يقول أحد تلاميذ هذه المدرسة
في احدى أسفاري، التقيت بإنسان فاضل وکريم، وكان سيماه يشبه سيماء العارفين، فرافقته في الطريق. ثم سألته: «كَيْفَ الطّريقُ إِلى اللّه؟» فقال: «لَوْ عَرَفْتَ اللّهَ لَعَرَفْتَ الطَّريقَ».
ثم بعد ذلك قال: أيها الرجل المؤمن، ابعد نفسك عن الخلاف والاختلاف.
فقلت: فكيف يحدث الخلاف والاختلاف بين العلماء؟ فإنّهم مؤيدين من قبل الله سبحانه وتعالى.
فقال: وهو كذلك اللهم إلا في تجريد التوحيد.
فقلت: وماذا تعني هذه الجملة؟
فقال: «فِقْدانُ رُؤْيَةِ ما سواهُ لِوِجْدانه».
ويقصد بهذه الجملة، نفي كل معبود باطل، والالتزام بالطاعة والعبادة للحق.
فقلت: «هَلْ يَكُونُ الْعارِفُ مَسْروراً؟».
فقال: وهل يحزن العارف في ارتباطه مع الله؟
فقلت: «أَلَيْسَ مَنْ عَرَفَ اللّهَ طالَ هَمُّهُ؟».
فقال: «مَنْ عَرَفَه زالَ هَمُّهُ». فأهل المعرفة: {لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[1].
فقلت: «هَلْ تُغَيِّرُ الدُّنْيا قُلُوبَ الْعارِفينَ؟».
فقال: «هَلْ تُغَيِّرُ العُقْبى قُلُوبَ الْعارِفينَ حَتّى تُغَيِّرَها الدُّنْيا؟».
فقلت: «أَلَيْسَ مَنْ عَرَفَ اللّهَ صارَ مُسْتَوْحِشاً؟».
فقال: «مَعاذَ اللّه أَنْ يَكُونَ الْعارِفُ مُسْتَوْحِشاً وَلكِنْ يَكُونُ مُهاجِراً مُتَجَرّداً<.
فقلت: «هَلْ يَتَأَسَّفُ الْعارِفُ عَلى شَىْء غَيْرَ اللّه؟».
فأجاب: «هَلْ يَعْرِفُ العارِفُ غَيْرَ اللّهِ فَيَتَأَسَّفُ عَلَيْهِ؟».
فقلت: «هَلْ يَشْتاقُ الْعارِفُ إِلى رَبِّهِ؟».
فقال: «هَلْ يَكُونُ الْعارِفُ غائِباً طَرْفَةً حَتّى يَشْتاقَ إِلَيْهِ؟».
فقلت: «مَا اسْمُ اللّهِ الأَعْظَمُ؟».
فقال: «أَنْ تَقُولَ اللّهَ وَأَنْتَ تَهابَهُ».
فقلت: «كَثيراً ما أَقُولُ وَلا تُداخِلُني الْهِيْبَةَ».
فقال: «لاَِنَّكَ تَقُولُ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ لا مِنْ حَيْثُ هُوَ».
فقلت له: أيها الفاضل، انصحني أكثر: كي أستفيد أكثر منك.
فقال: يكفيك من الوعظ والنصيحة، ما ترى من التغييرات في حوادث الأيام، انظر إليها بعمق واستفد منها كموعظة ونصيحة و عبرة[2].
المصدر: نامۀ دانشوران ناصری – ترجمة شيخ حسين انصاريان
تاليف: علیقلی میرزا اعتضاد السلطنه