبب معروف كما نعلم إذ ربّما يفشون لهم شيئًا من تلك الأسرار، وإذا فعلوا ذلك فإنّ هؤلاء يذهبون ويقدّمون تلك الأسرار إلى حكومة أخرى، وربما تحصل مواجهة بين الحكومتَيْن.

إذاً أيّ عصر علم هذا؟ نعم، قد نعبّر عنه أنّه عصر العلم، ولكن ليس عصر حريّة العلم، بل استرقاق العلم وأسره. إنّه عصر سيطرة قوى أخرى غير قوّة العلم على مقرّرات الشعوب ومصائرها، وكذلك استغلال تلك القوى لقابليات العلماء كوسيلة لتحقيق أهدافها.

ولو قلنا عندئذٍ: إنّنا لا ينبغي أن نساير متطلّبات العصر وتطوّراته بشكل تامّ مطلق، فإنّ هذا لا يعني تعارضًا مع العلم والتطوّر. وإنّما يعني إقرارًا بالواقع حيث إنّ سبب ما ذكرنا هو أنّا نعلم أنّه لم يحن إلى حدّ الآن عصر يكون العلم فيه حُرًّا أو العقل حُرًّا، أو تكون للاثنَيْن سيطرة على شهوات الناس وحبّهم للجاه والشهرة. وبعبارة أخرى، لم يأنِ عصر يكون فيه “أينشتاين” حاكمًا و”روزفلت” محكومًا، بل العكس هو الصحيح. ولـ”أفلاطون” نظرية معروفة هي نظرية “المدينة الفاضلة”، حيث يقول فيها: “إنّ العالم لا يرى السعادة إلّا في زمان يكون فيه الحكماء حُكّامًا، والحكّام حكماء، أمّا إذا كان الحكماء شريحة، والحكّام شريحة أخرى فلا يرى سعادة أبدًا”.

ونعتقد نحن المسلمين ولا سيّما أتباع أهل البيت عليهم السلام أنّ عصر السعادة الحقيقيّة للبشريّة هو عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام، وهو عصر العدالة بكلّ ما للكلمة من معنى. وهو العصر نفسه الذي تكون أوّل ميزاته تحكم العقل لا الهوى في الميادين المختلفة، وكذلك هو عصر تكون للعلم فيه منزلته الخاصّة به، حيث لن يكون مسترقًا مكبّلًا، ولا بدّ أن يكون كذلك. ويعبّر أمير المؤمنين عليه السلام عنه بأنّه عصر يرتشف فيه الناس كأس العلم والمعرفة، حيث يقول عليه السلام: “ويُغْبَقون كأس الحكمة بعد الصَّبوح”5.

وورد في الكافي أنّ في عصر الظهور، يضع المهدي يده على رؤوس الناس فتزداد عقولهم6.

وأودّ أن أحيطكم علمًا، أنّي قد لا أكون قد حقّقت مرادي في شرح هذا الموضوع وبيانه، ولكن كونوا على علم أنّه من الخطأ بمكان أن نعبّر عن هذا العصر بأنّه عصر العلم، أو عصر العقل، أو عصر الفكر؛ لأنّه لا حرية للعقل والفكر والعلم فيه، حيث العالم ما زال عالم الشهوات، وحبّ الجاه والظهور.

سافرتُ في الشهر الماضي إلى “خوزستان”، وكان قد أقيم هناك احتفال بمناسبة النصف من شعبان يوم ولادة الإمام المهدي عليه السلام، فألقيتُ كلمة خاطبتُ الحاضرين بها قائلًا: “إذا أردتم أن تعرفوا في أيّ عصر نعيش، وأيّ شيء يتحكّم بمصائر الشعوب، فلاحظوا وضع الهيبيّين التافهين الّذين أثاروا في العالم ضجيجًا مفتعلًا ليوجّهوا الأنظار نحوهم. وقد ذكرت صحفنا أنّ هؤلاء لمّا ذهبوا إلى أميركا غطّوا على الأحداث السياسيّة كافّة؛ حيث سلّطت الأضواء عليهم دون غيرهم، ويحكي لنا هذا عن الروح العامّة الّتي تسيطر على الشعب الأميركي. وذكرت الأنباء أنّ “ويلسون” رئيس وزراء بريطانيا عندما وصل أميركا لم تكتب الصحف المُهمّة مثل “نيويورك تايمز” عن قدومه إلّا أربعة أسطر، في حين خصّصت صفحات كثيرة منها للحديث عن هؤلاء الهيبيّين، وقد ذاع صيتهم في الآفاق حتى قالوا هم عن أنفسهم أنّهم أكثر شهرة من السيّد المسيح عليه السلام. فهل يترجم لنا هذا التوجّه أنّ هذا العصر هو عصر العلم والعقل؟”.

وقد ذكرتُ أنّه يبدو أنّ عصرنا ما زال عصر الهيبيّين وليس عصر “ويلسون”، وقلتُ: “حتى لو كان عصر ويلسون، فما عسانا أن نفعل؟ فينبغي علينا إذًا أن لا نصدّق مئة في المئة بكلّ ما يحدث في العالم، وبكلّ ما يظهر فيه من جديد، وكذلك لا نخدع ببريق متطلّبات العصر، حيث ما زال هناك بون شاسع بيننا وبين الوقت الّذي تكون فيه جميع تطوّراته صحيحة ومفيدة”.

* الإسلام والحياة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1 سورة النحل، الآية 68.
2 سورة الدهر، الآيات 1 – 3.
3 السيد الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام)، تحقيق وتصحيح صبحي الصالح، قم، دار الهجرة، 1414هـ، ط 1، ص496، من كلام له لكميل بن زياد في العلم.
4 م، ن، ص 496.
5 السيد الرضي، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام)، ص 208، الخطبة 150. يُغبقون: يُسقون بالمساء. الصّبوح: ما يُشرب وقت الصباح.
6 “إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ اللَّهُ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ كَمَلَتْ بِهِ أَحْلَامُهُمْ”، الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تحقيق وتصحيح علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ، ط 4، ج1، ص25، باب العقل والجهل، ح21.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل