Search
Close this search box.

فرق الإنسان المتوكّل مع غير المتوكّل

فرق الإنسان المتوكّل مع غير المتوكّل

إن الاختلاف الرئيسي بين الإنسان المتوكّل والآخرين الذين لا يتوكّلون على الله سبحانه وتعالى يكمن في معتقداتهم.

قد يعمل الفرد المتوكّل بجدّ أكثر من الآخرين، لكنه لا يعتبر عمله هو المؤثر الرئيسي والحقيقي، بل يرى أن الله تعالى هو الفاعل الرئيسي ويعتمد عليه، لا على الأسباب والوسائل.

ومعتقد الإنسان غير المتوكّل هو أن الدراسة تمنحه العلم، أو أنه يكسب رزقه بتجاربه وجهوده وعلمه، أو أن سلوكاً معيناً يمنحه العزّة.

يروي القرآن الكريم عن لسان قارون “قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي” (القصص: 78)؛ بينما الإنسان المتوكّل يعتبر كل نعمة وقوة فضلاً من الله “قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي” (النمل: 40).

والإنسان يعتبر جميع أسباب العالم أدوات، ومن ثمّ يتعرّف على قدراته من خلال التوكّل على الله في إطار الأدوات المتاحة في نظام الكون؛ ولكن كما أن القلم أداة في يد الكاتب ويتحرك بإرادته، فإن جميع الأسباب التي تؤثر في العالم هي في الحقيقة أدوات في يد قدرة الله تعالى، وتؤثر فقط بإرادته وفي اتجاه مشيئته.

إذا أراد العبد أن يتوكل على ربّه، يجب أن يعتبر الله تعالى مؤهلاً بالصفات اللازمة حتى يتمكن من الاعتماد عليه في جميع الأمور، وبعد هذه المرحلة يأتي دور العمل والإجراء؛ لذا فإن التوكل بشكل عام له نوعان من اللوازم: لوازم معرفية ولوازم عملية.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل