Search
Close this search box.

آفة الثَرثَرة من منظور الأخلاق الإسلامیة

آفة الثَرثَرة من منظور الأخلاق الإسلامیة

إن الثرثرة تعني التفوّه بأقوال غير مجدية وتفتقد لأي فائدة شرعية أو دنيوية أو أخروية أو مادية أو معنوية ووصف البعض هذه الظاهرة بـ”شهوة الكلام”

إن الثرثرة تعدّ من آفات اللسان ومن منظور الأخلاق الإسلامية لها مضرات كثيرة وأضرار فادحة منها ذهاب العمر هدراً، والحقارة الاجتماعية، والإجبار على الاعتذار للآخرين، وسوء فهم الآخرين المحتمل، والتمهيد إلى ارتكاب ذنوب أخرى منها الكذب والغيبة والافتراء.

ومن الآفات الأخرى للثَرثَرة المُفرِطة هي البُعد عن رحمة الله، وضياع الوقت، والضلال، وإهدار الحكمة، وقسوة القلب، وتعب السامع.

إن للثرثرة إطاراً واسعاً فيبدأ من التحدّث عن موضوع عبثي وتكرار الأقوال السابقة والتساؤل عن أمور لا فائدة منها وتنتهي عند الإتيان ببراهين معقدة لعامة الناس من غير المتعلمين.

إن الثَرثَرة المُفرِطة من الناحية الفكرية أمر غير مشروع لأن حياة الإنسان التي تعتبر رأس ماله الأساسي تضيع بهذه الطريقة.

وفي هذا السياق، روي عن رسول الله (ص) بأنه عندما ارتقى إلى المعراج وجد في جهنم سبعة أبواب وكتبت ثلاث جمل على كل باب ومكتوب في أعلى الباب الخامس “ولا تکثر منطقک فیما لا یعنیک فتسقط من رحمة الله”.

کما روي عن النبي محمد (ص) قوله “من حسن اسلام المرء ترکه ما لایعنیه” كما روي عنه (ص) يوصي أباذر الغفاري “لا اعلّمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان قلت: بلى يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليك قال: هو الصّمت و حسن الخلق و ترك ما لايعنيك”.

وتطرّق علماء الإسلام إلى أسباب منع الإسلام للثرثرة وأشاروا إلى أهم الأسباب كـ الفضول في غير محله وقضاء الوقت مع الآخرين والرغبة في لفت انتباه الآخرين والشعور بالقرب من الآخرين.

نعم فـقد تحثّ الرغبة في التقرب من الآخر على الثرثرة والتحدّث كثيراً بغية تحقيق هذا التقارب بينما يؤدي ذلك إلى العبثية والثرثرة التي منع منها الإسلام.

ومن الأمور التي قد تحول دون الثرثرة هي التفكر في قيمة العمر فإن الشخص الثرثار عليه أن يعرف بأن العمر الذي يقضيه لقول هذه الأقوال الزائدة التي لا فائدة منها لن يعود وإنه يمكنه استغلال كل لحظة من عمره لبناء الذات.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل