المواقف الخاطئة تعيق تحقيق التآلف / الزهد لا يعني الابتعاد عن الدنيا

المواقف الخاطئة تعيق تحقيق التآلف / الزهد لا يعني الابتعاد عن الدنيا

شدد رئيس جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم على أن المواقف السلبية تعرقل تحقيق التآلف بين الناس. وأوضح أنه ينبغي على الإنسان أن يتواصل مع أولئك الذين يساعدونه في الانتقال من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الكبر إلى التواضع، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة في الدنيا إلى الزهد.

بحسب ما نقلته وكالة أنباء الحوزة، قال آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري، خلال لقائه مع طلاب وأساتذة الحوزة، ردًا على سؤال حول سر نجاح الطالب في طريق تحصيل العلوم الدينية:

إذا تجلت هذه العوامل، التي وردت في كلام الإمام الكاظم (عليه السلام)، في سلوكنا وأعمالنا، فسنحقق التوفيق بلا شك. نحن في بداية طريق طلب العلم نضع نصب أعيننا أهدافًا سامية، متجاهلين الأهداف الدنيوية الصغيرة، ونأمل أن نصل إلى تلك الأهداف من خلال الاستفادة من الآيات والروايات.

وأشار رئيس جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم إلى حديث الإمام الكاظم (عليه السلام)، الذي ورد في كلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بتعبير مختلف:

لا تجلسوا عند كل عالمٍ يدعوكم، إلا عالمٌ يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد.

ثم قام آية الله الحسيني البوشهري بشرح هذا الحديث، مشيرًا إلى خمس خصال أساسية:

من الشك إلى اليقين

أحيانًا تحيط بنا الشبهات و الشكوك في مسيرتنا العلمية، و قد نشك في صحة الطريق الذي اخترناه. العالم الحقيقي هو من ينقل الإنسان من الشك إلى اليقين، و يثبت قدميه في هذا الطريق.

من الرياء إلى الإخلاص

إظهار الأعمال و الرياء يشكلان عقبة كبيرة في طريق الإخلاص. العالم الحقيقي يخلص الإنسان من الرياء و يوجهه نحو الإخلاص في العمل، لأن الله عليم بكل شيء و يكشف عن النيات الحقيقية. و كما قال آية الله العظمى البروجردي: ‘أخلص العمل فإن الناقد بصير’، أي اجعل عملك خالصًا، لأن الله الناقد بصير بكل شيء.

من الكبر إلى التواضع

التكبر و الغرور يمنعان الإنسان من النمو الروحي. العالم الحقيقي يدفع الإنسان نحو التواضع، و حتى في لباسه و سلوكه يجب أن يبتعد عن أي شيء يثير الحسد. التواضع لا يولد الحسد، بل يجلب المحبة و التآلف.

من العداوة إلى النصيحة

العداوة و المواقف الخاطئة تمنع المحبة و التآلف. العالم الحقيقي يدعو الإنسان إلى النصيحة و المودة، حتى تتآلف القلوب و يسود جو من التعاون و المحبة.

من الرغبة في الدنيا إلى الزهد

“الزهد لا يعني الابتعاد عن الدنيا، بل يعني التحرر من التعلق بالماديات. العالم الحقيقي يوجه الإنسان إلى الزهد، بحيث لا يحزن إذا فقد شيئًا، و لا يفرح بشكل مفرط إذا حصل على شيء. هذا هو المعنى الحقيقي للزهد.

و في الختام، أشار آية الله الحسيني البوشهري إلى قصة عن المرحوم المولى نراقي، مؤكدًا أن الزهد الحقيقي هو التحرر من التعلقات، و ليس الابتعاد عن الدنيا، وقال:

“الزهد يعني التخلي عن التعلق، و ليس التخلي عن الدنيا نفسها.” ثم ذكر قصة رجل اعترض على مظهر المولى نراقي، فأجابه نراقي: إذا تركتُ كل هذه السجادات، فلن يكون لدي أي تعلق بها، لكنك كنت متعلقًا بإناء صغير، فعدت لأجله. أنت متعلق بذلك الإناء، أما أنا فلست متعلقًا بهذه السجادات و الممتلكات.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل