كيف نجعل ولاية أهل البيت أكثر حضورًا في حياتنا؟

كيف نجعل ولاية أهل البيت أكثر حضورًا في حياتنا؟

إن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) باعتبارها الركن الأساسي في الإسلام، هي الشرط الرئيسي لقبول جميع الأعمال العبادية. و هذه الحقيقة السامية، التي تستند إلى الارتباط المباشر للأئمة بعالم الوحي، تفوق حتى ألف عام من العبادة في أقدس بقاع الأرض.

بحسب ما نقلته وكالة أنباء الحوزة، فإن المرحوم آية الله محمد علي ناصري، أحد أساتذة الأخلاق في الحوزة، تناول في أحد دروسه الأخلاقية موضوع الولاية، محور قبول الأعمال، و كان نص حديثه كما يلي:

في مقطع من دعاء مكارم الأخلاق، يناجي الإمام زين العابدين (عليه السلام) ربه قائلًا: «اللهُمَّ اسْلُکْ بِی الطَّرِیقَةَ المُثْلی»؛ أي يا رب، وجّهني إلى الطريق الأكمل و الأفضل.

يقوم الإسلام على خمسة أركان أساسية:

1- الصلاة: عمود الدين ومعيار قبول سائر الأعمال.

2- الصيام: وسيلة لتعزيز التقوى و بناء الذات.

3- الزكاة: و تشمل زكاة المال و الفطرة، و تمتد إلى مفهوم أوسع للنمو و التكامل.

4- الحج: رمز للوحدة و العبودية الجماعية للمسلمين.

5- الولاية: المحور الأساس و الشرط لقبول جميع الأعمال.

من بين هذه الأركان، تحظى ولاية أهل البيت (عليهم السلام) بمكانة خاصة نظرًا لارتباطهم المباشر بعالم الوحي و الحقائق الإلهية.

في ليلة القدر، ينزل ملك الروح على الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، مما يؤكد استمرارية هذا الارتباط الإلهي. و قد ذكر العلامة المجلسي في الجزء السابع و العشرين من بحار الأنوار إحدى و سبعين رواية تثبت هذا المفهوم.

و في حديث موثّق عن الإمام الصادق (عليه السلام)، يروي النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) عن جبرائيل قوله:

خلق الله السماوات السبع و الأراضين السبع و جميع المخلوقات، و لم يخلق مكانًا أعظم من الركن و المقام. لكن لو أن عبدًا عبد الله في هذا المكان المقدس منذ بدء الخلق إلى نهايته، و لم يقبل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، لكان مصيره النار الأبدية.

كما يؤكد حديث ميسرة هذا المفهوم، حيث قال للإمام الصادق (عليه السلام) إنه يستيقظ من نومه بسبب صوت عبادة جاره، و طلب من الإمام أن يدعو له كي يستيقظ لعبادة الله.

فسأل الإمام (عليه السلام) عن اعتقاد ذلك الجار بالولاية، ثم قال: حتى لو عبد إنسان ألف سنة في أقدس بقاع الأرض – بين الركن و المقام، و بين الروضة و المنبر – و لم يقبل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، فلن يكون له مصير سوى النار.

كيف نرسّخ نور الولاية في حياتنا؟

في ظل هذه النعمة الإلهية العظيمة، ينبغي علينا:

1- ألّا نُضعف نور الولاية بارتكاب المعاصي و اتباع الأهواء النفسية.

2- المداومة على صلاة الليل، لما لها من أثر في توسعة الرزق و تعزيز نور الولاية.

3- حتى إن لم نتمكن من أداء صلاة الليل كاملة، فلنحرص على أداء ثلاث ركعات الوتر على الأقل.

4- الالتزام بصلاة الليل يُكمّل نور الولاية، و يمنع الإنسان من الوقوع في الذنوب، و يحفظه من وساوس النفس و الشيطان.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل