Search
Close this search box.

الزكاة من ضروريات الدين الإسلامي

لكلِّ شيء زكاة، وأهم مصاديق ذلك زكاة المال، وهي إخراج نسبة منه لإنفاقها على الفقراء وفي وجوه البر والإحسان، وهي واجبة قد دلَّت على وجوبها عشرات الآيات القرآنية الكريمة، وهي لهذا من ضروريات الدين الإسلامي، ومنها زكاة الفطرة، وهي فريضة مالية يجب إخراجها صبيحة عيد الفطر.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “لِكُلِّ شَيْءٍ زَكاةٌ، وَزَكاةُ الْعَقْلِ احْتِمالُ الْجُهّالِ”.
الزَّكاةُ: النَّماءُ والزِّيادَةُ والبركةُ، يُقال: زَكا المالُ يَزكو زَكاءً، أي: زادَ ونَما، وأَرضٌ زَكيَّةٌ: مُباركَةٌ طيِّبةٌ، وأصل الزَّكاةِ: الزِّيادَةُ، وقيل: الطَّهارَةُ والنَّقاءُ، ومنه سُمِّيَ المالُ الذي يُخْرَجُ لِلْفُقَراءِ: زَكاةٌ؛ لأنَّ فيه تَطهِيرا لِلْمالِ مِمّا دخل فيه مِن حقّ غيره، وتنمِيَةً وإصلاحاً له، وتأْتي الزَّكاةُ أيضًا بِمعنى الصَّلاحِ والاسْتِقامَةُ، ورَجُلٌ زَكِيٌّ، أيْ: صالِحٌ، ومِن مَعانِيها أيضًا: صَفْوَةُ الشَّيْءِ وخالِصُهُ والصَّدَقَة والمَدْحُ والحَلالُ والحُسْنُ والصِّيانَةُ.ولكلِّ شيء زكاة، وأهم مصاديق ذلك زكاة المال، وهي إخراج نسبة منه لإنفاقها على الفقراء وفي وجوه البر والإحسان، وهي واجبة قد دلَّت على وجوبها عشرات الآيات القرآنية الكريمة، وهي لهذا من ضروريات الدين الإسلامي، ومنها زكاة الفطرة، وهي فريضة مالية يجب إخراجها صبيحة عيد الفطر.
وقد ذكرت النصوص الشريفة -الصادرة عن رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع)- زكاة طائفة من الأشياء، وهاكَ قارئي الكريم تلك النصوص:

رُوِيَ عن الإمام الباقر (ع): “إن النبي (ص) قال لأصحابه يوماً: “مَلعونٌ كلُّ مالٍ لا يُزَكّى‏، مَلعونٌ كُلُّ جَسَدٍ لا يُزَكّى‏ ولو في كُلِّ أربَعينَ يَوماً مَرّةً”، فقيلَ: يا رسولَ ‏اللَّهِ، أمّا زكاةُ المالِ فقد عَرَفناها، فما زكاةُ الأجسادِ؟ قالَ لَهُم: “أن تُصابَ بِآفَةٍ”.
قالَ: فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ القَومِ الذينَ سَمِعُوا ذلكَ مِنهُ، فَلمّا رَآهُم قد تَغَيَّرَتْ ألوانُهُم، قالَ لَهُم: هَل تَدرُونَ ما عَنَيتُ بِقَولِي؟ قالوا: لا يا رسولَ ‏اللَّهِ! قالَ (ص): بَلى‏، الرجُلُ يُخدَشُ الخَدشَ، ويُنكَبُ النَّكبَةَ، ويَعثِرُ العَثرَةَ، ويَمرَضُ المَرضَةَ، ويُشاكُ الشَّوكَةَ وما أشبَهَ هَذا، حَتَّى‏ ذَكَرَ في آخِرِ حَدِيثِهِ: اختِلاجَ العَينِ”.

ورُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: “زكاةُ القُدرَةِ، الإنصافُ”. “زكاةُ الجَمالِ، العَفافُ”. “زكاةُ الظَّفَرِ، الإحسانُ”. “زكاةُ اليَسارِ، بِرُّ الجِيرانِ وصِلَةُ الأرحامِ”. “زكاةُ الصِّحَّةِ، السَّعيُ في طاعَةِ اللَّهِ”. “زكاةُ الشَّجاعةِ، الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ”. “زكاةُ النِّعَمِ، اِصطِناعُ المَعروفِ”. “زكاةُ العِلمِ بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ، وإجهادُ النفسِ في العَمَلِ بهِ”. “إنّ اللَّهَ فَرَضَ علَيكُم زكاةَ جاهِكُم كما فَرَضَ علَيكُم زكاةَ ما مَلَكَت أيمانُكُم”.

ورُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: “المَعْروفُ زكاةُ النِّعَمِ، والشَّفاعَةُ زكاةُ الجاهِ، والعِلَلُ زكاةُ الأبدانِ، والعَفوُ زَكاةُ الظَّفَرِ، وما أدّيتَ زكاتَهُ فهُو مَأمونُ السَّلْبِ” وعنه(ع) أنه قال: “على‏ كلِّ جُزءٍ مِن أجزائكَ زكاةٌ واجبةٌ للَّهِ‏ عزّ وجلّ، بل عَلى‏ كُلِّ شَعرَةٍ، بل عَلى‏ كُلِّ لَحظَةٍ! فزكاةُ العَينِ النَّظَرُ بِالْعِبرَةِ والغَضُّ عن الشَّهَواتِ وما يُضاهِيها، وزكاةُ الأُذُنِ استِماعُ العِلمِ والحِكمَةِ والقُرآنِ”
أما زكاة العقل فقد ذكر الإمام أمير المؤمنين (ع) أنها احتمال الجُهَّالِ والصبر عليهم، والإغضاء عن جهلهم، وتجاوزهم، وعدم الانجرار إلى ساحتهم ومنطقهم، والتسامي عن مناقشتهم لأنهم يُعيونَ من يناقشهم.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل