حديث التقريب.. عشرة الكرامة مناسبة لتوثيق الارتباط بأهل بيت رسول الله (ص)

حديث التقريب.. عشرة الكرامة مناسبة لتوثيق الارتباط بأهل بيت رسول الله (ص)

مناسباتنا في العالم الإسلامي يجب أن تكون مرتبطة بتاريخنا وتراثنـا، لا بتاريخ الغرب وتراثه.. إيران الإسلام سعت لذلك فكان “أسبوع الوحدة” هو أسبوع المولد النبوي الشريف، ويوم الرجل هو يوم مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) و…

بداية نذكر أنّ أهل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، هم عِدل القرآن في مواصلة مسيرة الرسالة الإسلامية. يجمع المسلمون على ذلك استناداً لقول النبي الخاتم: «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً».

صحاح أهل السنة والجماعة وكذلك الكتب الحديثية لدى الشيعة، تستفيض بالحديث عن منزلة أهل البيت وفضائلهم ودورهم في صيانة الرسالة.

ثمة ظروف تاريخية صيّرت من أهل البيت لدى كثير من جاهليهم بأنهم أئمة مذهب خاص دون سائر المذاهب، ويجب أن نتخلّص من هذه النظرة الخاطئة، ونفهم أنهم أئمة المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم، وأن حبهم والتمسك بهم لا يتقصر على مذهب دون مذهب.

العلماء من مختلف المذاهب سَعَوا على مرّ العصور وفي عصرنا الراهن لتبيين هذه الحقيقة، ولابد من مواصلة هذه المساعي، فهي إحدى أهم السبل لتوحيد المسلمين والتقريب بين مذاهبهم.

ومسألة أخرى نذكرها في هذه المقدمة هي أن مناسباتنا في العالم الإسلامي يجب أن تكون مرتبطة بتاريخنا وتراثنـا، لا بتاريخ الغرب وتراثه.. إيران الإسلام سعت لذلك فكان “أسبوع الوحدة” هو أسبوع المولد النبوي الشريف، ويوم الرجل هو يوم مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ويوم المرأة هو يوم مولد فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). ويوم الفتاة هو يوم مولد السيدة فاطمة الملقبة بالمعصومة الراقدة في مدينة قم، وعشرة الكرامة التي نحن بصددها هي الأيام العشرة بين ولادة فاطمة المعصومة و ولادة أخيها الإمام علي بن موسى الرضا، الإمام الثامن من أئمة أهل البيت(ع).

ونحن هذه الأيام في أسبوع الكرامة الممتد من الأول من ذي القعدة حتى الحادي عشر منه (من مولد فاطمة المعصومة إلى مولد أخيها الإمام الرضا).

وعلى الرغم من ظروف الحداد على ضحايا الانفجار المؤلم في ميناء رجائي فإن المدن الإيرانية وكثير من المدن في العالم قد أعدّت برنامجاً حافلا يبدأ بتكريم الفتيات.

وهذا التكريم له مدلوله الكبير في الثقافة الإسلامية. فالفتاة في هذه الثقافة القائمة على سنّة رسول الله(ص) تحظى بكرامة خاصة. وهذه الكرامة تجعل من الفتاة شخصية ذات عزّة وثقة بالنفس، وبذلك تتأهل لأن تكون أمّا تربّي أجيالا مفعمين بالعزّة والكرامة.

وتكون مدرسة تخرّج شعباً طيب الأعراق. وإذا تربّت الفتاة على العزّة والكرامة في إطار الثقافة الإسلامية فإنها لا تشعر حتماً بالدونية أمام حضارة الغرب، ولا تسعى إلى التقليد الأعمى لمظاهر الحضارة الغربية وما يسودها من ابتذال وتميّع وعُري وإثارات جنسية.

وانتهاء هذه العشرة بمولد الإمام علي بن موسى الرضا(ع) له مدلوله الإسلامي الكبير أيضاً، فهذا الإمام وردت أحاديثه في كتب أهل السنة والشيعة على السواء، وحديث سلسلة الذهب قد اشتهر على ألسن المسلمين جميعاً.

ثم قصته مع المأمون وسفره إلى نيشابور والاستقبال الذي واجهه الإمام في طريقه إلى خراسان، ودوره المشهور في حواره مع أصحاب الملل والنحل معروف ومشهور فهو من رواد الحوار مع الآخر، ومن قادة صيانة المسيرة الإسلامية سياسياً وفكرياً وأخلاقياً من الانحراف.

بمناسبة عشرة الكرامة ندعو إلى فهم مدرسة أهل البيت (ع) بمعزل عن الإطار الطائفي. وندعو إلى تكريم الفتيات فإن الكريم من أكرمهنّ، وكرامتهنّ هي كرامة المجتمع الإسلامي والجيل الذي يتربّى في أحضانهنّ. وندعو إلى سيادة روح الحوار مع الآخر وبالتالي ندعو إلى تكون مناسباتنا مرتبطة بثقافتنا وحضارتنا، كما ندعو الى مواجهة المكر الصهيوني والاستكباري الذي يستهدف عزة امتنا وكرامتها فهذه الدعوات الأخلاقية والحضارية تشكل أهم أركان التقريب بين المذاهب الإسلامية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية 

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل