Search
Close this search box.

النية

النية

النية والتسليم ومن تيقن بماء لا يظمأ..

لقد اعتدنا مسألة النية في العبادات والأمور الدينية. والحقيقة النية تلازم كل شيء في حياتنا فهي بصورة عامة تعرف بأنها قصد الشيء مقترنا بفعله والسعي من أجله أي أنها سعي خارجي وداخلي بأن نزيل المعيقات التي تعيق تحقيق هذه النية واليقين بأن الله يرزق الجميع ولا عائق أمامنا إلا ما نضعه لأنفسنا..
كما أن النية أيضا تمثل مشاعرا منبعها القلب. تُرسَلُ لله عز وجل إن كانت طيبة أو سيئة. بقصد الحصول على الهدف كما أن كل ما يحصل في العالم المادي هو انعكاس للواقع المعنوي. أي أن كل شعور سلبي بداخلنا تقابله طاقة تكافئه في الحياة الواقعية متمثلة بالزوج أو الأهل أو الأبناء أو الأصدقاء..
وبين النية والتمني لمن يقول أنا أنوي وهو يتمنى هناك فرق شاسع حيث أن التمني يدل على العجز فالتمني هو لشيء بعيد الحصول كأحلام ينسجها الشخص في عالم الخيال.

الأعمال ثمار النيات..

لكل شيء هناك بداية وبداية كل عمل كان النية الصادقة والسعي لأجلها فيتبعها التوفيق من الله عز وجل بإرادة منه إن كانت نياتنا صادقة بالفعل. كما أن أقرب مثال على ذلك هو النبي محمد (صلى الله عليه وآله). حيث جاء الى مكة هذا المجتمع الذي يؤدي بناته. كان مجتمعا بهذه القسوة وهذا الجحود جاءه بقلبه الواسع ورحمته العظيمة  ليغير ما يغير فيه لتصبح كلمة الله مرفوعة فيه وراية الإسلام والسلام عالية مرفرفة والقلوب رحيمة رؤوفة..
كذلك ما حصل مع الإمام الحسين (عليه السلام) فمن يظن أن بعد فاجعة كواقعة الطف أن يرتفع اسم الدين وينتصر الإمام الحسين (سلام الله تعالى عليه) انتصاره العظيم.. لذا نية سليمة وصادقة في عملنا وسعي لتحقيقها ومن ثم توفيق لله عز وجل واليقين به هو سر سير كل أمورنا.

لا صدفة في هذا الكون..

كل شيء مدبر بكون منظم من الله سبحانه وتعالى. فلا هناك صباح يشرق بصدفة ولا ليل يسير بصدفة ولا أمور تسري بصدفة كل شيء بموعده بمكانه وتخطيط من الله ونية معقودة من قلبك تهيء لك الأسباب وتسبب لك الخيرات.

للنية أبعاد كثيرة..

أكملت الحديث مسؤولـة شعبــة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية المقدسة خلود إبراهيم البياتي قائلة بأن النية هي الدافع والمحرك نحو الأعمال فهي مشاعر تنتاب الإنسان نحو أمر معين  لغرض الوصول الى هدفه بعزم وإرادة. وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله):- إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. فمقياس قبول الأعمال هو مدى خلوصها لله عز وجل وخلوها من الرياء وطلب رضا الآخرين فقط..
كما للنية آثار دنيوية وأخروية كما قال الصادق (عليه السلام) :- ومن حَسُنَت نيته زيد في رزقه.. فتلك النية الطيبة هي ما ستقوده للسعي الحثيث نحو الأفضل.
ولا نغفل عن الآثار الأخروية حيث يقول أبي عبد الله (عليه السلام) :. إن الله عز وجل يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة.. كما أنه من التدريبات الجيدة والجميلة أن نكتب ما ننوي القيام به على ورقة أو ما شابه لنرى أمام أعيننا ما تمت كتابته لنقَوِمَ ما يحتاج التقويم وتعزيز الجيد منها.. ومن الجميل جدا كذلك وضع نية طيبة لحياتنا بأن تكون أعمالنا وأفكارنا في سبيل الله عز وجل.

كيف للحياة أن تتأثر بالنية ؟!

بداية ينبغي لنا أن نكون على بينة أن النوايا تكون ذات تأثير كبير على حياتنا. بالتالي على مستقبلنا إن كانت نوايا جيدة أو سيئة وتشاؤمية ومع شديد الأسف. نجد أن شريحة كبيرة من المجتمع من الأشخاص المتشائمين والحال أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم عظيمة. أولها العقل والذي بواسطته يمكننا تغيير طريقة تفكيرنا نحو الحياة وغيره من النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.. وهذا كما أفادت الدكتورة زينب عزيز هادي الموسوي (ماجستير نقد قديم وأدب حديث ومدرسة في ثانوية).

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل