Search
Close this search box.

الدفاع عن سكان غزة مظهر بارز للآيات القرآنية التي تحثّنا على نصرة المظلوم

الدفاع عن سكان غزة مظهر بارز للآيات القرآنية التي تحثّنا على نصرة المظلوم

صرّح رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بلبنان أن المساجد هي المنطلق لكل الأفكار التي غذّت المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة، لذلك الكيان الصهيوني اليوم ينتقم من المساجد التي منها المقاومة، مصرحاً أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة الیوم مظهر بارز للآيات القرآنية التي تحثّنا على نصرة المظلوم.

وحول آخر التطورات في قطاع غزة، وجرائم الكيان الصهيوني المحتل في استهداف المساجد، والكنائس، والمستشفيات في هذه المنطقة، وكذلك الأدلة والآيات القرآنية التي تحثّنا على نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، أجرت مراسلة وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية “ريما فارس” حواراً  مع رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بلبنان “الشيخ الدكتور حسان عبد الله”.

استهداف الكنائس والمساجد في غزة

وأشار الشيخ حسان عبدالله في هذه المقابلة الى استهداف المساجد والكنائس من قبل الكيان الصهيوني المحتل في قطاع غزة، قائلاً: “إن تدمير المساجد والكنائس، ومستشفى “المعمداني” الذي له علاقة بالمسيحية، كل ذلك يؤكد على أن هذا العدو الصهيوني لايقيم وزناً لكل الأديان، ولايقيم ولايحترم أي دين آخر، بل هو لايعترف بالأغيار، بل يعتبر أن كل الأغيار لابد من أن يكونوا في خدمته وأن يكونوا عبيداً له، في بروتوكولات حكماء صهيون يعلن ذلك صراحة أن الأغيار يجب أن يكونوا في خدمة العدو الصهيوني، هم تماماً كالحيوانات التي يستخدمها الإنسان من أجل الوصول إلى غايته أو تحقيق مآربه، ولكن أنا أريد أن أقول أن المسألة أبعد من ذلك، هذا العدو ليس فقط يعتبر أن هذه حرب دينية أو أنه لايعترف بالأديان الأخرى، بل هي حرب على كل القيم الإنسانية والأخلاقية والتي يعمل من أجل تدمير كل القيم والسعي من أجل الانحلال الأخلاقي في المجتمعات البشرية، علينا أن نكون على دراية بأهداف وغايات هذا العدو الصهيوني”.

الكيان الصهيوني يتنقم من المساجد

وأضاف أن “العدو الصهيوني يعتبر أن المساجد هي المنطلق لكل الأفكار التي غذّت المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة، لذلك هو ينتقم من المساجد التي منها انطلقت الثورة والمقاومة، وكأنه يقول إنه لايريد أن تكون المساجد موجودة، ولكن هذا الشعب الفلسطيني المؤمن المسلم عبَّر عن ارتباطه بالمساجد من خلال ما شاهدناه في الصور من قيامه بالصلاة على أنقاض هذه المساجد وسيُعاد بناؤها بإذن الله تعالى، إن المساجد هي الركن الأول أو الحصن الأول الذي تنطلق منه كل القيم الدينية التي يدعو إليها الإسلام ويدعو إليها القرآن، وكما قال الإمام الخميني(قدس الله سره) “المسجد متراس حصنوا متاريسكم” يعني هي تماماً  كالمتراس الذي نضعه من أجل القتال مع العدو الصهيوني، هي المتراس الذي نضعه من أجل القتال مع الشيطان، ومن أجل إعداد الأمة للقيام بواجباتها الدينية والإنسانية، ومن أجل الدفاع عن حقها وعزتها وكرامتها، وليس غريباً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما جاء إلى المدينة المنورة ليبني دولة الإسلام هناك أول ما بناه هو المسجد، والعدو الصهيوني يدرك أهمية المسجد لذلك يسعى لتدميرها ولتدمير المساجد، ولكن ذلك لن ينفع أبداً”.

وأشار الى استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة من قبل الكيان الصهيوني المحتل، قائلاً: “إن الهجوم على الكنيسة التي يوجد فيها أطفال وعوائل ومدنيون، وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء في هذا المكان العبادي يعتبر جريمة حرب يجب أن يُعاقب عليها الكيان الصهيوني المحتل، كما أنه يجب أن يقوم العالم المسيحي بحملة من أجل المطالبة بمحاسبته على هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها، ومن المستغرب أن الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية تقوم الأنظمة بها وهي أنظمة مفترض أن تكون مسيحية بدعم هذا الكيان الصهيوني في جرائمه التي يرتكبها، وبالتالي هم شركاء في تدمير هذه الكنائس والمساجد، وتدمير البيوت على رؤوس أهلها وهم سينالون عقابهم عاجلاً أم أجلاً”.

 أدلة قرآنية للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم

 وعندما طلب من سماحته تقديم أدلة قرآنية للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم؟ أكد الشيخ “حسان عبد الله” أن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الدفاع عن المظلوم ونصرة المظلوم والقتال دفاعاً عن الأمة المظلومة كثيرة، لكن الأساس هو أن القتال لايكون إلا بإذن من الله عز وجل، وقال الله في كتابه الكريم “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”، فأن يُقَاتَل في سبيل الله هو مظلوم ويجب على الأمة أن تدافع عنه وأن تناصره.

