قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} (سورة البقرة المباركة – الآية 197).
وردت مفردة (الحج) ثلاث مرات في هذه الآية الشريفة دون استخدام للضمير بدلاً عنها ، وذلك لإشارتها إلى معنىً معيّن في كلّ مورد من هذه الموارد. ويطلق هذا الفنّ في الآداب (فن الإيجاز) .
فالحج في { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} هو لبيان الظرف الزماني للحج لا الحج نفسه ، وفي { فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } هو العمل الخاصّ الذي يوجبه الشخص المحرِم على نفسه باعتباره مصداقاً من مصاديق طبيعة الحج، أمّا المراد من الحج { وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } هو طبيعة الحج الذي لا يجوز فيه الرفث ولا الفسوق ولا الجدال، مما يؤول إلى عدم جواز هذه الأُمور في حج الأشخاص.