Search
Close this search box.

الحوزة العلمية وصنع الناجحين

الحوزة العلمية وصنع الناجحين

من الفاشل؟

ربما سمعتم كلاماً من هنا أو هناك بأنه لا يأتي للحوزة العلمية إلا من فشل في دراسته، فالحوزة كما يتهمونها مجتمعٌ للفاشلين!

مُطلق هذه الكلمات مشتبهٌ جداً، وبعيدٌ عن أجواء الحوزة العلمية وغير مطلعٍ على مناهجها وطريقة الدراسة فيها.

وعادةً هؤلاء الذين يتهمون طلبة الحوزة بالفشل يكونون من المنبهرين والمقدِّسين لأي شيءٍ اسمه جامعة، او شهادة، أو درجات، حتى لو كان كثيرٌ من هذه العناوين بلا فائدةٍ، فبريق العنوان هو ما يأخذ بلبّهم لا المضمون والمحتوى.

وأفضل ردٍّ على هذه الفئة يكون بإبراز النماذج التي تعتبر ناجحة -حسب معاييرهم- بدراساتهم الجامعية، ومع ذلك كانوا طلاباً في الحوزة.

مثلاً:

الشيخ الدكتور أحمد أمين الكاظمي (رحمه الله)، طالب الحوزة الذي تخرّج من جامعة اسطنبول باختصاص الفيزياء والرياضيات العالية بدرجة الدكتوراه، ويذكر في سيرته أنه ابتكر أدلة جديدة نشرت في الصحف، وكان متقنا لخمسة لغات: (العربية، الفارسية، الإنكليزية، الفرنسية، التركية).

له كتاب (التكامل في الإسلام)، يعتبر من أجمل الكتب العقائدية، حيث استخدم فيها معرفته بالفيزياء والرياضيات والعلوم الحديثة في إثبات بعض الأمور الدينية.

كان ملازماً للمراجع في النجف الأشرف، كالسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي (قدس الله أسرارهم)، وغيرهم من علماء الدين في الكاظمية والنجف الأشرف، ويحضر دروس البحث الخارج.

عرف بمناقشاته ومناظراته مع الشيوعيين أيام انتشارهم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وتسبب بتغيير آراء الكثير منهم.

هذا نموذج واحد من أشخاص كثيرين كانوا ناجحين في العلوم التجريبية الحديثة، وحاصلين على أعلى الشهادات فيها، ومع ذلك لم يستغنوا عن الحوزة العلمية وعلومها وعلمائها، بل كانوا يجلسون بكل أدب للتعلم من علماء الدين.

فالفاشل حقيقةً من لا يبلغ ربع ما بلغه هؤلاء الأشخاص ويقولون: (لا يدخل الحوزة إلا من فشل بدراسته!).

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل