إن السَّعي شرط أساسي لنيل المراد، وتحقق المطالب، حتى ذلك الذي يرزقنا الله إياه من حيث لا نحتسب لا يأتينا من دون سعي عملياً كان ذلك السعي أم معنوياً.
ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “لَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ وَجَدَ”.
مِمّا لا شك فيه أننا مأمورون بالسعي والعمل بهدف الحصول على ما نرغب فيه، تلك هي سُنَّة الله في الحياة، لا شيء يناله المرء من دون سَعي وعمل، ومن دون تعب وجهد مبذول، بل إن تلك السُّنَّة جارية فيما يرغب المرء في الفوز به في الآخرة.
قال تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ” ﴿40/ النجم﴾ فما يكون للإنسان إلا سعيه وعمله، ولا يُحسَبُ عليه إِلَّاهما، وهذه الحياة التي وُهِبَت له هي الفرصة ليعمل ويسعى، فإذا ماتَ ذهبت الفرصة وبقي ما سعى فيه وعمل، بقي مذخوراً له عند الله في كتابٍ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
قال تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ” ﴿40/ النجم﴾ فما يكون للإنسان إلا سعيه وعمله، ولا يُحسَبُ عليه إِلَّاهما، وهذه الحياة التي وُهِبَت له هي الفرصة ليعمل ويسعى، فإذا ماتَ ذهبت الفرصة وبقي ما سعى فيه وعمل، بقي مذخوراً له عند الله في كتابٍ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
فالسَّعي شرط أساسي لنيل المراد، وتحقق المطالب، حتى ذلك الذي يرزقنا الله إياه من حيث لا نحتسب لا يأتينا من دون سعي عملياً كان ذلك السعي أم معنوياً.
إن الله تعالى يقول: “…وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿2﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿3/ الطلاق﴾ فقد اشترط الله التقوى من العبد والتوكل على الله ليجعل له مخرجاً، والتقوى والتوكل مع أعظم مقامات السَّعي والعمل.
إن الله تعالى يقول: “…وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿2﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿3/ الطلاق﴾ فقد اشترط الله التقوى من العبد والتوكل على الله ليجعل له مخرجاً، والتقوى والتوكل مع أعظم مقامات السَّعي والعمل.
لكن هاهنا حقيقة نبَّه إليها الإمام أمير المؤمنين (ع) بقوله: “لَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ وَجَدَ” وهي: وإن كان السَّعي والعمل شرطان ضروريان لحصول المراد وتحقيق المطالب ولكنهما ليسا عِلَّة تامة لذلك، فقد يسعى المرء، ويعمل، ويتعب، ويبذل الجهود الكافية، ولا يتحقَّق له ما يرغب فيه لأسباب أخرى، كأن لا تكون الظروف مؤاتية، أو تكون الجهود المبذولة غير كافية، أو يعمل المرء ولكنه لا يُتقِن عمله، أو يسعى في عمله على غير هدى، أو تكون نيَّته سيئة، أو يكون العمل غير مناسب له، أو أن يكون فيما يطلبه ظلم لواحد أو جماعة من الناس، أو يعتمد وسائل غير مشروعة، أو سوى ذلك من الأسباب التي عادة ما يُغفل الناس النظر إليها رغم أنها شروط رئيسية للنجاح وتحقق المراد.
فليس كل من يسعى أو يطلب شيئاً يحصل عليه بالضرورة، والجهد والتعب لا يضمنان النجاح وبلوغ الهدف المنشود دائماً، فهناك عوامل أخرى تؤثر على النتيجة، فقد يدرس الطالب بجِدٍ طوال العام الدراسي، لكنه قد يخفق في النجاح، أو لا يحقق الدرجة التي يطمح إليها بسبب صعوبة الامتحان، أو الثقة الزائدة بذاكرته، أو فَهمه، أو بسبب الإجهاد الذي يصيبه نتيجة كثرة الدرس قبل الامتحان، أو بسبب التوتر الذي ينتابه أثناء الامتحان.
وقد يترشَّح شخص إلى وظيفة يرغب فيها، ويجري المقابلات المطلوبة، وتكون لديه الخبرة الكافية ولكنه قد يفتقر إلى مهارة محددة تتطلَّبها تلك الوظيفة، أو قد ينافسه عليها غيره، أو قد تتدخل الوساطات، أو الاعتبارات الشخصية، أو الدينية والمذهبية أو سوى ذلك من الأسباب التي تحول دون حصوله على تلك الوظيفة.
وقد يترشَّح شخص إلى وظيفة يرغب فيها، ويجري المقابلات المطلوبة، وتكون لديه الخبرة الكافية ولكنه قد يفتقر إلى مهارة محددة تتطلَّبها تلك الوظيفة، أو قد ينافسه عليها غيره، أو قد تتدخل الوساطات، أو الاعتبارات الشخصية، أو الدينية والمذهبية أو سوى ذلك من الأسباب التي تحول دون حصوله على تلك الوظيفة.
فالسَّعي والجهد مهمّان بلا شكَّ، لكن النجاح يعتمد أيضاً على عوامل أخرى قد تكون خارج سيطرة الشخص، ففي الكثير من الأحيان قد يكون الهدف بعيد المنال، أو مليئاً بالصعوبات والمعوِّقات.
ولا يقتصر الأمر على سَعي الدنيا، فحتى سَعي الآخرة يحتاج إلى تكامل أسبابه كي ينجح الإنسان فيه، فلا يكفي أن يؤدي المَرء عباداته، وتكاليفه كي يفوز بالجنة، بل يجب أن تكون عباداته كاملة لا نُقصان فيها، أن تكون ناهية له عن المنكر، مرتقية به إلى مقام التقوى كما نصَّ القرآن الكريم، وأن تنشأ عباداته من عقيدة صحيحة فمن كانت عقيدته باطلة فكيف يقبل الله عباداته إن الله تعالى يقول: “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿103﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104/ الكهف﴾.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي