إن رعايتنا لأبنائنا فلذات أكبادنا واجب علينا، ولا بد من أن نأخذ بأيديهم إلى كل عمل صالح وندربهم عليه؛ لينالوا رضوان ربهم، وعلينا أن نزرع في نفوسهم التقوى والإيمان منذ نعومة أظفارهم، فكما يقال: التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر.
وها هو شهر رمضان هلَّ علينا بخيراته وبركاته ورحماته، وينبغي أن يكون لنا دور مع أبنائنا في هذا الشهر الكريم وألا نتشاغل عنهم، فعلينا أن نغرس في نفوسهم حب رمضان، وأن ندربهم على أداء فريضته العظيمة، مع مراعاة أعمارهم وحالاتهم الصحية.. ومن الواجب علينا اتباع بعض الأمور الهامة مع أبنائنا في شهر رمضان الكريم:
– اغرسوا محبة الشهر الكريم لديهم، واذكروا لهم الأجر الذي أعده الله للصائمين في الجنة، وأن الصوم لله، واشرحوا ذلك بأسلوب لطيف وبسيط ومشوق يتناسب مع عقول الأطفال ومستوى تفكيرهم.
– ابدؤوا بترتيب لقاء أو احتفالية أسرية للترحيب بهذا الشهر الكريم، واعقدوا اجتماعًا عائليًّا لوضع برنامج لهذا الشهر من حيث الواجبات والحقوق واستثمار الوقت والأنشطة الإيمانية مثل الصيام والصلاة وأوجه الخير العملية؛ كالصدقة والذكر ومساعدة الآخرين وجلسات القرآن ومراجعته، واحرصوا على الاستماع لآراء جميع أفراد الأسرة في هذا البرنامج، وكيف يمكن تطبيقه، وضعوا عددًا من المحفزات والجوائز لمن التزم بالبرنامج حتى نهاية الشهر.
– ضعوا هدفًا محددًا وغاية تركز عليها الأسرة في رمضان وتكون شعارًا لها، ومن أمثلة ذلك: “المحافظة على أداء نوافل الصلوات” أو “حفظ اللسان عن الكلمات البذيئة” أو “الامتناع عن أذى الآخرين”.. وغير ذلك من المعاني والقيم التي يتم الاتفاق عليها، ويتم نشر هذه الغاية في كل مكان في المنزل، فنضعها على باب المنزل وفي غرف الأبناء وفي المطبخ.
– كونوا قدوة لأبنائكم في الاستعداد الروحي والإيماني لشهر رمضان، فذلك يدفعهم لتقليدك ويشعرهم بقيمة هذا الشهر الكريم.
– قللوا قدر الإمكان من الحديث عن المستلزمات المادية لرمضان، وتحدثوا عن المستلزمات الروحية من نية ورغبة في الطاعة والامتثال لأمر الله، وتجنبوا الارتباط بالتلفزيون في رمضان، فهو شهر عبادة وطاعة لا شهر تسلية ولهو، وكونوا قدوة لأبنائكم في ذلك.
ثم تدريب:
– وضحوا أولاً لأبنائكم أن هناك نوعين من الصيام: صيام المكلفين وهم القادرون من أبناء الأسرة على الصيام، وغالبًا ما يكون ذلك في عمر 10 سنوات، وصيام الصغار من أفراد الأسرة غير القادرين على الصيام الكامل.
– ابدؤوا بتدريب أبنائكم على الصيام ولو لساعة واحدة، ثم تدرجوا معهم في زيادة أوقات الصيام على قدر ما يستطيع كل منهم؛ حتى يمكنهم أن يصوموا رمضان كاملاً في سن 10 سنوات، وإن من أشكال الصيام التدريبي (صيام عدد ساعات معينة، الصيام عن بعض أصناف الطعام).
– اتفقوا مع أبنائكم على منح جوائز معينة لكل من التزم بصيام القدر المتفق عليه معهم.
– امدحوا أبناءكم على القليل حتى ولو صاموا ساعة واحدة، واستخدموا دائمًا التحفيز والتشجيع سواء بالوسائل المادية أو المعنوية، فذلك يعطيهم دفعة لإتمام الصيام، فهذه الأشياء لها مفعول السحر وتجعل الأبناء مقبلين على الصيام محبين له، وابتعدي تمامًا عن استخدام الشدة في تصويم الأبناء؛ حتى لا يدفعهم ذلك للكذب والإفطار من وراء ظهركم.
– حاولوا دائمًا شغل أوقات أبنائك بأشياء وألعاب مفيدة تُنسيهم الطعام والشراب مثل: ألعاب الكمبيوتر المفيدة، أو برامج التلفزيون المسلية والمفيدة، أو قراءة القصص وغيرها من الألعاب التي يفضلها الأطفال.
– شجعوا أبناءكم على المنافسة مع أصدقائهم سواء في الصيام أو الصلاة أو جوانب الخير المختلفة، فذلك يعطيهم دفعة للأمام.
– ينبغي مراعاة صحة الطفل وأن تكون وجبة الإفطار متوازنة وتؤمن احتياجات الطفل من الغذاء، وينبغي أن نحرص على وجبة السحور، وأن نؤخرها قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام على الطفل وأن تكون متوازنة غذائيًّا.
– احرصوا على إقامة احتفالية توديع لشهر رمضان ووزعي فيها الجوائز على المجتهدين من الأبناء آخر الشهر، وناقشي معهم برنامج (ماذا بعد شهر رمضان)؛ حتى تستمر الأسرة بنفس الروح والإقبال على الطاعة.