وفي آية أخرى يقول الله تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) بمعنى أن الله عز وجل فرض على الأمة أن تقاتل من يُقاتل الذي يؤمن بالإسلام والذي يحاول الدفاع عن نفسه، وهذا القتال ليس شيئاً سهلاً بل مكلف من الناحية المادية، ولكنه طريق لنيل رضوان الله تعالى، يقول الله:(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ). 

وصرح  رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بلبنان أن القتال أمر يخالف النفس، يعني بمعنى يخالف سعي الإنسان إلى الدعوة والاستقرار وعدم دفع التكليف الذي يصل إلى حد بذل النفس، ولكنه يصبح واجباً إذا ما كان دفاعاً عن النفس، أو إذا كان دفاعاً عن مظلوم. المنافقون كانوا في أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحاولون الهروب من هذا الموضوع متذرعين بأمور شتى، منها ما قال عنه الله سبحانه وتعالى (وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)، أي أن هؤلاء المنافقين الذين بتصرفهم هذا صاروا أقرب للكافرين منهم إلى المؤمنين، أرادوا الهروب من القتال، أرادوا الهروب من الدفاع عن مجتمعهم وعن أمتهم متذرعين بعدم معرفتهم بالقتال وهو كذب منهم. الله عز وجل فضحهم وكل المنافقين اليوم الذين يحاولون أن يتهربوا من القتال والدفاع عن الشعب المظلوم في فلسطين هم منافقو الأمة الذين سيفضحهم الله وسيفضحهم التاريخ، في النهاية هذا القتال له أجر كبير عند الله عز وجل وهو أعلى مراتب الجنة التي يصل إليها الأنبياء والشهداء والصالحون. يقول الله: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) والحمد لله رب العالمين.

في معرض رده على سؤال حول عجز إسرائيل في إيجاد أهداف عسكرية حتى باتت المستشفيات المكتظة بالمرضى والجرحى والنازحين هدفاً لطائراتها الحربية؟ قال الشيخ “حسان عبدالله”: “من الطبيعي أولاً أن المقاومة قد أخذت جميع احتياطاتها بحيث لايمكن كشف المواقع التي توجد فيها من قبل العدو الصهيوني، ولو كانت هذه المواقع مكشوفة لديه لكان من أول الأمر ضربها، ولكنه حيث أنه فشل في العثور على مواقع المقاومة، ولأنه يريد أن يعوض عن خسارته المعنوية وكسر الهيبة التي تعرض لها بعملية طوفان الأقصى، ذهب باتجاه قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، عبر التعرض للأبنية السكنية والتعرض للمستشفيات والمساجد والكنائس متجاوزاً بذلك كل الضوابط التي وضعت في القوانين الدولية المتعلقة بالحروب، وهو بذلك تحول إلى أن يكون بكل معنى الكلمة، دولة خارجة عن القانون الدولي، وأن يكون القادة فيه مجرمو حرب، يجب أن يتعرضوا للمساءلة أمام المنظمات المعنية، وإن كنت لا أعتقد أنهم سيمثلون أمامها لأنهم فوق المساءلة”.

مشهد الخيام للنازحين في جنوب قطاع غزة

وعندما سئل سماحته عن تكرار مشهد الخيام في منطقة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) لإيواء النازحين من مشاهد نكبة عام 1948، هل تكون المخيمات رمزاً للنكبة، ليصبح أمل العودة مثل الأمل الذي لم يتحقق منذ 75 عاماً، ما رأيكم بذلك؟كان رد الشيخ “حسان عبد الله”: “هذه الخيم التي وجدت على الحدود المصرية ليست إلا أماكن إيواء مؤقتة، وبالتالي المتوقع هو أن يعود الفلسطينيون إلى بيوتهم إن كانت سالمة أو إلى أماكن توفرها لهم حركة حماس المدعومة من قبل محور المقاومة عبر عملية إعادة بناء غزة، ولن يتكرر المشهد الذي حصل في العام 1948، لأنه قياس مع الفارق، فما تحققه المقاومة اليوم هو بداية زوال الكيان الصهيوني، وبالتالي الأمور ستعود إلى طبيعتها وستخرج المقاومة منتصرة من هذه المعركة، ولن يستطيع العدو الصهيوني أن يسترد معنوياته المنهارة من خلال عملية طوفان الأقصى، بل سيكون مصير هذه العملية الفشل الكامل، هو سيحاول أن يوقع أكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحى والتدمير والإيذاء، ولكنه بنفس الوقت أيضاً يتعرض لسلسلة هجمات صاروخية تقوم بها المقاومة وبمناسبة ذكر المخيمات، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، العدو الصهيوني هو الذي ينشئ خياماً للنازحين في الكيان الصهيوني، وهذه الخيام أظنها ستكون سبباً في هجرة الصهاينة بعد انتهاء هذه العملية، إن الهجرة المعاكسة في الكيان الصهيوني هي أمر محتم، وبالتالي الذي حصل من خلال عملية طوفان الأقصى هو أننا فتحنا، تاريخاً جديداً في الصراع مع العدو الصهيوني، هذا التاريخ بدأ من خلال الدخول إلى أرض فلسطين المحتلة وهاجمنا العدو في عمق تواجده، وبالتالي الأمور ستذهب باتجاه النهاية الحتمية لهذا الكيان والتي ستكون بزواله بإذن الله تعالى”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل