Search
Close this search box.

قبلة الأفئدة

قبلة الأفئدة

في نهاية المطاف لا بدَّ أن نتعرض لما يختصُّ بالإمام الحجَّة عجل الله تعالى فرجه الشريف، من خلال ما ورد في الروايات عن لسانه، أخباره وصفاته وسكنه ولياليه وأيَّامه، بنفسي أنت من مغيَّب لم يخل منَّا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنَّا، بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنَّا.

وهناك العديد من الروايات التي وردت عن لسانه عجل الله تعالى فرجه الشريف يذكر فيها ما يتعلق به، سنستعرضها ضمن التالي:

محلُّ إقامته عجل الله تعالى فرجه الشريف: “إنَّ أبي صلى الله عليه عهد إليَّ أن لا أوطّن من الأرض إلا أخفاها وأقصاها 1 إسراراً لأمري، وتحصيناً لمحلي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الأمم الضوالّ 2 فنبذني إلى عالية الرّمال 3،وجبت صرائم الأرض 4، تنظرني الغاية التي عندها يحلُّ الأمر، وينجلي الهلع” 5.

“فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، وتتبع أقاصيها، فإنَّ لكلِّ وليٍّ من أولياء الله عزَّ وجلَّ عدواً مقارعاً، وضداً منازعاً افتراضاً لمجاهدة أهل نفاقه وخلافه، أولي الإلحاد والعناد فلا يوحشَّنك ذلك” 6.

“أبي أبو محمد 7 عهد إلي أن لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلاَّ وعرها ومن البلاد إلاَّ قفرها والله ـ مولاكم ـ أظهر التقية فوكلها بي، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج” 8.

خزائن الحكم
“وكان الإمام الحسن العسكري عليه السلام “أنبط 9 لي من خزائن الحكم وكوامن العلوم ما إن أشعّت إليك منه جزأً أغناك عن الجملة” 10.

إعلاء الدين
إعلم يا أبا إسحاق أنَّه قال (صلوات الله عليه): يا بنَّي إنَّ الله جلَّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه، وأهل الجد في طاعته وعبادته، بلا حجَّة يستعلى بها، وإمام يؤتم به، ويقتدي بسبل سننه ومنهاج قصده، وأرجو يا بنيَّ أن تكون أحد من أعدَّه الله لنشر الحق وطي الباطل، وإعلاء الدين وإطفاء الضلال” 11.

“أنا المهديُّ، وأنا قائم الزمان، وأنا الَّذي أملؤها عدلاً كما ملئت جوراً. إنَّ الأرض لا تخلو من حجَّة ولا يبقى الناس في فترة 12. وهذه أمانة لا تحدِّث بها إلا إخوانك من أهل الحقِّ” 13.

“أنا بقيَّة الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرأ بعد عين يا أحمد بن إسحاق” 14.
“أنا خاتم الأوصياء وبي يرفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي” 15

معجزات
“كتب أحمد بن إسحاق ـ وكيل الإمام الحسن العسكري عليه السلام ـ بعد موت الإمام العسكري، إلى النَّاحية المقدَّسة يستأذن الإمام المهديَّ عليه السلام في الحجّ.فورد الإذن له، وبعث إليه بثوب. فقال أحمد بن إسحاق: نعى إليَّ نفسي. فانصرف من الحجّ فمات بحلوان” 16.

“لا تخرج في هذه السنة. فأعاد وقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج من الجواب: إن كان ولا بد فكن في القافلة الأخيرة 17” 18.

“بعث الحسين بن علي بن بابويه ـ والد الشيخ الصدوق (قدس سرهما) ـ مع أبي القاسم الحسين بن روح برقعة إلى صاحب الأمر عليه السلام يسأله فيه الولد، فكتب عليه السلام في الجواب: (قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيِّرين). فولد له أبو جعفر (الصدوق) وأبو عبد الله من أمِّ ولد. وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعت أبا جعفر (يعني الشيخ الصدوق) يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام ويفتخر بذلك” 19.

“كتب رجل يسأل الدعاء في حمل له فورد عليه الدعاء في الحمل قبل الأربعة الأشهر، فجاء كما قال عليه السلام ” 20.

“بسم الله الرحمن الرحيم يا بن أبي روح أودعتك عاتكة بنت الديراني كيساً فيه ألف درهم بزعمك، وهو خلاف ما تظن، وقد أتيت فيه الأمانة ولم تفتح الكيس، ولم تدر ما فيه، وفيه ألف درهم وخمسون ديناراً، ومعك قرط زعمت المرأة أنَّه يساوي عشرة دنانير. صدقت مع الفصَّين الَّذين فيه، وفيه ثلاث حبات لؤلؤ شراؤها عشرة دنانير… وارجع إلى منزلك فإنَّ عمَّك قد مات، وقد رزقك الله أهله وماله 21” 22.

