الإقتصاد في الإنفاق يساعدنا على الادخار

الإقتصاد في الإنفاق يساعدنا على الادخار

إن الاقتصاد في الإنفاق يساعدنا على الادخار ولو كان قليلاً جداً، وهذا بدوره يمكننا من مواجهة الظروف الطارئة، كما لو توقفنا عن العمل، أوحدثت أزمة مالية أو سياسية، أو وقعت حرب أو سوى ذلك.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “مَنِ اقْتَصَدَ فِي الْغِنى وَالْفَقْرِ، فَقَدِ اسْتَعَدَّ لِنَوائِبِ الدَّهْرِ”.
قاعدة عملية وضرورية في الإدارة المالية الشخصية والأسرية والاجتماعية يقدمها لنا الإمام (ع) في جوهرته الكريمة، يُسلِّط فيها الضوء على فضيلة الاقتصاد سواء كان المرء في رخاء أو في ضيق وشِدَّة، وفيها تنبيه إلى ضرورة أن يخطط المرء لنفسه مالياً، وأن يُدرك أنه مهما ملك من أموال فإنها تبقى محدودة، وعُرضة للذهاب والتلف بسبب أوضاع طارئة، وفيها دعوة أيضا إلى التحلِّي بالقناعة وفي القناعة الغنى الحقيقي، والراحة المستدامة، وفيها دعوة أيضاً إلى التوازن في الانفاق والتوسُّط فيه واجتناب التقتير والتبذير والاسراف، وهذا هو معنى الاقتصاد بالضَّبط.
ويتجلَّى اقتصاد المرء في الغِنى والفقر بالتَّحكم بمصاريفه ونفقاته، بما يتناسب مع حاله ودخله، وتفادي الهدر، والتبذير، والاسراف، في الطعام والشراب، واللباس، والطاقة، وكل ما يحتاجه في حياته.
ومما لا شكَّ فيه أن الاقتصاد بالمعنى الذي أشرت إليه للتو يساعدنا على ضبط ميزانيتنا الشخصية والأسرية، ويُجنِّبنا الحاجة، واللجوء إلى الاقتراض، والاقتراض يعني زيادة الديون وتراكمها، هذا إذا اقترضنا قرضاً حَسَناً، أما إذا اقترضنا من بنوك ربوية، أو من شخص ربوي فتلك الطامة الكبرى.

كما أن الاقتصاد في الإنفاق يساعدنا على الادخار ولو كان قليلاً جداً، وهذا بدوره يمكننا من مواجهة الظروف الطارئة، كما لو توقفنا عن العمل، أوحدثت أزمة مالية أو سياسية، أو وقعت حرب أو سوى ذلك، ناهيك عن حفظ النعم الإلهية في أيدينا، واستثمار ما يفضل من مال في مشاريع إنتاجية جديدة تُحسِّن دخلنا وترفع مستوى معيشتنا.
وقبل ذلك وبعده فإن الاقتصاد وحُسن التدبير هو امتثال أمر الله تعالى الذي يقول: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” ﴿الفرقان/67﴾، ويقول: “…إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”﴿الإسراء/27﴾. ويقول: “…وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ…”﴿النساء/6﴾.
واستجابة لرسوله الأكرم (ص) الذي يقول: “مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ” أي: ما افتقر ولا احتاج من اقتصد في إنفاقه وأحسن تدبير معيشته. وجاء عن الإمام عًلِيٍّ (ع): “الإِسْرافُ يُفْنِي الجَزِيلَ” أي: يُفني المال الكثير، وعن الإمام جعفر الصادق (ع): “التَّدْبِيرُ نِصْفُ العَيْشِ”
فضلاً عَمّا سلف فإننا بالاقتصاد وحُسْنِ التدبير يدرك واحدنا قيمة النِّعَم التي بين يديه، ويرضى عن الله المُنعِمِ المُفضِل، ويبلغ مرتبة القناعة وما ينجم عنها من راحة للنفس، وهذه بدورها تؤدي إلى حفظ كرامته من جهة، ويؤدي إلى صحته النفسية والبدنية.

من المهمِّ في هذا المجال أن أوصي قارئي الكريم باتباع الخطوات التالي:

أولاً: ضع لنفسك وأسرتك ميزانية مالية: تراعي فيها دخلك الشهري، ومصاريفك، وأولوياتك في الانفاق.
ثانياً: التزم بالميزانية وتجنَّب ما أمكنك الانفاق زائداً عليها.
ثالثاً: تجنَّب ما أمكنك الاقتراض، فإنَّ الدَّيْنَ رِقُّ وعبودية.
رابعاً: تجنَّب الإفراط في الاستهلاك، ولا تستجب للدعايات الإعلانية التي تروِّج لثقافة الاستهلاك.
خامساً: عزِّزْ في نفسك ثقافة القناعة فإنها كنزٌ لا يفنى.
سادساً: خصِّص جزءاً من دخلك للأمور الطارئة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل