Search
Close this search box.

التربية النفسية

قال الله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، يقسم الله سبحانه وتعالى في النص القرآني الكريم بالنفس لما للأمور النفسية والوصول إلى الأسرار الباطنية من أهمية كبيرة في الدين الإسلامي..

مالمقصود بالتربية النفسية وهل التربية لها هذا الكم من الجوانب؟؟
مؤكد فللتربية جوانب كثيرة لان الطفل بطبيعته الإنسانية يخلق ببعدين مادي ومعنوي ولابد من تربية كلاهما معا لينشأ الطفل سويا.
قبل أن نعرف المقصود بالتربية النفسية لابد مستمعتي الفاضلة من معرفة عدة أمور هامة تخدم مفهوم التربية النفسية، منها الوجدان، وهو القوة الداخلية الآمرة بالخير بالمسطلح الدارج الفطرة السليمة، والناهية عن الشر، وهي تسبق الفعل دائمًا إما بالتحريض على الخير، أو التحذير من الشر وهو حاسة غريزية أخلاقية.

ومن ثم العاطفة، وهي الطاقة الدافعة المكتسبة للأخلاق واتجاه وجداني نحو موضوع معين بعينه والسلوك والانفعالات ومن خلال التعريف السابق يتضح لنا المقصود بالتربية النفسية للأطفال هنا أن يعقلوا على الكمال والاتزان الشخصي والنفسي، وعلى ضبط انفعالاتهم، ورد كل رغباتهم وحاجاتهم النفسية والعاطفية والوجدانية إلى شرع الله عز وجل.

متى على الأم أن تبدأ بالتربية النفسية للطفل؟؟
متى نبدأ سؤال مهم، دعونا نتفق أن الحياة لا تبدأ عند خروج الطفل للدنيا بل هي تدب في الجنين في الأشهر الأولى في رحم أمه فإنه يتأثر بمحيطها لذلك نستمع الى نصائح الأطباء في ما يخص فترة الحمل بعد التأكيد على الغذاء الجيد والنوم الكافي يردفون الحديث بالنصيحة الأهم ويقولون عادة للمرأة الحامل عليك أن تحضي براحة نفسية جيدة لأن ذلك سيأثر على الجنين لذلك أكد الدين الإسلامي على هذه الفترة من حياة الجنين وأمر أن تقرأ القران والأذكار ليعتاد الجنين عليها وتهدأ هذه الأشياء من روع ونفسية الأم والجنين ومن المؤسف إن لا تتنبه الأمهات الى مثل هكذا أمور في فترة الحمل فهي تحرم جنينها من أهم حقوقه وهو سكونه النفسي والعاطفي والانفعالي فإن الإسلام بقيمه وتوجيهاته والهدف منها ومفاد حكمتها هو إنشاء جيل متماسك ومتكامل من جميع جنباته.

كيف أضبط نفسيتي أبنائي وكيف أصل بهم الى نفسية مستقرة؟؟
طبعا هناك الكثير من الطرق ولابد من أن تكوني أنت القدوة الصالحة في جميع نواحي حياتك في داخل المنزل وخارجه لأنك المرجع الأول للمعلومات والمشاعر، فعليك مراقبة أفكارك لأنها ستصبح أفعالا وأفعالك لأنها ستصبح عادات وعاداتك لأنها ستصبح طباعاً وهذه الطباع ستحدد مصيرك ومصير أبنائك  فلذلك وجب عليك كأم أن تراقبي كل ما يصدر منك لأن حياته بتماس مع حياتك وأنها سلسلة متتابعة من المتغيرات التي تسير به نحو اكتمال النضج من الرضاعة وحتى الشيخوخة، لذلك إن الإلمام الجيد في معرفة طبيعة الطفل تساعد على توفير أنواع النشاط الجسمي والعقلي والاجتماعي والنفسي المناسبة لينمو بالشكل الافضل.

أشعر بأنني الآن أدركت متاخراً مسألة التربية النفسية هل يمكنني البدء في مراحل متاخرة من عمر الطفل؟؟ وكيف أعالج العقد النفسية التي قد تسبب بها عدم درايتي؟
في بادئ الأمر عليك التعامل بالتدريج بما ذكر آنفا وأن تتحلي بالصبر لأن المسألة النفسية مسألة معقدة فلذلك عليك بالصبر ومن ثم اتباع الطرق التي تتناسب مع طفلك للوصل به الى صحة نفسية جيدة وعالية تساعده وتساعدك على اجتياز مراحل حياته بسلام وراحة، وإذا كانت هناك أعراض لمراحل متقدمة لا سامح الله بعقد أو خلل نفسي فعليك بمراجعة طبيب مختص وعدم الاستهانة لأن نفسية الإنسان بطبيعة الحال تأثر تأثيراً مباشراً على صحته الجسدية.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل