عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): “ألا وإنّ وُدَّ المؤمنِ من أعظمِ سببِ الإيمانِ”([1]).
سوف نتكلّم عن العوامل الإيجابيّة الّتي تؤدّي إلى نموّ العلاقة بين الإخوة وتوطيدها، وما تقتضيه من آداب رتّب الله سبحانه عليها الجزيل من الثواب.
عوامل بقاء المودّة:
1- الشفقة على الإخوان:
فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: “إنّ للهِ في خلقِهِ نيّةً وأحبُّها إليهِ أصلبُها وأرقُّها على إخوانِه وأصفاها من الذنوبِ”([2]).
2- زيارة الاخوان:
علاوة على ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام: “من زار أَخاهُ للهِ لا غيرَ، التماسِ موعدِ اللهِ وتنجّزَ ما عندَ اللهِ، وكّل الله به سبعينَ ألفِ ملكٍ ينادونَهُ ألا طبْتَ وطابَتْ لكَ الجنَّةَ”([3]).
3- مصافحة الإخوان:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا لقِيَ أحدُكم أخاهُ فليصافِحهُ وليسلِّمْ عليهِ فإنّ اللهَ أكرمَ بذلكَ الملائكةَ فاصنَعوا بصنعِ الملائكةِ”([4]).
4- التبسّم في وجوه الإخوان:
عن الإمام الرضا عليه السلام: “.. ومن تبسّمَ في وجهِ أخيهِ المؤمنِ كتبَ اللهُ حسنةً ومن كتبَ اللهُ لهُ حسنةً لم يعذِّبْهُ”([5]).
5- تلقيم الإخوان:
عن الإمام الصادق عليه السلام: “من لقّمَ مؤمنًا لقمةَ حلاوةٍ صرفَ اللهُ عنهُ مرارةَ يومِ القيامةِ”([6]).
ولقد كان عليه السلام يقوم بذلك مع أصحابه. ومن أبرز الّذين كانوا يحرصون على هذه السنّة المباركة في زماننا ممن عاشرناهم هو سيّد شهداء المقاومة السيّد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، حيث دأب على ذلك مع إخوانه المجاهدين في ثغور الإسلام.
6- الدعاء للإخوان:
عن الإمام الباقر عليه السلام: “عليكَ بالدعاءِ لإخوانِكَ بظهرِ الغيبِ، فإنَّه يهبُ الرزقَ…”([7]).
وفي بعض الأحاديث ورد أنّه كذلك سبب لدفع البلاء عن الداعي إضافة إلى إهالة الرزق عليه كما عن الإمام علي عليه السلام: “دعاءُ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ يسوقُ إلى الداعي الرزقَ ويصرفُ عنهُ البلاءَ ويقولُ لهُ اللهُ: لكَ مثلهُ”([8]).
7- تزويج الإخوان:
عن الإمام الكاظم عليه السلام: “ثلاثةٌ يستظلّون بظلِّ عرشِ اللهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: رجلٌ زوّجَ أخاهُ المسلمَ أو أخدمَه أو كتمَ لهُ سرًّا”([9]).
8- إطعام الإخوان:
ويتأكّد ذلك أكثر فيما لو كان أخوك مسكينًا أو يتيمًا أو أسيرًا.
قال الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورً﴾([10]).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من أطعمَ مؤمنًا من جوعٍ أطعمْهُ اللهُ من ثمارِ الجنّةِ، ومن سقاهُ من ظمأ سقاهُ اللهُ من الرحيقِ المختومِ، ومن كساهُ ثوبًا لم يزلْ في ضمانِ اللهِ ما دامَ على ذلكَ المؤمنِ من ذلكَ الثوبِ سلك. واللهِ لقضاءِ حاجةِ المؤمنِ أفضلُ من صيامِ شهرٍ واعتكافِهِ”([11]).
9- كتمان أسرار الإخوان:
ولا يُمكن اعتباره من جملة الآداب فحسب إنّما هو من أعظم الواجبات على المؤمن وقد يؤدّي التهاون في ذلك إلى سفك الدماء المحترمة وازهاق الأرواح بمجرّد إفشاء سرّ من أسرار العمل الإسلامي، أو إسداء خدمة مجّانيّة للأعداء لمجرد التهاون بالمعلومات الّتي نحن مأمورون بحفظها والتكتّم عليها، ولذلك لا تنحصر الآثار السيّئة لترك هذا الواجب في المستوى الفرديّ، بل تتعدّاه لتطال المجتمع أو المسيرة ولذلك عبّرت طائفة كبيرة من الروايات عن مدى انزعاج أئمّتنا عليهم السلام من قلّة الكتمان، مثل ما قاله الإمام زين العابدين عليه السلام: “وَدَدْتُ واللهِ أنّي افتدَيْتُ خُصلتينِ في الشيعةِ لنا ببعضِ لحمِ ساعدي: النزقُ([12]) وقلّةُ الكِتمانِ”([13]).
وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: “.. والمذيعُ لما أرادَ اللهُ سترُه مارِقٌ في الدينِ”([14]).
ويكشف الإمام الصادق عليه السلام الواقع الأليم الّذي عليه الناس قائلًا: “أُمِرَ الناسُ بخصلتينِ فضيّعوهُما فصاروا منهُما على غيرِ شيءٍ: الصبرُ والكتمانُ”([15]).
10- مجالسة الإخوان ومحادثتهم:
فعن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنّه قال: “أتخلونَ وتحدّثونَ وتقولونَ ما شئتُم؟ فقلتُ: أيْ واللهِ لنخلو ونتحدّثُ ونقولُ ما شِئْنا، فقالَ: أما واللهِ لوددْتُ أنّي معكُم في بعضِ تلكَ المواطنِ. أما واللهِ إنّي لأحبُّ ريحَكُم وأرواحَكُم وإنّكم على دينِ اللهِ ودينِ ملائكتِه فأعينونا بورعٍ واجتهادٍ”([16]).
11- خدمة الأخوان:
عن الإمام الصادق عليه السلام: “المؤمنونَ خدمٌ بعضهُم لبعضٍ، قلتُ: وكيفَ يكونُ خدمًا بعضُهُم لبعضٍ؟ قال: يفيدُ بعضهُم بعضًا”([17]).
إخوة الإيمان – بتصرّف، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) ميزان الحكمة، ح561.
([2]) المحجة البيضاء، ص65، ح4.
([3]) المحجة البيضاء، ص85، ح2.
([4]) م.ن. ص25، ح2
([5]) م.ن. ص25، ح1.
([6]) م.ن. ص64، ح1.
([7])ميزان الحكمة، ح73,ص75.
([8])م.ن. ح53,ص75.
([9])بحار الأنوار، ج17، ص653.
([10]) سورة الدهر، الآيتان: 8 و 9.
([11]) مصادقة الأخوان، ص24، ح1.
([12]) النزق: الطيش.
([13]) ميزان الحكمة، ح54371.
([14]) م.ن. ح65371.
([15]) م.ن. 64371.
([16]) مصادقة الأخوان، ص23.
([17]) م.ن. ص84.