قال رجل الدين اللبناني السني البارز ورئيس مجلس الأمناء بتجمع العلماء المسلمين “سماحة الشيخ غازي حنينة” إن لأهل البيت(عليهم السلام) مكانة عظيمة عند المسلمين، مؤكداً بأن آيات كثيرة من القرآن الكريم أشارت إلى ذلك.
وقام وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان بزيارة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) “سماحة آية الله الشيخ رضا رمضاني” في العاصمة الايرانية طهران.
في البداية تحدث رئيس مجلس الأمناء بتجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ غازي حنينة قائلاً: إن لأهل البيت عليهم السلام مكانة عظيمة عند المسلمين، وأكد بأن آيات كثيرة من القرآن الكريم أشارت إلى ذلك، وبعد ذلك تحدث بنبذة عن تجمع العلماء المسلمين نشأةً وأهدافاً ونمواً ومسيرة وأقساماً، والاجتماعات الدورية لكل قسم.
وقال إننا في تجمع العلماء المسلمين واجهتنا في مسيرتنا عوائق كثيرة لكننا اجتزناها بصبرنا وجهودنا ولم تؤثر الفتن المذهبية ولا التكفيرية على مسيرتنا، وها نحن نزداد ليصبح عدد أعضاء التجمع ثلاثمائة وخمس وعشرين عالماً لم ينسحب منهم عالم واحد جراء الفتنة، بل قدمنا شهداء على طريق الوحدة الإسلامية.
من جهته قال رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ الدكتور حسان عبدالله، أن تجمع العلماء المسلمين واجه في مسيرته الرائدة الفتنة التي نشأت إبان اغتيال الشهيد رفيق الحريري وفتنة التكفير، حتى وصل الأمر بنا إلى ارتقاء شهيدين على طريق الوحدة والولاء لخط المقاومة، وسبب مجيئنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الظروف الصعبة الناتجة عن معركة طوفان الأقصى.
وأضاف أننا جئنا وفي جعبتنا خططاً مسبقة لمواجهة ما سيلجأ إليه العدو الصهيوني بعد انهزامه والضربة القاصمة التي أصابته بمعركة طوفان الأقصى، حيث استطاعت المقاومة العبور إليه وكسر الحواجز المنيعة والمجهزة بأسلحة استراتيجية حديثة، وهذا ما يعني أن العدو الصهيوني سيلجأ إلى أساليب أخرى لمواجهة ما يحصل بعد فشل عمليته العسكرية في غزة، وأهمها الفتن المذهبية والقومية والعرقية والأخلاقية لرد اعتباره، فعلينا ومن واجبنا مقاومة ذلك بأن نطرح مشروعاً لتحصين مجتمعاتنا العربية والإسلامية من هذه المؤامرة، وهذا ما جئنا نبحثه هنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جهته، قال سماحة آية الله رضا رمضاني نرحب بحضور الضيوف الكرام من تجمع العلماء المسلمين الذي يعبر بتنوعه عن عقلائية العلماء، ويمكن له أن يكون نموذجاً يتبع في العالم الإسلامي، ونشكر وزارة الخارجية الإيرانية على سعيها لتأمين فرصة اللقاء بكم.
وقال إن المواضيع التي طرحها صاحبا السماحة، سماحة الشيخ حسان عبد الله وسماحة الشيخ غازي حنينة احتوت على قضايا مهمة جديرة بالاهتمام والمناقشة، ولقد تأثرت لتأثركم ولإيمانكم بأهل البيت (عليهم السلام) الذين هم قادة الأمة ومن دواعي وحدة المسلمين، وما ذكرتموه حول موضوع أن المعركة التي تحصل اليوم في فلسطين هي معركة بين الحق والباطل، يقابله قول الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) إن قضية فلسطين لا تخص فلسطين وشعبها والمسلمين فحسب، بل هي قضية كل المستضعفين في العالم.
وأضاف: “هنا أريد أن أطرح ما يلي، هناك من يطرح مفهوم السلام المطلق، ونحن لا نؤمن بهذا على الإطلاق، بل نؤمن بالسلام العادل المنصف الحافظ لحقوق المسلمين، ويطرح بعضهم مفهوم السلام الرحماني وأنه يجب أن يعمم على العالم، ولكننا نؤمن بأن إدارة رسول (الله صلى الله عليه وآله وسلم) للمجتمع منبثقة من قوله “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ”، ولكن تؤكد القواعد الإسلامية إلى جانب الرحمة بالمقاومة، فواجبنا السعي لجعل المقاومة إلى جانب الإسلام الرحماني والإسلام الرحماني إلى جانب المقاومة”.
وأوضح أن “هناك فتن يسعى إليها أعداء الأمة، من هذه الفتن أن الصهاينة يُظهرون أنفسهم بأنهم مظلومون ونرى ما يطرحونه من قضية الهولوكوست، وقد لاحظ الزائرون لألمانيا بأن الصهاينة أنشأوا قبوراً وهمية لاستعطاف العالم، واستولوا على منابر الإعلام، وفعلاً أثروا في العالم، حتى أن بعض الدول وضعت قانوناً لمعاداة السامية وأحكاماً بالسجن لمن يفعل ذلك، وفي قضية غزة يشيعون بأنهم مظلومون وحماس هاجمتهم وهم المُعتدى عليهم، وينسون مجازرهم كصبرا وشاتيلا وعمليات التهجير والاستيلاء والاستعداء، ولكن من بروتوكولات صهيون طمس الحقائق وأن يكون الناس عبيداً لهم، نحيي كل الشهداء الذين ارتقوا على طريق الوحدة الإسلامية وفي المقاومة الإسلامية وكل السائرين في طريق الجهاد والمقاومة وعلى رأسهم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أرجو أن تبلغوه سلامنا والحمد لله رب العالمين.