“هات ما معك. فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر إليها: قل له لا خوف عليك في هذه العلَّة ويكون ما لابدَّ منه بعد ثلاثين سنة. قال: فوقع عليَّ الدَّمع حتى لم أطق حراكاً وتركني وانصرف 23” 24.

“آجرك الله في صاحبك فقد مات، وأوصى بالمال الَّذي كان معه إلى ثقة يعمل فيها بما يحب 25” 26.

* من وحي كلمات الحجة (عج)، سلسلة بين يدي القائم (عج)، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- أقصاها: أبعدها.
2- الضوال:جمع الضالة.
3- كناية عن الجبال.
4- صرائم الأرض: القاحلة الخالية من بناء أو زرع أو سكن.
5- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ج2، ص 121.
6- م.ن.
7- يعني والده الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام.
8- الغيبة، الطوسيّ (ت: 460 هـ): تحقيق: عباد الله الطهرانيّ، وعلي أحمد ناصح، منشورات مؤسّسة المعارف الإسلاميّّة، قم ـ إيران، ط. الأولى 1411 هـ ـ ص 266.
9- انبط: وصل حفار البئر إلى الماء.
10- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ج2، ص 121.
11- م.ن.
12- الفترة: المقصود بها زمان لا يوجد فيه حجّة.
13- ينابيع المودّة لذي القربى، سليمان بن ابراهيم القندوزي البلخي، دار الأسوة للطباعة والنشر، ص464.
14- إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب، علي اليزدي الحائري، الوفاة: 1333 هـ . ج1، ص352 ـ 353 عن البحار عن أحمد بن إسحاق:…
15- م.ن. اليزدي الحائري، ج1، ص340.
16- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج51، ص 306، عن رجال الكشي.
17- ثم جاء في النص ما يلي: وكان في القافلة الأخيرة فسلم بنفسه وقتل من تقدّمه في القوافل الأخرى.
18- بحار الأنوار، م.ن: نقلاً عن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي { في كتاب (الغيبة)، ج51، ص293 قال: “حدّثني جماعة عن الحسين بن علي بن بابويه (وهو والد الشيخ الصدوق رحمه الله) قال: حدّثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد بالسنة الّتي خرجت القرامطة على الحجّ وهي سنة تناثر الكواكب أن والدي رضي الله عنه كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحM يستأذن في الخروج إلى الحجّ فخرج في الجواب:… “.
19- بحار الأنوار، م.س: ج51، ص306.
20- م.ن: عن كتاب النجوم.
21- ثمّ جاء النص بعد ذلك كما يلي: (قال) فرجعت إلى بغداد، وناولت الكيس حاجزاً، فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينار فناولني ثلاثين ديناراً، وقال أمرت بدفعها إليك لنفقتك، فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الّذي نزلت فيه، وقد جاءني من يخبرني أنّ عمي قد مات، وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم فرجعت فإذا هو قد مات، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم.
22- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 51، ص 295-296.
23- ثمّ جاء النص بعد ذلك كما يلي: قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة فلمّا كان سنة سبع وستين (أي: بعد ثلاثين سنة كما قال الإمام المهديّعجل الله تعالى فرجه الشريف اعتلّ أبو القاسم، وأخذ يأخذ في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره، فكتب وصيّته، واستعمل الجدّ في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف؟ وترجو أنْ يتفضّل الله بالسلامة، فما عليك بمخوفة فقال: هذه السنة الّتي خوفت فيه، فمات في علّته.
24- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، الشيخ علي بن عيسى الأربلي، ج3، ص411.
25- وجاء بعده النصُّ كما يلي: وأُجيب عن كتابه وكان الأمر كما قيل له.
26- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 51، ص 299، نقلاً عن الإرشاد عن أبي قولويه عن الكليني، عن علي بن محمّد، عن الحسن بن عيسى العريضي قال: لمّا مضى أبو محمّد الحسن بن علي عليه السلام ورد رجل من مصر بمال إلى مكّة لصاحب الأمر عليه السلام فاختُلف عليه، وقال بعض الناس: إنّ أبا محمّد قد مضى من غير خلف، وقال آخرون: الخلف من بعده ولده، فبعث رجلاً يكنّى أبو طالب إلى العسكر – يعني: سامرّاء – يبحث عن الأمر وصحّته، ومعه كتاب، فصار الرجل إلى جعفر، وسأله عن برهان. فقال له جعفر: لا يتهيّأ لي في هذا الوقت، فصار الرجل إلى الباب، ونفذ الكتاب إلى أصحابنا الموسومين بالسفارة فخرج إليه:…

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل