Search
Close this search box.

مئات ’العلماء’ وملايين ’الزائرين’.. هل بينهم الـ 313 من أنصار الإمام المهدي؟!

مئات ’العلماء’ وملايين ’الزائرين’.. هل بينهم الـ 313 من أنصار الإمام المهدي؟!

شبهة الأنصار الـ 313

إذا كانت هذه الملايين التي تزور الإمام الحسين عليه السلام كلها من المؤمنين المناصرين للإمام المهدي عجل الله فرجه وأيضا عندنا مئات العلماء فهل من المعقول أنّه لا يوجد بينهم (313) شخصاً يمكنهم نصرة الإمام المهدي، وإذا كانوا موجودين فلماذا لا يظهر؟

هذا الإشكال في نفسه مغلوط من عدة جهات لأنه يبتني على مجموعة مقدمات خاطئة لم يقم عليها دليل معتبر وإن كانت مشهورة في بعض الأوساط المتديّنة، سوف أبيّن بعضها في هذه النقاط:

أولاً: لا يوجد دليل معتبر على أنّ ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه متوقف على اكتمال أنصاره الـ 313 فهذه الفكرة تعدُّ من الأخطاء الشائعة في الأوساط المتدينة ووجه الخطأ فيها هو عدم استنادها الى دليل معتبر، فالروايات في هذا الباب جاءت تُخبر بأن للإمام أنصاراً بهذا العدد لكن ليس فيها نص معتبر يخبر بتوقف الظهور على اكتماله.

ثانيا: يجب التفريق بين المقتضي والشرط والمانع وبين العلة التامّة، فحتى إذا سلّمنا جدلاً بأن هذا العدد من الأنصار قد أُخِذ شرطا في الظهور المبارك فهذا لا يعني تحقق الظهور بمجرد اكتمالهم لأنه ليس علة تامّة للظهور وإنما مجرّد شرط من مجموعة شروط يجب أن تتوفر هي الأخرى أيضا بالإضافة الى تحقق المقتضي وارتفاع المانع ولعلّ بعض الروايات الشريفة تشير الى هذه النكتة إذ علَّقت الظهور على الإذن وليس على اكتمال عدد الأنصار، ففي غيبة النعماني روى عن المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ” إِذَا اُذِنَ الإِمَامُ دَعَا اللَّهَ … فَاُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاثُمِائَةِ وَثَلاثَةَ عَشَرَ “…

فهي صريحة في أنّ الظهور لا يكون بمجرد اكتمال عدد هؤلاء الانصار وإنما هو موقوف على الإذن وهو لا يتحقق إلا بتحقق مجموعة من الشروط والمقتضيات وارتفاع الموانع بما يشكّل ضمانة حقيقية لانتصار دولة العدل، وليس الأنصار إلا جزئية بسيطة من تلك القضية المعقّدة .

ثالثا: ليس في النصوص المعتبرة ما يدلّ على أنّ عدد هؤلاء الأنصار من الوعد او من المحتوم الذي لا يقع فيه البداء بل هو من الموقوف الذي قد يتغير إذ ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ” فيجب أن يؤخذ هذا في الحسبان أيضا.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل