احتضنت تونس العاصمة فعاليات الندوة التأبينية للقائد الجهادي سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله بمشاركة أحباب حلف المقاومة وأنصارها في تونس، وبدعوة من الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، حيث جاؤوا من كل الولايات التونسية للمشاركة في تأبين قائد استثنائي جمعهم على حب فلسطين.
و أفادت وكالة أنباء التقریب (تنا) الى انه ، شدّد المشاركون على مكانة السيد نصر الله وما يمثله من قيمة نادرة لهم، فعلى مدى أكثر من ربع قرن ارتبطت قلوبهم بإطلالات السيد التي كانت تعيد إحياء جذوة المقاومة وروحها، والعزاء الوحيد اليوم أنه كان حاضرًا وروحه ترفرف بينهم من عليائه.
نهج الرجال
رئيسة مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن مباركة البراهمي قالت في كلمتها :” خطب السيد نصر الله سمعناها ورأيناها وقرأناها فكيف سنحيي ذكراه السنوية القادمة. هذا قائد أمسك بدفة المقاومة عنوة وبقوة وبشدة، ولم يعرف التاريخ العربي المعاصر له مثيلًا. هذا قائد استثنائي لم يمضِ على ورقة صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو. وهذا شعار اللاءات الثلاث التي رفعها جمال عبد الناصر، ولكن السيد نصر الله لم ينزل البندقية من بين يديه أبدًا. هذا نهج الرجال الرجال الذين يقاتلون من أجل الآخرة وهذا النهج هو أمانة في عنق الذين حضروا الآن؛ لأن المؤمنين بخيار المقاومة هم أكثر وعلى امتداد الوطن العربي”.
تضيف البراهمي :” راهن العدو على اغتيال سماحة السيد نصر الله حتى تضعف المقاومة وتذبل، ولكن المشاهد التي وصلتنا من المقاومة كانت أقوى وأشد إيلامًا على العدو منها في حياة سماحة السيد نصر لله. قادة العدو أرادوا أن يهزموا الأمة من خلال اغتيال قياداتها السياسية؛ فبدأوا بالسيد إسماعيل هنية- رحمه الله- وتتالت القائمة وعزموا على ضرب أعتى القيادات؛ ولكنّ مساعيهم خابت. واليوم؛ رأينا ووصلتنا فيديوهات انتصارات المجاهدين التي ستراها أيضًا الأجيال القادمة؛ فأي مدرسة أسسها سماحة السيد نصر الله؟”.
صلاح المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح وعضو في الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع قال في تصريح صحفي :”الشهيد المجاهد الفقيد حسن نصر الله هذا القائد الذي بذل حياته وجهاده لأجل الأمة العربية والإسلامية ولأجل المستضعفين في الأرض كلها. وتحت قيادته وببركة حكمته فتحت أمتنا زمن الانتصارات عندما أذلّت الجيش الصهيوني في أيار 2000 وأجبرته على الفرار من جنوب لبنان، وأشعرتنا لأول مرة بأن أمتنا تستطيع أن تنتصر وأن تكسر تلك الأسطورة التي بنتها الدعاية الصهيونية والأميركية في العالم”. وتابع بالقول :” ودّعت الأمة قائدًا حكيمًا مخلصًا للبنان وللأمة وللعرب لكنها تعاهده وتسير الآن على دربه إيمانًا ويقينًا بأنّ دماءه ستكون أشد وطأة وقسوة وستكون دماؤه منتصرة على مكر الجيش الصهيوني، وسيدرك الصهاينة يومًا وقريبًا بأن تلك الحماقة التي ارتكبوها عندما قرروا اغتياله إنما كانت هدية له وخطوة نحو نهايتهم الموعودة”. وأضاف المصري :”نحن على يقين بأن السيد الشهيد القائد نصر الله يقاتل الصهاينة ويسهم في نهاياتهم، وهو شهيد كما أسهم في نهايتهم وهو حيّ “.
انتصار الدم على السيف
الناشط يوسف بلقاسم قال:”إنّ كتابة الكلمات لنعي السيد والقائد سماحة الشهيد حسن نصر الله أصعب ما تكون، فلا أحد كان يتصور أن ينعي السيد مع أنه اختار طريق النصر والشهادة منذ شبابه وتوليه مسؤولية عظيمة بقيادة أكبر تنظيم مقاوم في العالم ألا وهو حزب الله”. وتابع في كلمته :” هذه الأمة هي أمة انتصار الدم على السيف كما انتصر الدم على السيف في كربلاء، سينتصر في حرب هذه الأمة ضد هذا الكيان الغاصب، وما دماء السيد نصر الله الا انتصارًا ثانيًا للدم على السيف”.
وأكد أنّ محور المقاومة ثابت بكل أضلعه من إيران الى اليمن والعراق واليمن وفلسطين ولبنان، وهذا الحزب الذي قدّم كوكبة قادته العسكرين شهداء ما يزال صامدًا، مشددًا على أن الأمل الوحيد للانتصار في هذه الحرب هو حزب الله. وقال :” نحن على يقين بأن العدو سيخرج ذليلًا مرة أخرى من جنوب لبنان”.