Search
Close this search box.

الجرح والتعديل بين الإفراط والتفريط

القص أو القاص كان شخصًا يعين من قبل الخلفاء وكان مطلع على السيرة ويقص للناس الحروبوغيرها وكيف كان النبي (ص) يتصرف بالقتال فالقاص له دور تثقيفي، كزماننا الحاضر دورة في البرامج التثقيفية.

بعد ذلك أتى أناس يقفون على أبواب المساجد بعد الصلاة ويقصون للناس وهذا لا يعني بالضرورة أن تكون القصص خيالية قد تكون كذلك وبنفس الوقت قد يكون لها دور في الوعظ والتثقيف.

ولذا إن أئمة الحديث لم تعجبهم إثارة القصاصين فمثلًا الحسن البصري كان يعتمد في مجالسه على التفسير وغيرها فلم يكن كلامه حدثني فلان عن فلان فقط بل يضيف من عنده في جلساته ويعلق على بعض النصوص من عنده وإن لم يكن قاصًا.

السيد الموسوي: القصص لم يكن معروفًا حتى زمان عثمان لكن كان هناك تخوف منه.

المسعري: القاص كان موجودًا لكن كرهو أن بعضهم ليس له خلفية واضحة عن السنة النبوية.

الموسوي: صحيح مسلم ومجمع الزوائد بسند لا بأس به أن هناك تخوف من قصص أهل الكتاب لأنهم خلطوا بعض الأمور بالحديث.

المسعري: هذا شيء آخر لكن معاوية كان واضحًا بدوره في هذا الأمر، كان يهدد بقطع اليد. أظنه من فيروز الديلمي كان مارًا على بيت المقدس فوجد عبد الله بن عمر بن العاص وكان ممنوعًا من القص فسأله عن شيء فقال لقد منعنا الأمراء من القص.

والذي منعه من القص معاوية بن أبي سفيان.

واضح أن معاوية منع من الرواية عن النبي (ص) التي قطعت في حكومته فهذا منعه فكان يمنع كل أحد يقص عن النبي أو الحروب والقتال التي فيها شيء يسيء لحكومته ولبني أمية بل إنه أيضًا أضاف أحاديث، مثلًا كتب إلى أحد رجالات العلم عن الحديث بالباطل مثل روايات أن النساء فاسقات وغيرها فمعاوية عنده عقدة.

الموسوي: أيوب السختياني وأحمد بن حنبل ومحمد بن كثير وغيرهم كانوا ينقلون قصص.

المسعري: هذا متأخر بعد زمن معاوية لما تغير القص إلى تشجيع الجنود على القتال وغيره وهذا ليس فيه أحكامًا شرعية.

بعد ذلك أصبحت القصاص الغلب على هؤلاء أنهم يقصون ما هب ودب وهذا يحذرون منه وليس القصص القديم الأصلي الذي فيه الرواية عن النبي (ص).

معاوية قبل الصلح مع الإمام الحسن ما كانت عنده سلطة كافية لكن بعد ذلك استفحل لأنه كان ضعيفًا. نعم بدأ استفحاله أيام عثمان لأن عثمان كان ضعيفًا لا يستطيع مواجهة معاوية فبعد ذلك نهى عن القص الذي يزلزل عرشه .

بعد ذلك تطور القص وأصبح بنو أمية يستخدمونه لعرشهم ثم بعد ذلك أصبح شيئًا للتكسب والتسول والارتزاق.

الموسوي: ابن الجوزي يقول قصة الغرانيق من صنيع القصاص.

المسعري: ولا يبعد أن يكون بنو أمية من ورائها، أصلها من زعماء قريش لتبرير أعمالهم وبعدهم بنو أمية استغلوها.

الحاكم كان لا يتدخل بالقصاص لا إثباتًا ولا نفيًا لكن معاوية تدخل بذلك فكان القاص في زمن بني أمية مسنود إلى السلطة.

أحمد بن حنبل كان يثني عل المتوكل وكان المتوكل يتستر أمام أحمد بن حنبل في ناصبيته الواضحة والخبيثة لأنه أمر بإزالة خبر الإمام الحسين (ع) وقطع عليه الماء. وكان عنده مهرج يسخر من علي بن أبي طالب إلى أن ثار عليه الجنود وقتلوه لكن لم يرد شيء حتى من تلامذة أحمد بن حنبل عن المتوكل.

الموسوي: أحسن تزكية لكعب الأحبار قول معاوية كنا نملي عليه الكذب بالأحاديث.

المسعري: لا توجد تهمة لكعب الأحبار أنه أراد أن يدخل شيء في الإسلام وإنما يملون عليه وهو يحدث.

مداخلة الأخ مخلص من العراق: ما تقولون في أبي حنيفة ؟

المسعري: الكلام حول أبي حنيفة كونه ناصبي أو غيره هه ألفاظ غير منضبطة يكفيه أنه حبسه المنصور حتى مات وأراد تسليمه القضاء فلم يقبل.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل