الهجوم على الدوحة؛ هل تستيقظ العواصم الإسلامية؟

الهجوم على الدوحة؛ هل تستيقظ العواصم الإسلامية؟

افتتاحية صحيفة «صوت_إيران» الإلكترونية، العدد ٨٠، التابعة لموقع KHAMENEI.IR

🔹️ في عصر يوم الثلاثاء، التاسع من سبتمبر، وفي تمام الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي، دوّت عدة انفجارات في مدينة الدوحة، عاصمة دولة قطر. وبعد ساعات قليلة، أعلن الكيان الصهيوني رسميًا مسؤوليته عن هذا العدوان.

🔹️ ووفقاً للأخبار المنشورة حتى الآن، فإن الهدف الرئيسي للهجوم كان اجتماعًا لعدد من قادة حركة حماس، كانوا مجتمعين لمناقشة آخر المقترحات الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار في غزة. ووفقًا للتقارير، فقد استُشهد ستة أشخاص في هذا الهجوم – خمسة من أعضاء حركة حماس وضابط أمن قطري – بالإضافة إلى إصابة عدد آخر بجروح.

🔹️ رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير حربه أعلنا في بيان مشترك أن الهجوم على الأراضي القطرية جاء رداً على عملية يوم الاثنين في القدس المحتلة، والتي نُفّذت من قبل اثنين من المقاومين الفلسطينيين وأسفرت عن مقتل ستة صهاينة.

🔹️ تم تنفيذ الهجوم الجوي الإسرائيلي على الدوحة بعلم مسبق من الولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أنه إلى جانب التنسيق السياسي والأمني والعسكري الوثيق بين تل أبيب وواشنطن، فإن الوجود العسكري الأمريكي الواسع في قاعدة العديد الجوية القريبة من الدوحة، هو سبب آخر لهذا الإطلاع والتنسيق.

🔹️ هذا التنسيق يكشف أن ترامب كان بمقدوره بسهولة منع هذا الهجوم، لكنه فضّل إعطاء الضوء الأخضر له. ومثل هذا القرار لا شك أنه سيطرح أسئلة وشكوكًا جدية حول العلاقة بين الدول العربية وواشنطن؛ تلك الدول التي تعتمد بشكل كبير على أمريكا من الناحية الأمنية، بل وتستضيف قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها. لكن حتى هذه العلاقة الوثيقة لم تكن كافية لحمايتها في لحظات مفصلية كهجوم الثلاثاء على الدوحة، من عدوانية العصابة الإجرامية التي تحكم الأراضي المحتلة.

🔹️ إن الهجوم الجوي على قطر أظهر أن الحكومة الصهيونية، بقيادة نتنياهو، لا تتردد في توسيع دائرة التوتر والحرب من أجل التهرب من هزائمها. الفشل في تحقيق أهدافه في غزة، إلى جانب موجة الاحتجاجات الداخلية والمطالبات الواسعة بوقف إطلاق النار، كانت من العوامل التي دفعت نتنياهو إلى هذه المغامرة الجديدة.

🔹️ كما أن العملية الاستشهادية في القدس المحتلة كشفت عن مدى هشاشة وضعف هذا الكيان من الداخل، لدرجة أنه يحاول من خلال هذه الاعتداءات صرف الأنظار عن ضعفه. لكن أهم ما في هذه الحادثة هو أن دولة إسلامية جديدة تعرضت لعدوان صهيوني، وهو ما يوضح أنه لا دولة في المنطقة بمنأى عن أطماع وجرائم هذا الكيان.

🔹️ إن تخاذل الدول الإسلامية أمام جرائم الكيان في غزة، هو ما مهد الطريق لتوسع اعتداءاته. واليوم، ورغم كل الخلافات بين دول المنطقة، إلا أنها تواجه عدوًا مشتركًا؛ عدواً لا يعترف بأي حدود أو قيود، بفضل الدعم الأمريكي. فبعد الهجوم على الدوحة، على الدول الإسلامية في المنطقة أن تسأل نفسها بجدية:
أليس الوقت قد حان للاستيقاظ والتحرك؟


ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل