لقد تتبعت الآيات التي تحدثت عن قسوة القلوب، فوجدت أن القوم الوحيدين الذين وصفهم الله بقسوة القلب هم هؤلاء وحدهم، ذكر ذلك في هذه الآية، وفي آية أخرى في سورة المائدة حيث جاء وصفهم بذلكم قرونا ينقضهم العهد وتحريف الكَلِم عن مواضعه.
وقال تعالى في القرآن الكريم: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿74/ البقرة﴾
قساة قلوب، غلاظٌ، بهذا وصف الله أسلاف وحوش هذا الزمن، والخلف يتبع السلف ويأخذ منه، فالقسوة في هؤلاء وفي أولئك، ومعها لا عجَب فيما نراه من وحشية فاقت كل وحشية في التاريخ الإنساني، فالقَسوة تجُرُّ إلى ذلك وأكثر.
لقد تتبعت الآيات التي تحدثت عن قسوة القلوب، فوجدت أن القوم الوحيدين الذين وصفهم الله بقسوة القلب هم هؤلاء وحدهم، ذكر ذلك في هذه الآية، وفي آية أخرى في سورة المائدة حيث جاء وصفهم بذلكم قرونا ينقضهم العهد وتحريف الكَلِم عن مواضعه.
وهذا يدل على أننا أمام صِنفٍ خاص من البَشَر لهم قلوب مُجدِبة من كل المشاعر والعواطف الإنسانية النبيلة، قاسية كالحجارة بل أشد قسوة، إن الحجارة قد تفيض بالعطاء كثيرا أم قليلاً، فينتشر منها الخصب والجمال في كل مكان، وتتساقط بفعل العوامل الطبيعية، بالخضوع التكويني لإرادة الله، وبذلك تؤدي بذلك دوراً في الحياة اما الإنسان الذي يقسو قلبه فأنه يمنع نفسه من أي دور إيجابي في الحياة.
إن الحجارة تقبل التَّحوُّل، وتلين تحت يد النحات الماهر، لكن قلوب هؤلاء لا تلين أبداً.
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي