Search
Close this search box.

المستضعفون.. الوارثون والخانعون

المستضعفون.. الوارثون والخانعون

المستضعَف هو من وقع تحت ضغط متسلّطين أو ظروف معيَّنة، أو ما شابه بهدف إضعافه.

ربط الله سبحانه تعالى المن والرحمة وإنزال البركات على ثلة المستضعفين، والمضطهدين والمنتهكين من بني الإنسان في الأرض، ولكن على من ينزل النصر والمن، على كل مستضعف؟ أم هناك فئة يكونون ضمن إطار ومورد المن؟

المستضعفون نوعان:

يوضح لنا القرآن الكريم معنى المستضعفين في الأرض، ويصنفهم إلى نوعين، هما:

المستضعفون الوارثون للأرض

هذه الفئة هي التي تم ربطهم من قبل الخالق جل وعلا بقيد الهدى والتقوى والبصيرة، بمعنى أنهم من عباد الله الصالحين، والمتحركين بشتى السبل لإزالة الاستضعاف، قال تعالى في سورة القصص الآية الخامسة: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

 المستضعفون الخانعون

هذه الفئة لا يشملها المنّ الإلهي، حيث لم يحركهم الإيمان والتقوى والبصيرة والعبادة للمطالبة برفع الاستضعاف عنهم، وبالنتيجة يتحولون أما أدوات للطاغوت ويعملون ضمن منهجه كعبيد، أو يسكتون ولا شأن لهم بما يفعله الطواغيت، وهم مصداق قوله تعالى في سورة النساء الآية السابعة والتسعين: (إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).

الأمثلة المعاصرة والتي نمتلكها ونستطيع تشخيصها كثيرة على كلتا الفئتين.

الإمام الخميني، الشهيد الصدر، الولي الخامنائي، عبد الحسين عبد الملك الحوثي، السيد حسن نصر الله، سليماني، أبو مهدي، عشرات العلماء والمجاهدين والقادة المتحركين الشهداء والأحياء في ساحات المجتمعات المسلمة العاملين لرفع حالة الاستضعاف عن مجتمعاتهم، ويقينا إذا توفر القائد الخارج من الأمة المستضعفة فإنه سيسهل الكثير على أمته في طريق منازلة ومحاربة الطاغوت، وأجلى مثال على ذلك موسى وهارون عليهما السلام، والرسول (ص) وعلي (ع) حيث قادا أمة بني إسرائيل التي استضعفها فرعون بالقتل والانتهاك والعبودية وكل أصناف الاستضعاف. وأخرج الرسول (ص) وعلي (ع) الناس من ظلمة الجاهلية إلى النور المبين وحرروا الإنسان، فحين يصدق القائد ويسير في طريق الأهداف الإلهية الكبرى ومعه أمة وثلة وفئة تنشد التحرر والانعتاق ينزل عليه وعلى أمته المن والنصر وينهزم الطاغوت ويضمحل. فإذا توفرت القيادة سيكون كل مستضعف لديه الاستعداد للإنعتاق برميل بارود بوجه المستكبرين، أما إذا توفرت القيادة ولم تتوفر القاعدة المستعدة للتغيير فإن القائد لا يستطيع فعل التغيير الكامل على الأرض، خذ مثلا زمن الإمام الحسن (ع) حيث كان يمثل القيادة المحمدية العلوية الأصيلة، ولكن الأمة المستضعفة كانت تعيش أزمة وعي حادة، وكذلك في زمن الإمام الحسين (ع) وتوفر القيادة، لكن الأمة كانت تعيش أزمة الإرادة، لذلك لم يتحقق النصر في كلا المرحلتين، وتم اغتيال القيادة الحسنية والحسينية.

الذي نريد الوصول إليه هو يجب توفر القيادة الواعية لأهداف مرحلتها والمستوعبة لجماهيرها بالتزامن مع توفر القاعدة المستضعفة التي لديها الاستعداد لحركة التغيير كي يكون المجتمع ضمن إطار وسياق الآية المباركة.

عامر ملا عيدي

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل