Search
Close this search box.

بدائع لفحول الشعراء في ذكرى مولد الامام الرضا (ع)

بدائع لفحول الشعراء في ذكرى مولد الامام الرضا (ع)

لقد أثنى على الإمام الرضا (عليه السلام) كثير من الشعراء، سواء كان ذلك في حياته أو بعد شهادته، وذلك لانبهارهم بفضائله وكراماته الظاهرة في حياته وبعد شهادته، وفيما يلي نماذج من القصائد التي استعرض فيها الشعراء جوانب من حياة الإمام عليه السلام:

1- الصاحب بن عبّاد: مشتاقاً إلى زيارة المشهد الرضويّ النورانيّ:

يـا زائـراً سـائراً إلى «طوسِ» *** مـشهـدِ طُـهـرٍ وأرضِ تقديسِ

أبلغْ سلامي «الرضا» وحُطَّ على *** أكرمِ رَمسٍ لـخـيـرِ مَـرموسِ

واللهِ واللهِ حَـلـفــةٌ صَـدَرتْ *** مِن مخلصٍ في الـولاءِ مـغموسِ

إنّي لو كـنـت مـالـكـاً إرَبي *** كان بـ « طوسٍ » الغنّاءِ تعريسي

وكـنت أمضـي العـزيمََ مُرتحلاَ *** مُـنتـسِفـاً فـيـه قوّةَ العيـسِ

لـ «مشهدٍ» بالزكاءِ مـُلـتـحفٍ *** وبـالسَّنـى والـثـناءِ مأنـوسِ

الصاحب بن عبّاد (ت 385هـ) هو: أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب بن عباد، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشاركا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي.

2- أبو فراس الحمداني: قال من قصيدته الشافية:

الديــن مختــرم والحــق مهـتـضــم *** وفـئ آل رســول الله مـقـتـســم
يا للــرجــال أمــا لله منـتـصـف *** مــن الطـغــاة ولا للــديـن مـنتقـم
بنو علـي رعايــا في ديــارهـم *** والأرض تمــلكها النسـوان والخـدم
لا يطــغين بنــي العبــاس ملكــهم *** بـنـو علـي مـواليهم وإن زعمـوا
أتفـخـــرون عـليــهم لا أبا لــكم *** حـتــى كـأن رســول الله جـدكــم
وما تــوازن يــوما بينــكم شــرف *** ولا تســاوت بـكم فــي موطن قدم
لا بـيعـــة ردعتــكم عن دمــائهـم *** ولا يــميــن ولا قـربــى ولا ذمــم
أأنتم آله فـيمــا تــرون وفــي *** أظــفـاركم مــن بنيــه الـطـاهرين دم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا *** مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته *** وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت *** ومعشر هلكوا من بعد ما سلموا

أبو فراس الحمداني هو: الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس، أمير شاعر، وهو ابن عم سيف الدولة، وكان الصاحب بن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وختم بملك – يعني امرئ القيس وأبا فراس – وله وقائع كثيرة قاتل بها بين يدي سيف الدولة الحمداني، وتقلد إمارة حران ومنبج، وقتل سنة 357 ه‍، وله من العمر نحو 37 سنة.

3- أبو نؤاس (الحسن بن هانئ):

حين استدعىى المأمون العباسي الشعراء ليقولوا في مدح بادرة ولاية العهد التي عهدها للامام الرضا (عليه السلام) كي يوهموا الناس بأن المأمون قرب الامام الرضا وعهد إليه من بعده بالحكم، واخذ يغدق الأموال على الشعراء، وقد تمنع أبو نؤاس عن مجلس المأمون، فأرسل إليه وطلب منه ان يقول أبيات في مدح الامام الرضا (ع)، فأنشد يقول:

قيل لي أنت أوحـد النـاس طرا *** فـي فنون من الكلام النبيه

لك من جوهـر الكـلام بـديـع *** يثمـر الـدر فـي يـدي مجتنيه

فعلى م تركت مدح ابن موسى *** والخصال التي تجمعن فيه

قلـت لا أهتـدي لمـدح إمـام *** كـان جبـريـــل خـادمـا لأبيـه

عن أبي الحسن محمد بن يحيى الفارسي، قال: نظر أبو نؤاس إلى الامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) ذات يوم فدنا منه أبو نؤاس، فسلم عليه وقال: يا بن رسول الله، قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعها مني. قال: هات. فأنشأ يقول:

مطهرون نقيات ثيابهم *** تجـري الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه *** فما له في قديم الدهر مفتخر

الله لمـا برا خلقـا فـأتقنه *** صـفـاكـم واصـطفـاكم أيهـا البشر

فأنتم الملأ الأعلى وعندكم *** علم الكتاب وما جاءت به السور

فقال الرضا (عليه السلام): قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، ثم قال: يا غلام، هل معك من نفقتنا شيء؟ فقال: ثلاثمائة دينار. فقال: أعطها إياه. ثم قال (عليه السلام): لعله استقلها، يا غلام سق إليه البغلة .

أبو نؤاس: هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء، أبو نؤاس، شاعر العراق في عصره، ولد في الأهواز، ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد، فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، فمدح بعضهم، وخرج إلى دمشق ومصر، ومدح أمير مصر الخصيب، وعاد إلى بغداد فأقام بها، وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل: سنة 198 ه‍.

4- دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته الرائية يرثي الامام الرضا (عليه السلام):

أرى أمـية معذورين إن قتــلوا *** ولا أرى لـبنـي الـعبـاس مـن عذر

أولاد حـرب ومـروان وأسـرتهم *** بنـو مـعيـط ولاة الـحـقد والوغر

قوم قتلتم على الإسلام أولهم *** حتى إذا استمكنوا جازوا عـلى الكفر

أربع بطوس على قبر الزكي بها *** إن كنت تربع من دين على وطر

قبـران فـي طـوس: خيـر الناس كلـهم *** وقبر شـرهم، هـذا من العبر

دعبل بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي، أبو علي، أصله من الكوفة، وأقام في بغداد، أكثر شعره في مدح أهل البيت (عليهم السلام) وهجاء حكام عصره. روى عن الإمام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، وله مصنفات، منها: (الواحدة) و(طبقات الشعراء) وغيرهما، استشهد سنة 246 ه‍.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل