Search
Close this search box.

الإمام الخامنئي في لقاء مع المعلّمين

الإمام الخامنئي في لقاء مع المعلّمين

قال قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء اليوم الأربعاء 11/5/2022 مع مئات المعلمين والكوادر التعليمية، إن الهدف من هذا اللقاء هو إبراز دور المعلم، واصفاً التربية والتعليم بأنهما «المربي لجيل صانع للحضارة». وأكد سماحته الأهمية لتربية تلاميذ بروحية مقاومة وأصحاب هوية إسلامية وإيرانية.

رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع المعلمين وجمع من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم اليوم الأربعاء 11/5/2022، أنهم هم المفتخَرون بـ«توجيه أجيال المستقبل»، قائلاً: «الهدف من اللقاء مع المعلمين إبراز دورهم وتثبيت قيمة المعلم في الرأي العام وتخليدها حتى يفخر كل من المعلم وعائلته بمهنته وينظرَ المجتمع إلى المعلم على أنه فرد مفتخَر».
وقال الإمام الخامنئي حول هذين التطبيقين لمفهوم المعلم، إن «المعلم بماهيّته قيمة كبيرة جداً لأن الله معلمٌ استناداً إلى آيات القرآن، والرسول (ص) وكل الحكماء والعلماء والعرفاء والشخصيات البارزة مثل السيد شهيد مطهري أيضاً يملكون هذه القيمة العالية جداً للمعلم». وأضاف: «في التطبيق الثاني، الذي ينطبق مع عمل التربية والتعليم، بالإضافة إلى التدريس، ثمة قيمة أعلى لأن مخاطب هذا التعليم هو في أفضل سنين لقابلية التأثير والقابلية للتربية والتعليم، فهناك قابلية للتأثير أكبر بكثير من تعليم سائر الفئات».
في إشارة إلى الهدف البعيد المدى المتمثل في إنشاء حضارة إسلامية جديدة ومزدهرة، قال سماحته: «تُعدّ الموارد البشرية البنيةَ التحتية لأي حضارة، ومقيمو الحضارة الإسلامية الجديدة هم الجيل المتاح الآن للمعلمين، ولذلك يجب فهم الأهمية والقيمة لعمل المعلم من هذا المنظور».

في هذا السياق، قال قائد الثورة الإسلامية: «يجب أن يكون لهذا الجيل الذي يحمل هذا الهدف العظيم جداً هوية إيرانية-إسلامية، ومعتقدات متينة وعميقة، وثقة بالنفس، وأن يكون عصامياً ومتيقظاً تجاه الحضارات المنسوخة لدى الشرق والغرب، وعالِماً وفاعلاً حتى يتمكن من تكوين تلك الحضارة العظيمة». كما رأى أن فرصة التعليم الممتدة سنوات «فريدة من نوعها»، وأضاف: «لدى مؤسسة التربية والتعليم الواسعة أرضية مناسبة لنقل قيم الثورة ومُثُلها على نحو صحيح إلى قلوب أبناء الشعب وآذانهم».
وأكد سماحته أهمية التربية لتلاميذ ذوي هوية، وأن تربيتهم على الهوية الوطنية أمر ضروري، وقال: «يجب أن يكون للتلميذ هوية وطنية، فإلى جانب التلويح براية العلم عليه أن يلوّح أيضاً عبر الثقة بالنفس براية الهوية الوطنية الإسلامية-الإيرانية». ومع انتقاده قلة معرفة التلاميذ بمفاخر البلاد، ومن جملتها «العناصر المجتهدة بعد الثورة»، وغياب اطلاعهم على الأهداف المصيرية للثورة وقلة درايتهم بأحداث الثورة، رأى أن على المعلمين بالإضافة إلى توعية جيل الناشئة والشباب «أن يجعلوا قضايا كهذه مجبولة في قلوبهم وأرواحهم».

كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن فهم قيمة الصمود والمقاومة هو من الاحتياجات الأخرى للتلاميذ، وأشار إلى أن روح المقاومة هي «إكسير العلاج لمشكلات البلاد»، موضحاً: «في عالم يتجبّر فيه الجميع، أكان شرقاً أم غرباً، ينبغي للجيل المقبل أن يتعلّم قيمة المقاومة وأهميتها من الآن كي يبني الحضارة في ضوء هذه التعاليم ويصنع العزّة للشعب والبلاد». وأوصى سماحته وزارةَ التربية والتعليم بفصل «العلم النافع» عن «العلم غير النافع» في المناهج الدراسية للتلاميذ، قائلاً: «العلم النافع علم يجعل مواهب الناشئة والشباب مزدهرة، ويوجب تقدّم البلاد ورفعتها عبر الاستثمار لمستقبلهم».
من جانب آخر، شدّد قائد الثورة الإسلاميّة على تخصيص ساعات للتدريب على المهارات بدلاً من المحتوى غير النافع. وقال: «قضايا مثل نمط العيش الإسلامي، والتعاون والتآزر الاجتماعي، والدراسة والبحث، والأنشطة الجهادية، ومكافحة الآفات الاجتماعية، والنظم والتزام القانون، هي بين المهارات التي يجب تعليمها في المدرسة، وأن تستقر داخلهم من الطفولة والمراهقة».
خلال بيانه بضع نقاط عن قضايا المعلمين، رأى سماحته أن عبء تنفيذ القضايا المهمة في نظام التربية والتعليم يقع على كاهل المعلمين أكثر من غيرهم، «فالمعلمون الأعزاء الذين كانوا يوجّهون الناشئة والشباب في مراحل مختلفة مثل الثورة و”الدفاع المقدس” والأحداث السياسية المختلفة، عبر تأديتهم الدور الصحيح، هم اليوم أكثر من أي وقت مضى يجب أن يكونوا ملتفتين إلى دورهم المهم ومسؤولياتهم الكبيرة، وألا تجعلهم قضايا مثل المشكلات المعيشة يشعرون بالتعب أو الكلل أو التوهين والتقليل من شأن عملهم العظيم».
ولفت سماحته إلى صعوبات التدريس خلال مرحلة «كورونا» وأعباء المعلمين، مضيفاً: «خلال هذه المدة تضاعفت أعباء المعلمين، ولذا نقدم خالص الشكر إلى المعلمين جميعاً». كما قال مؤكداً توصيته الدائمة في تحسين معيشة المعلمين: «مع وجود مشكلات في الإمكانات الحكومية، لا بدّ من إيلاء اهتمام خاص بالقضايا المعيشية والضمان والتقاعد وعلاج المعلمين».

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل