اعتبر رئيس مركز الدراسات للأنظمة الإسلامية التابع إلى معهد الثقافة والفكر الإسلامي للبحوث في إیران، مؤشرات مثل العدالة، والقسط، والديمقراطية الدينية، والتكافل الاجتماعي، وغيرها جزءا من الحكم المهدوي الذي يمكن أن يوّفر الأرضية لإنشاء الحضارة الإسلامية الحديثة.
وأشار إلى ذلك، رئيس مركز الدراسات للأنظمة الإسلامية التابع إلى معهد الثقافة والفكر الإسلامي للبحوث في إیران، حجة الإسلام والمسلمين “السيد سجاد أيزدهي”، في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية، في معرض حديثها عن أثر التوجه نحو مفهوم الانتظار كـ إجراء وبرنامج سياسي على بناء الحضارة الإسلامية الحديثة.
وقال: “المعني بالمهدوية ليس حادثة بمعنى الظهور في زمن محدد وغير معلوم، بل المقصود منها هو عملية تؤدي في النهاية إلى المجتمع المطلوب. لذا يجب تفسير المهدوية بمعنى إعداد المجتمع للوصول إلى أمر مطلوب”.
وأضاف: “في هذا السياق يجب أن تعمل المجتمعات وفقاً للمثل العليا المهدوية مثل العدالة، والقسط، ونفي الظلم، والكمال، والسعادة المادية والمعنوية، والهدوء، والتكافل الاجتماعي”.
وأردف السيد جواد إيزدهي مبيناً: “إذا تحرك المجتمع الإسلامي وفقاً لما سبق ذكره، يمكن اعتباره مجتمعاً يسير في طريق الظهور”.
واستطرد قائلاً: يجب أن نعتبر المهدوية كـ عملية تكون نتيجتها ظهور المنجي، فإن الانتظار بطبيعة الحال يُفهم وفقاً لهذا المفهوم ولا ينبغي تفسير الانتظار بمعنى يؤدي إلى الثبات، بل الانتظار يعني خلق المناخ المطلوب قدر الإمكان.
وقال رئيس مركز الدراسات للأنظمة الإسلامية: “إن البلدان التي تدعم اليوم المهدوية ولديها معنى للمنقذ والموعود مثل البلدان الشيعية وبعض البلدان السنية والمسيحية لا يمكنها أن تصمت تحت حكم جائر يقود المجتمع نحو الفساد والانهيار، وتدعي إنها تنتظر ظهور المنجي”.
وأضاف مبينا: “المهدوية والنجاة هي قضية عالمية تتعلق بالوصول إلى الحد المثالي، ولا تقتصر على المجتمع الشيعي والسني، كما أن الفكر المهدوي في المجال السياسي يؤكد على إزالة العقبات التي تحول دون ظهور المنقذ قدر الإمكان”.
وأكدَ بأن الصمت والركود لا مكان لهما في الفكر المهدوي ومفهوم الانتظار مبيناً: “يجب أن يساعد الانتظار الحقيقي في قدوم المنتقم وأن يهيئ الظروف لظهوره، حيث تشمل هذه الإجراءات مجالات الأخلاق والسياسة والثقافة وغيرها، وكل واحدة من هذه المجالات تكمل الأخرى وتدعمها، وستؤدي إلى تحقيق المجتمع المهدوي وفي النهاية تساهم في إنشاء حضارة إسلامية جديدة.”