Search
Close this search box.

المقاومة والتطبيع

المقاومة والتطبيع

ليس جديدا او وليد هذا العصر، الصراع على أشده بين الفضيلة والرذيلة منذ فجر التاريخ، لذا عضد الله تعالى المقاومين على طريق الحق بالانبياء والمرسلين ليقودوا المؤمنين والمؤمنات في هذا الصراع، بل كان أكثر من نبي في زمن واحد حسب طبيعة الصراع وشدته، وأحيانا كثيرة في كل بلدة وقرية نبي، لأن كتلة البغي والركون إلى الأرض والمال والسلطة والشهوات متعددة الوجود، وهكذا يستمر الحال بعد انتهاء عصر النبوات بقيادة الأئمة عليهم السلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وفي مقطعنا الزمني هذا ومع غيبة ولي الله وحكم الملوك وأولياء العهود وأصحاب الجلالة والسمو والجنرالات يزداد الصراع حدة ويتخذ أشكالا عدة، فجبهة الضد لم ولن تتخلى عن مشاريعها حتى يتبع المؤمنون ملتهم، وهذا من الاستحالة بمكان، حيث لا تخلو الأرض من حجج الله وجنده، فما نمر به اليوم يمثل أوج الصراع بين الحق والباطل، يريدون ان نخنع ونركع لاغتصاب الأرض والإنسان والمقدسات، جاؤنا بالتطبيع أي الركون للعدو ليستعبدنا أكثر مما هو مستعبد مسلمي فلسطين والقدس، وهيهات ان يكون ذلك فالله ورسوله والإسلام والقرآن وعقيدتنا يأبون علينا الأمر، فمتى ما تخلى المؤمنون عن رسالتهم سيكون لأعداء الله والرسل وقتلتهم ذلك، وهو ما لا يكون، والسؤال المهم هو: إذا كان الصهيوني المهيمن على مال الأرض وحكامها ومقدرات الشعوب، فلماذا يطلب التطبيع معه؟ ولا أجد جوابا سوى إنه يريد التخلص من عقدة النقص التي أصبحت متلازمة للشخصية المغتصبة، فالمفروض ان يشعر بها محور المقاومة نتيجة خذلان الحكام للمقاومين وإعراض الضد النوعي عنهم، وكذلك نقص العدة والعدد وتكالب الزمان عليهم واستضعافهم، لكننا نرى ونشاهد البنيان المرصوص للمقاومين وانهيار نفسية من بيده مفاتح خزائن قارون ويحظى بدعم دولي ومؤسساتي بما يتسع عددها عالميا، بدءا من الأمم المتحدة وكل مؤسساتها وانتهاء بمنظمات صغيرة للمجتمع (المدني)، عزة كل أمتنا بدينها ومقاوميها، وذلها بخنوعها وتراجعها للخلف، تلك حقيقة قرآنية لا تقبل الشك والريب، وما ثورة يحيى والإمام الحسين عليهما السلام عن ذاكرتنا وعقيدتنا ببعيدة رغم اختلاف الجبهتين من حيث العدد والعدة والامكانات، وهنا نسأل: لمن كان النصر في النتيجة؟ أجمل ما قرأت وسمعت قول السيد الولي دام ظله أن ( القدس سيحررها الحسين)، فلا تهنوا و تحزنوا أيها المقاومون فالله معكم والشيطان معهم.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل