لقد كانت السيدة خديجة بحق امرأةً حكيمة ونبيلة. يقول فيها ابن الجوزي:” لقد كانت السيدة خديجة واعية وطاهرة النسب ومتلهفة للأمور المعنوية وتتسم باللوقوف إلى جانب الحق وطلب الفضلية والإبداع وحب الكمال والتكامل والتطور.
تعد السيدة خديجة عليها السلام أول امرأة آمنت بالرسول محمد صل الله عليه وآله.
لقد كانت السيدة خديجة بحق امرأةً حكيمة ونبيلة. يقول فيها ابن الجوزي:” لقد كانت السيدة خديجة واعية وطاهرة النسب ومتلهفة للأمور المعنوية وتتسم باللوقوف إلى جانب الحق وطلب الفضلية والإبداع وحب الكمال والتكامل والتطور كما أنها ومنذ سنين شبابها كانت من البنات الشهيرات والفاضلات في الحجاز وبين العرب”. والأهم من قدرتها المادية؛ ثروتها المعنوية اللامتناهية. فمع رفضها الزواج من كبار وأشراف قريش الذين تقدموا لخطبتها واختيارها للرسول (ص) كزوج لها أتمت بذلك نعمة امتلاكها للثروة المادية من خلال ضمانها للسعادة الأخروية والوصول إلى نعمة الجنة الأبدية. وأظهرت ذكائها وفطنتها للجميع.
لقد كانت السيدة خديجة حتى قبل ظهور الإسلام تُعرف بين العرب بالسيدة (الطاهرة) و(المباركة) و (سيدة النساء).
والملفت للنظر هنا هو أنها كانت من الأشخاص الذين ينتظرون ظهور الرسول الأكرم (ص) وكانت على الدوام تسأل عن علامات النبوة ورقة بن نوفل وغيره من العلماء. وتبرز أشعارها الفصيحة والمفعمة بالمعاني في حق الرسول الأكرم (ص) علمها وأدبها وكمالها وحبها لشخص الرسول الأكرم(ص).
فلو أنني أمسيت في كل نعمة ودامت لي الدنيا و تملك الاكاسرة
فما سويت عندي جناح بعوضة اذا لم يكن عيني لعينك ناظرة
لقد آمنت هذه السيدة الجليلة برسالة النبي من أعماق وجودها؛ ليس هذا فحسب بل وكانت تسانده وتشد أزره أمام الشدائد وتكذيب الكفار والمشركين والحاقدين. ولم تسمح خلال فترة حياتها من أن يَصعُب ويشتد تعذيب واضطهاد المشركين على رسول الله(ص).
توفيت السيدة خديجة في العاشر من شهر رمضان في السنة العاشرة للبعثة عن عمر يناهز 65 عاماً (بعد فترة وجيزة من وفاة أبو طالب) خارج شعب أبو طالب. ودفن جسدها الطاهر في مقبرة المعلاة الكائنة على سفح ((جبل الحجون)) في مكة.