Search
Close this search box.

3 ذو الحجة دخول النبي(ص) مكة لحجة الوداع

3 ذو الحجة دخول النبي(ص) مكة لحجة الوداع

في ذو الحجة الحرام /

دعوة النبي(صلى الله عليه وآله) للحج

دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الناس إلى الحجّ، وأعلمهم أنّه عازم على أداء الفريضة في عامه هذا، فاجتمع إليه الناس من كلّ حدب وصوب من أنحاء الجزيرة كلّها، حتّى تكاملوا مائة ألف أو يزيدون، فتوجّه بهم(صلى الله عليه وآله) إلى بيت الله الحرام.
التحاق الإمام علي(عليه السلام) بالركب

على مقربة من مكّة المكرّمة التحق الإمام علي(عليه السلام) بركب رسول الله(صلى الله عليه وآله) لإداء مناسك الحجّ معه؛ لأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان قد أرسله إلى اليمن في مهمّة خاصّة.
دخول الركب إلى مكّة

دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومن معه من المسلمين مكّة المكرّمة في الثالث من ذي الحجّة ۱۰ﻫ، فاتحاً منتصراً، من غير قتال ولا سفك دماء، متواضعاً مستغفراً، مسبّحاً بحمد ربّه، وأدّى مناسكه هو والمؤمنون، ثمّ توجّهوا إلى عرفة.
لماذا سُمّيت بحجّة الوداع؟

سُمّيت هذه الحجّة بحجّة الوداع؛ لأنّها كانت آخر حجّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، فبعدها بثلاثة أشهر تقريباً انتقلت روحه الطاهرة(صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى في المدينة المنوّرة.
خطبته(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع

وقف رسول الله(صلى الله عليه وآله) على راحلته، وخطب خطبته الشهيرة، فقال(صلى الله عليه وآله) بعدما حمد الله وأثنى عليه: «أُوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثّكم على العمل بطاعته، وأستفتح الله بالذي هو خير.

أمّا بعد: أيّها الناس، اسمعوا منّي أُبيّن لكم، فإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّيْ لا أَلقَاكُم بَعدَ عَامِي هَذا، في موقفي هذا.

أَيُّهَا النّاس، إِنّ دِمَاءَكُم وَأَموَالَكُم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربّكم، كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذا في شَهرِكُم هذا في بَلَدِكُم هَذا».

وقال(صلى الله عليه وآله): «أَيُّهَا النّاس، إنّ لنسائكم عليكم حقّاً، ولكم عليهنّ حقّاً، فعليهنّ ألّا يُوطئن فرشكم غيركم، ولا يُدخلن بيوتكم أحداً تكرهونه إلّا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فقد أُذن لكم أن تهجروهنّ في المضاجع وتضربوهنّ، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم كسوتهنّ ورزقهنّ بالمعروف، فإنّما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهنّ شيئاً، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، فاتّقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيراً».

وقال(صلى الله عليه وآله): «أَيُّهَا النّاس، إنّما المؤمنون إخوة، ولا يحلّ لامريءٍ مال أخيه إلّا على طيب نفس…».

وقال(صلى الله عليه وآله): «أَيُّهَا النّاس، إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلّا بالتقوى»(۱).

ثمّ ختم خطابه(صلى الله عليه وآله) بقوله: «لاَ تَرجعُوا بَعدي كُفّاراً مُضَلِّلينَ، يَملِكُ بَعضَكُم رِقابَ بَعضٍ، إِنِّي خَلّفتُ فِيكم مَا أَنْ تَمَسّكْتُمْ بِه لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ وَعِترَتِي أَهْلَ بَيتِي».

ثمّ التفت(صلى الله عليه وآله) إليهم، فطالبهم بالالتزام بما أعلنه وأذاعه فيهم قائلاً: «إِنّكُم مَسْؤُولُون، فَلْيُبَلِّغ الشّاهِدُ مِنكُم الغَائِبَ»(۲).

ـــــــــــــــــــــــ
1. اُنظر: شرح نهج البلاغة ۱ /۱۲۶٫
2. اُنظر: تاريخ اليعقوبي ۲ /۱۱۲٫

بقلم:

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل