آية الله الأعرافي: الحوزة والمرجعية لا معنى لهما بدون ارتباط وثيق مع الشعب

آية الله الأعرافي: الحوزة والمرجعية لا معنى لهما بدون ارتباط وثيق مع الشعب

أكَّد آية الله الأعرافي أنَّ الحوزة العلمية في قم تمتلك جذورًا تاريخية عميقة، مشيرًا إلى دورها المحوري في نشر العلوم الإسلامية وتخريج العلماء عبر القرون، ومشدّدًا على أنَّ الحوزة والمرجعية لا معنى لهما بدون ارتباط وثيق مع الشعب.

 أكّد آية الله عليرضا الأعرافي، مدير الحوزات العلمية في إيران، على المكانة المتميزة للحوزة العلمية في قم، معتبرًا إياها مؤسسة رائدة قائمة على العلم والخدمة وذات امتداد دولي، تعمل في خدمة المعرفة والفكر والثقافة والشعب.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد اليوم في متحف ملك الوطني في طهران قبيل المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في 7 و8 مايو بمناسبة مرور مئة عام على إعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم.

الحوزة العلمية ومعطياتها الرئيسية

وأوضح سماحته أنَّ “الحوزة العلمية تمتاز بالاعتماد على المعرفة، حيث كانت في الماضي تنتج جميع العلوم العقلية والنقلية والطبيعية، قبل أن تتخصص هذه العلوم وتنفصل عن بعضها”. وأضاف أنَّ “الأخلاق والحكمة العملية والتقاليد العبادية الأصيلة تشكل ركنًا أساسيًا آخر للحوزة، كما أنَّ للعلماء تاريخًا مشرفًا في مجال الحكمة العملية”.

الارتباط الوثيق مع الشعب

وشدّد على أنَّ “الحوزة والمرجعية لا معنى لهما بدون الشعب، حيث يمثل الارتباط الوثيق بين العلماء والناس وحسُّ الخدمة عنصرًا أساسيًا في مسيرة الحوزة”.

السياسة المعتدلة ودور الحوزة

وأشار إلى أنَّ “الحوزة العلمية تمارس سياسة متزنة، وتُعدُّ رائدة في دعم استقلال البلاد الإسلامية والنهضات خلال القرنين الأخيرين في إيران والعراق، وبلغت ذروتها مع انتصار الثورة الإسلامية”.

إيران رائدة في علوم الإسلام والتشيع

وذكر الأعرافي أنَّ “إيران تبنّت معارف الإسلام والتشيع منذ أكثر من ألف عام، وساهمت في إنتاج الفكر الديني”، لافتًا إلى أنَّ “العلماء الإيرانيين كانوا روادًا حتى في الأدب العربي، لغة القرآن، وأنَّ حوزات النجف وبغداد ضمّت دائمًا علماء من إيران”.

إعادة تأسيس الحوزة في ظروف صعبة

وأكد أنَّ “الحوزة العلمية في قم تأسست في ظروف تاريخية صعبة وتحت ضغوط القوى العالمية، حيث أعاد آية الله الحائري تأسيسها عام 1922م بحكمة ووعي”.

التعاون بين الحوزة والجامعة

وأضاف أنَّ “قم كانت مهتمة منذ البدء بالتواصل مع الجامعة، حيث أسس العلامة الطباطبائي والشهيد المطهري التعاون المؤسسي بينهما، وهو ما استمر إلى اليوم”.

الشعب عماد الحوزة

وأكد أنَّ “قم ما كانت لتنشأ لولا دعم الشعب، الذي يمثل الدعامة الرئيسية للحوزة، وقد اعتمد الإمام الخميني (ره) على هذه القوة الكبيرة في قيادته للثورة”.

إنجازات علمية كبيرة

وأشار إلى أنَّ المؤتمر المئوي لإعادة تأسيس الحوزة العلمية – الذي انطلق أعماله قبل عدة سنوات – قد أصدَرَ أكثر من 25 مجلَّدًا بحثيًا من إعداد 300 باحث، بالإضافة إلى 30 نشرة متخصِّصة.

الوثيقة التوجيهية لرجال الدين من قِبَل قائد الثورة

وقال: إنَّ “الحوزة تنتظر إصدار ‘الوثيقة التوجيهية لرجال الدين’ من قبل القائد، والذي سيشكل منعطفا حاسما في التطورات العلمية والدينية”.

كلمات المراجع في المؤتمر

وأعلن أنَّ المؤتمر يشهد مشاركة خمسة من مراجع التقليد (مكارم الشيرازي، نوري الهمداني، سبحاني، وجوادي الآملي) مع إبراز إنجازات الحوزة وتكريم الإمام الخميني والمراجع الكبار.

تطوير أنشطة الحوزة

وطالب مدير الحوزات بـ”السير قدمًا في تطوير الأنشطة العلمية والروحية والأخلاقية والثقافية، مع ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جرأة لتعميق رسالة الحوزة”.

تعليم النساء في الحوزة

وأشار إلى أنَّ “تعليم النساء في العلوم الإسلامية له تاريخ يمتد ألف عام، لكنه تأطر مؤسسيًا في قم خلال الخمسين عامًا الماضية، ويبلغ عدد الطالبات الآن أكثر من 50 ألفًا، مع وجود أكثر من 100 حوزة علمية للنساء خارج إيران”.

مشاريع استراتيجية جديدة

وأكد أنَّ “الحوزة أقرت 20 مشروعًا استراتيجيًا و100 مشروع تطويري، تشمل الفقه المعاصر، والفقه الطبي، والنظام المالي، مع تحديث المناهج وتطوير البحث العلمي عبر إصدار أكثر من 100 مجلة متخصصة”.

الحوزة وتحديات العصر

وأوضح أنَّ “الحوزة تهتم بمتطلبات العصر، وقد ظهرت أبواب جديدة في الفقه، مع إنشاء مراكز بحثية مثل ‘مركز نور للحاسوب’ [بالفارسية: مرکز تحقیقات کامپیوتری علوم اسلامی نو] ومشاريع الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على التراث الديني”.

تمويل الحوزة

وأشار إلى أنَّ “الوقف والوجوهات الشرعية هي المصدر الرئيسي لتمويل الحوزة، مع مساعدة محدودة من الميزانية العامة”.

الحوزة والذكاء الاصطناعي

وأضاف: “إن الحوزة العلمية تدرس تداعيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفقه والأخلاق والفلسفة، وتنفذ عبره مشاريع رقمية لنشر التراث الإسلامي على المنصات الإلكترونية.”

دور الحوزة والجامعة في حل مشاكل المجتمع

وأردف قائلا: “تعمل الحوزة بشكل وثيق مع الجامعات وأصحاب القرار في إنتاج بحوث اقتصادية تطبيقية، كما قامت بتخريج نحو 500 متخصص في الاقتصاد الإسلامي”.

وختم حديثه بالقول: “الحوزة والجامعة يجب أن تكونا في طليعة حل المشاكل المعرفية والمعيشية للناس، مع ضرورة أن تكون الحوزة مسئولة وقادرة على المطالبة بحقوق المجتمع”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل