تختلف اللذائذ فيما بينها من حيث النَّوع، فمنها ما يكون لذائذ معنوية، مثل لذة العلم، والمعرفة، والاختراع، والخدمة لعباد الله، ولذة العبادة والذكر، ولذة النجاح والانتصار والتفوُّق، وسوى ذلك.
لا لَذَّة في الدنيا تدوم، فالدنيا ذاتها زائلة غير دائمة، وكل ما فيها زائل، فكيف باللَّذائذ التي تنتهي بعد أن ينتهي سببها، فلذة الطعام تنتهي بانتهائه، يلتَذُّ المَرء ما دام مشغولاً بالأكل فإذا فرغ منه انتهت لَذَّته، وإذا جاع بعد ذلك لم يتبقَ من اللذة إلا ذكراها، ولَذَّة المال تنتهي بإنفاقه، فإذا كان المَرء يلتَذُّ بجمعه وادّخاره ويبخل به على نفسه فذلك مرضٌ نفسي خطير، واللَّذة به وَهمٌ وحسب، ولذَّة السُلِطة تذهَب بذهابها، وغالباً ما تكون مصحوبة بالخوف والقلق من ذهابها، فإذا كانت كذلك فهي وَهمٌ في الحقيقة لأن عذاب القلق من ذهابها شديد على النفس، فأيّ لذَّة تلك التي ليس فيها إلا الخوف والقلق، وهكذا في بقية ما يلتذ الإنسان به.
وتختلف اللذائذ فيما بينها من حيث النَّوع، فمنها ما يكون لذائذ معنوية، مثل لذة العلم، والمعرفة، والاختراع، والخدمة لعباد الله، ولذة العبادة والذكر، ولذة النجاح والانتصار والتفوُّق، وسوى ذلك.
وما على المرء الذي يحترم ذاته، ويُقَدِّر نفسه، ويهتم لكرامته، ويحرص على سمعته، ويريد أن يُبَعَث يوم القيامة ووجهه يتلألأ نوراً وسروراً إلا أن يجتنب كل لذَّة تذهب ولكنها تؤدي به إلى الفضيحة والعار في الدنيا وفي الآخرة.