Search
Close this search box.

مقومات بناء الامة الاسلامية

مقومات بناء الامة الاسلامية

الشيخ لؤي المنصوري

اذا ما أردنا ان نحدد مقومات  الهوية الاسلامية فعلينا مراجعة السيرة النبوية الشريفة والخطوات التي اقدم عليها النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، حيث عمد الى انشاء ثلاثة ركائز من خلالها تتجذر الهوية وتحتفظ بحيثية الاصالة والبقاء والديمومة، وهي:

1- بناء المسجد:

ما ان وطات قدمي النبي صلى الله عليه واله وسلم الشريفتين المدينة المنورة قام ببناء المسجد الشريف. وهو بمثابة تاسيس اول جامعة اسلامية وصرح علمي وفكري وثقافي وتربوي. فضلا عن البعد التعبدي المتمثل باممارسة العبادات الدينية، ومن خلاله اخذ يربي الامة التي رسم هويتها من خلال النص الذي دونه( وانهم- اي المسلمون- امة واحدة من دون الناس)، فهي تحتاج بعد الرسم الى صناعة قائمة على على العلم والمعرفة وتجذير القيم والمفاهيم الربانية المتاصلة في الفطرة البشرية، وتربية افراد الامة وفق المفاهيم والقيم السماوية. وتأهيل الفرد والمجتمع للنهوض بالواقع الإنساني وسيرورته نحو الكمال المنشود والغاية المتوخاة. وهي بلورة امة صالحة تتمثل فيها مختلف الفضائل والخصال الانسانية الفطرية.

2- البعد الامني:

وذلك من خلال المؤخاة بين المهاجرين والانصار تحت محورية التوحيد والايمان بالمبدا المتعال. وما يترشح عنه من معارف واداب تتناغم مع النفس الانسانية. وتطفئ ضما حاجتها الملحة الى العلم والمعرفة، والخروج من عتمة ظلمة الجهل وانقشاع الغيوم الدهماء المغيبة لجوهر النفس الانساني. واذابة الروح القبلية والنعرات الطائفية والقومية.

وما نتج عنها من عصبيات ومماحكات قضت على وجود هوية الانسان وحولته الى وجود ميت المشاعر، والة قتل وابادة يستبقي الحياة من خلال الظلم والتعدي على الغير، كانت الاخوة الايمانية بمثابة وضع الاساس للمؤسسة الامنية التي تحفظ كيان الفرد والمجتمع على حد سواء. لأن (المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامة).

3- البعد الاقتصادي:

وهو من الركائز المهمة والاساس في بناء نمط الحياة وصياغتها وفق الهوية التي يراد تحققها. حيث قام النبي صلى الله عليه واله وسلم بانشاء سوق تجاري. يمارسون المسلمون من خلاله اعمالهم التجارية وتبادل السلع والعرض ونحو ذلك، ونظمها وفق ضوابط ومقررات التشريع الاسلامي. وما تمليه عليهم الرؤية الدينية بحيث تكون دخلية في المسار السليم المبني على صالح الامة وحفظ امنها الاقتصادي. بعيدا عن ممارسات اهل مكة وغيرهم حيث لم تخضع لضابطة قيمية بقدر ما يهمها الثراء وجمع المال باي طريقة ووسيلة.

 فاذا ما أردنا ان نضع خطوات بناء أمة إسلامية واعدة، فالسيرة النبوية منهجت الطريق وفتحت باب التاسيس من خلال الركائز الثلاث( المؤسسة التعليمية/ المؤسسة الامنية/ المؤسسة الاقتصادية).

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل