سلام عليكم ورحمة الله فضيلة الشيخ، نشكركم على تلبية دعوتنا لإجراء مقابلة معكم، وأمام ما يحدث في فلسطين وتداعيات عمليّة «طوفان الأقصى»، نسألكم عن تقييمكم للحركات الداعمة والمؤيّدة لفلسطين على المستوى القيادي والشعبي في العالم الإسلامي.

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار الميامين وعلى جميع عباد الله الصالحين من آدم إلى قيام يوم الدين وبعد … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في كل محطة من المحطات التي تواجهها أمتنا وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نحن ننتظر توجهات وتوجيهات سماحة السيد القائد الإمام علي الخامنئي حفظه الله، لأن سماحته يرسم لنا من خلال هذه التوجيهات خط السير الذي ينبغي أن ننطلق من خلاله ويرسم لنا الهدف الذي يراد لنا أن نحققه. وسماحة السيد القائد اليوم عز النصير لنصرة فلسطين وأهل فلسطين والدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني. وقف سماحة السيد القائد الإمام علي الخامنئي حفظه الله في مؤتمر فلسطين في طهران وأعلن بشكل واضح وجلي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستعمل على تسليح الشعب الفلسطيني في كل أرض فلسطين، ولذلك مهّدت كلمات السيد القائد التي توجه بها للأمة الإسلامية عامة فيما يتعلق بمجريات الأحداث التي تجري على أرض فلسطين انطلاقا من غزة في هذه الأيام الكريمة المباركة لأيام النصر والمجد والعزة والكرامة، ورسمت الخط الذي ينبغي أن ننطلق من خلاله وهو وحدة الأمة. هذه الوحدة التي من خلالها يمكن جمع كلمة المسلمين والعرب من مسلمين ومسيحيين أيضاً. كما إنّنا نلاحظ خلال الفترة الأخيرة انضمام فئة من طائفة اليهود إلى هذا الخط الذي رسمه السيّد القائد الإمام الخامنئي حفظه الله.

هذا ما ظهر لنا جليا في مظاهرات أمريكا، فرأينا كيف تقدمت صفوف فئة اليهود الذين وقفوا في مقدمة المظاهرات الداعمة  لأهل غزة ونصرة لهم، وما سمعناه أيضا من سيادة المطران حنا عطاالله على أرض القدس – ونحن نشكره على مواقفه – حيث أكد على التلاحم والوحدة الإسلامية المسيحية مع أهل فلسطين ونصرة لأهل فلسطين وأهل غزة. ولذلك، إنّ العنوان الذي طرحه الإمام القائد حفظه الله والدعوة إلى الوحدة هو فريضة شرعية وضرورة بشرية بالنسبة لنا نحن معشر المسلمين ومعشر العرب لأنّنا نردّ من خلال وحدة الموقف على كل ما يمكن أن يشكل ضغطا وإرباكا لمسيرة المقاومة، وخاصة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي الذي سعى جاهدا مع الموقف الفرنسي والألماني ومن خلفه البريطاني والمجموعة الأوروبية الغربية لمناصرة وتأييد الكيان الصهيوني في مواجهة الشعب الفلسطيني المستضعف على أرض غزة، وظن هؤلاء أن وحدة موقفهم لن يقابلها وحدة موقف إسلامي ووحدة موقف عربي.

ونحن إذ نثمن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموقف جمهورية مصر العربية، وموقف المملكة العربية السعودية، وموقف الشعب المغربي، وموقف الشعب الجزائري والحكومة الجزائرية، وموقف الشعب السوري وقيادة الجمهورية العربية السورية، وموقف الشعب اللبناني الذي انتفض مع قيادة الأحزاب الإسلامية والوطنية في لبنان، وموقف الشعب الأردني أيضا، نقول إن مواقف الجالية الإسلامية في العديد من الدول الأوروبية من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا ورغم كل الصعاب التي واجهتهم، هو موقف وحدوي يمثل التوجه الذي رسمه السيد القائد الإمام الخامنئي مد الله عزوجل بعمره الشريف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.