قا تعالى : (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ). سورةالبقرة آية 88
اذا ما تتبعنا آيات القرآن الكريم نجد أنها تحث الانسان على الاعتراف بالفضائل وتقديمها بين يدي الله تعالى، كالاقرار بعدم العلم والضعف والفقر والحاجة والرحمة واللطف من العالم القادر الغني المهيمن المطلق الذي أبدع الوجود والانسان واوجده بعد إذ لم يكن شيئا يذكر.
وأما أن يعتذر الانسان بقبيح الصفة ويعتمدها مبررا أمام الله تعالى فهي من الأمر المذموم، بل من أشد القبيح وأسمجه؛ لأنه يتضمن التعطيل وإبطال النظم الوجودي بأكمله، إذ الغلفة اماتة للعقل والفكر وتعطيل عمله، يرفضه اللب السليم قبل الوحي المبين، فالله تعالى وهب الانسان نعمة التفكير لتأخذ مساحتها وفرصتها، لا لأجل أن تعطل وترجع بلا قيمة.
وهي ابطال للنظام بأكمله إذ الوجود مسخر من أجل الانسان وجوهره العقل الفاعل المتحرك في المعلومات والمعقولات، فإذا ما عطلت بطل النظام وأندثر الارتباط وفسدت الغاية التي وجد لأجلها، فلذلك نلحظ أن الله تعالى أعرض عن قبيح اعتذراهم وما سطرته أوهامهم، فطردهم من رحمته وأبعدهم عن فيوض أنعمه.