Search
Close this search box.

الأربعين؛ فترة لترقية الإنسان

إن لفظ “الأربعين” يوحي بالكم والعدد ولكنّه ورد في الكثير من النصوص الدينية والروائية والقرآنية خاصة العرفان الاسلامي كـ دليل على الرقي والنمو الباطني للبشر.

و”الأربعين” هو عدد إلهي لديه عدة إستخدامات ويرمز إلى الكثير من الأسرار كما لأن أنبياء الله تعالى حافظوا على سنة الأربعين وتركوا الكثير من الأعمال حول مفهوم الأربعين.

وعلى الرغم من أن رقم الأربعين يشير إلى الكمية والتعداد ولكنه في العرفان الإسلامية ورد في الإشارة إلى الكيفية، والأحاديث والروايات التي وردت عن الأربعين والأربعينيات تهتم أكثر بالنمو الباطني للبشر.

وأغلب الأنبياء (ص) ومن بينهم رسول الله محمد بن عبد الله (ص) بُعث في الأربعين من عمره وهذا دليل على أن الإنسان يبلغ الكمال النفسي والمعنوي في الأربعين من عمره.

وورد رقم الأربعين في سيرة سيدنا موسى(ع) في الحديث عن ميقات موسى (ع) في الآية 51 من سورة البقرة وفي الحديث عن ضياع قوم بني إسرائيل لـ 40 سنة في الآية 26 من سورة المائدة المباركة.

ورود رقم الأربعين في سورة الأحقاف المباركة في الحديث عن نمو الإنسان وعدّ مراحل نموه فقال تعالى “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”(الأحقاف / 15).

وتشير الآية الكريمة إلى مراحل نمو الإنسان منذ الولادة حتى بلوغه الأربعين كما أن الإشارة إلى عبارة “بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً” دليل على آن الأربعين نقطة كمال وعقل وقوة ونمو الإنسان.

وورد عن رسول الله (ص) قوله “مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً فَجَّرَ اللَّهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِه” والقلب هنا يعني الهوية والنفس الناطقة ما يعني إن السلوك الخالص لله لمدة أربعين يوماً يترك أثراً في القلب حتى يجعله يبصر ويعرف جميع التعاليم الباطنية.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل