Search
Close this search box.

مضرات “الشماتة” من منظور الدين الإسلامي

مضرات "الشماتة" من منظور الدين الإسلامي

عندما يعلم الإنسان أن مصيبة قد حلّت بأخيه الديني، فإذا عبر عن سعادته وفرحه وبدأ بمؤاخذة المصاب، فإنه يعاني من مرض اسمه “الشماتة”.

من أهم المضرات التي قد تلحق بالبشر بسبب سوء استخدام اللسان هي الشماتة.

والشماتة بحسب علماء الأخلاق، تعني التعبير عن السعادة بمعاناة الآخرين. عندما يعلم الإنسان أن مصيبة قد حلّت بأخيه الديني، فإذا عبّر عن السعادة والفرح وبدأ بملامة أخيه المفجوع، فهو مصاب بمرض الشماتة.

إن ظاهرة الشماتة تظهر في الطريقتين؛ الأولى: شماتة باطنية والثانية: شماتة خارجية.

والشماتة الباطنية تحدث عندما يسعد الإنسان بمصائب الآخرين في داخله، لكنه لا يكشف عن سعادته هذه. أما الشماتة الخارجية تحدث عندما يفرح الإنسان بمصيبة حلّت بغيره، ويُعبّر عن سروره بأسلوب إلقاء اللوم على سلوك الشخص المصاب.

كما يمكن تقسيم الشماتة إلى نوعين من حيث سلوك الشخص الضحية، قد تكون الشماتة رداّ على السلوك الحسن والصحيح الذي قام به الضحية وأحياناً ضد السلوك غير الحسن.

بمعنى آخر، في بعض الأحيان لا يكون سلوك الشخص الضحية قبيحاً أو غير سليم، بل من منظور الشامت يكون سيئاً فقط على سبيل المثال عندما يقوم شخص بالإنفاق فـ يحظى بملامة من الشامت البخيل.

على أي حال فإن الفرح بمصيبة نزلت بالآخر من المواقف التي رفضها العقل والشرع لأن عقل الإنسان وفطرته يحب الإنسانية والتسامح تجاه الناس بحسب الطبيعة البشرية، وإن مشاعر الإنسانية تتوافق مع التعاطف، وبالطبع فإن التعاطف مع الآخرين لا يتوافق مع السعادة والفرح بمعاناتهم.

وقد نهى الأئمة المعصومون (عليهم السلام) عن الشماتة في عبارات كثيرة وفي هذا السياق، روي عن النبي محمد(ص) “لا تظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك” كما قال الامام الصادق(ع): “مَنْ شَمتَ بِمُصِيبَة نَزَلَتْ بِأَخِيهِ، لَمْ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُفْتَتَنَ”.

إن التعبير عن الفرح بمعاناة الآخرين بأي شكل من الأشكال أمر غير لائق؛ سواء كان يتجلى في السلوك أو يکون في الباطن؛ لأنه بالإضافة إلى إظهار خسة الشامت، فإنه سيؤدي  أيضاً إلى انزعاج الشخص المصاب.

إن الشماتة تنبع من شدة الغضب بحيث تخرج قوة الغضب الداخلية عن سيطرة العقل، فإنها تنتج رذائل، قد يصبح بعضها سبباً للسلوك السيئ. هناك عواقب سيئة للشماتة وإن ملامة الآخرين تسبب التعرض إلى المصائب والمعاناة في الدنيا والعذاب في الآخرة.

ومن أجل معالجة هذا المرض الأخلاقي لابدّ من التفكير في آثاره وعواقبه، فإن معرفة أن الشامت سيعاني من نفس المصيبة التي لام عليها الآخر سيخلق الخوف في نفسه، كما إن ظنه بأن أي مصيبة تصيب أهل الإيمان قد تكون تكفيراً لذنوبهم أو سبباً لكمالهم في الآخرة، يمنعه من لومهم.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل