البابا فرنسيس كان معارضاً لجرائم إسرائيل ومدافعاً عن حقوق الإنسان

البابا فرنسيس كان معارضاً لجرائم إسرائيل ومدافعاً عن حقوق الإنسان

قال السفير الإيراني الأسبق لدى الفاتيكان: “كان لدى البابا فرنسيس أكثر التصريحات وضوحاً وأشجع المواقف في إدانة جرائم إسرائيل؛ بينما كانت تُعتبر معارضة الكيان الصهيوني معاداة للسامية”.

وأشار إلى ذلك، السفير الإيراني الأسبق لدى الفاتيكان، حجة الإسلام والمسلمين “الشيخ محمد مسجد جامعي” في حديث لـ مؤسسة الدراسات الاستراتيجية للإسلام المعاصر بمناسبة وفاة البابا فرنسيس، زعيم الكاثوليك في العالم.

وفيما يخصّ الفرق بين البابا فرانسيس والباباوات السابقين في الفاتيكان ولماذا يُعتبر قائداً مختلفاً عن الشخصيات المسيحية الأخرى في العالم، قال: “لقد شهد الفاتيكان حتى الآن العديد من الباباوات، مثل “يوحنا الثالث والعشرون” الذي توفي عام 1958 م، و”بولس السادس” الذي ودّع الحياة عام 1978، والبابا “يوحنا بولس الأول” الذي كان بابا لمدة شهر فقط، ثم “يوحنا بولس الثاني”  وبعد ذلك جاء دور البابا بندكتوس السادس عشر، والبابا فرنسيس.

وأضاف: “كنت سفير إيران في الفاتيكان خلال فترة البابا “يوحنا بولس الثاني”، ورأيت البابا فرنسيس عدة مرات عن قرب؛ كنت على دراية بأنشطته، وكان هو أيضاً على دراية ببعض أنشطتي”.

وأردف مبيناً: “كان “يوحنا بولس الثاني” من بولندا ومن شرق أوروبا، ونوع نظرته وسلوكه وتفكيره وإدارته كان أيضاً على نمط شرق أوروبا، بينما البابا فرنسيس، رغم أصوله الإيطالية، وُلد في الأرجنتين”.

وأكدّ الشيخ محمد مسجد جامعي: “كان البابا فرنسيس يهتم بقضايا المؤمنين والشعب، ولديه مخاوف بشأن قضاياهم، كما كانت لديه مخاوف بشأن العالم بأسره، وقد حذّر مراراً من خطر الحرب العالمية الثالثة، وكان يقول إن هذه الحرب قد بدأت.”

وقال: “كانت لدى البابا فرنسيس وجهة نظر مختلفة بشأن حرب أوكرانيا مقارنة بما كان سائداً في أوروبا، وبين الآراء العامة أو وسائل الإعلام، حيث كان يؤكد أكثر من الآخرين على القضايا البيئية والحفاظ على البيئة، وكان يولي اهتماماً لحقوق جميع البشر وكرامة واحترام مكانة الإنسان، وكان يتحدث كثيراً عن ذلك، وكان ملتزماً أيضاً بالتمسك بهذه الحقوق”.

وتابع السفير الإيراني الأسبق لدى الفاتيكان قائلاً: “كانت طريقة حياته تختلف عن الباباوات الآخرين في الفاتيكان، ولم يقم أبداً في الإقامة البابوية في قصر، بل عاش في فندق خصصه الفاتيكان للضيوف وفي حياته اليومية، كان عادلاً ومتواصلاً مع جميع الفئات الاجتماعية”.

وفيما يخصّ موقف البابا فرنسيس من القضية الفلسطينية، قال: “البابا فرنسيس في إدانته لجرائم إسرائيل، كانت لديه واحدة من أوضح التعبيرات وأشجع المواقف؛ بينما كان يعتبر الاعتراض على الكيان الصهيوني والموقف ضد إسرائيل معاداة للسامية، وتُطرح العديد من القضايا الإعلامية في الفضاء الافتراضي ضد مثل هذه المواقف.”

وأشار إلى زيارة البابا فرنسيس إلى العراق ولقائه مع سماحة آية الله السيستاني، وقال: إن السفر إلى العراق واللقاء مع المرجع الديني سماحة السيد السيستاني كان حدثاً مميزاً ومثيراً للاهتمام. لأنه لو كان أي بابا آخر، فلن يفعل هذا. تمت هذه الرحلة أثناء تفشي فيروس كورونا، والذي اعتبره الكثيرون خطيراً.

وأشار إلى أن قرار البابا كان قراراً شجاعاً ومهماً، موضحاً أن اللقاء مع آية الله السيستاني تمّ في مقر إقامته؛ وهذا على الرغم من أنه لم تكن هناك سابقة على الإطلاق لزيارة البابا لشخصية مسلمة في مقر إقامته.

واختتم سفیر إیران الأسبق لدى الفاتيكان، قائلاً: “كان البابا فرنسيس شخصية معروفة ومحترمة دولياً، وتولى مواقف تقدمية، أي أنه كان يقدّر العدالة وحقوق الإنسان، ويحذّر من مخاطر الحرب، وينتقد علانية مصنعي الأسلحة والمشجعین على الحروب”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل