قال رئیس مجمع التعلیم العالي للتأریخ والسیرة في جامعة المصطفی (ص) العالمية إن الإمام الحسن (ع) کان أسوة في الشجاعة والکرامة والسخاء.
وأضاف “الشيخ ناصر رفیعي”: إن الامام الحسن بن علي (ع) كان الولد الأول للإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء(س) والسبط الأكبر للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأن الرسول (ص) کان یضمّه ومعه الحسین (ع) وکان یصفهما بـ سیدي شبابي أهل الجنة.
وأشار الى أنه وورد عن النبيّ (ص) قوله: “وأمّا الحسن فإنّه ابني وولدي، ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، فمن تبعه، فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي”.
وأردف الشیخ رفیعي قائلاً: إن إمامة الإمام الحسن (ع) طالت 10 أعوام تمیزت بالصعوبة والمشاکل کما أن قصة صلحه مع معاوية أمر یستحق التدبر، حیث حصلت أمور فرضت علیه التخلی عن خلافة المسلمین.
وأکد العضو في هيئة التدريس بجامعة المصطفى (ص) العالمية أن الملفت في حیاته المبارکة هو السخاء والکرامة وأیضاً متابعة قضایا الناس والمجتمع والسعي لحلها.
وقال: إن الإمام الحسن (ع) قد تمیز بالسخاء والکرامة والخلق الحسن، وأیضاً الشجاعة، حیث خاض حرب “الجمل” مع أبیه الامام علي (ع) وبعد إستشهاد أمير المؤمنين (ع) کان مستعداً للجهاد والسیر علی نهج أبیه (ع) ولکن فرض علیه الصلح.
وتجدر الاشارة الى أنه تولى الحسن بن علي (ع) الإمامة في 21 رمضان 40 هـ بعد استشهاد الإمام علي (ع)، وبايعه في اليوم نفسه أكثر من أربعين ألف شخص، لكن معاوية بن ابي سفيان الاموي سيّر جيشاً نحو العراق، فوجّه الإمام (ع) عسكراً بقيادة “عبيد الله بن عباس” لمواجهته، وذهب هو مع جيش آخر من جماعته إلى ساباط، وسعى معاوية على بث الإشاعات بين جيش الإمام الحسن (ع) لتمزيقه وإثارة الفتنة بين صفوفه، وفي هذه الظروف تعرّض الإمام الحسن (ع) للاغتيال فجُرح، ونُقل إلى المدائن للعلاج، وتزامنا مع هذه الأحداث، بعثت جماعة من رؤساء الكوفة رسائل إلی معاوية، وواعدوه أن يسلموا الامام الحسن بن علي إليه أو يقتلوه، فأرسل معاوية رسائل الكوفيين إلى الامام (ع)، واقترح عليه الصلح.
وقَبِلَ الإمام الصلح مع معاوية، وسلّم الحكم إليه على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ولا يعيّن خلفا لنفسه، ويضمن الأمان للناس وخاصة شيعة الإمام علي (ع)، لكن معاوية لم يف بهذه الشروط.
وبعد أن وقّع الإمام (ع) الصلح مع معاوية رجع سنة 41 هـ إلى المدينة، وبقي هناك حتى آخر عمره الشريف، وكان يحظى بالمرجعية العلمية في المدينة، كما أن الروايات تتحدث عن مكانته الاجتماعية في هذه الفترة.