الجمهورية الاسلامية سعت منذ نشاتها الى توظيف الحج لخدمة قضايا الامة

الجمهورية الاسلامية سعت منذ نشاتها الى توظيف الحج لخدمة قضايا الامة
قال “الشيخ ابراهيم مصطفى البريدي”، وهو امين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، كانت تدعو منذ نشاتها الى توحيد كلمة المسلمين، وبادرت في هذا السياق الى توظيف شعيرة الحج لخدمة قضايا كثيرة، الاسلام اصلا يدعو اليها وهي مبادئنا التي لا نحيد عنها.
وفي حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب بين المذاهب (تنـا)، مع الشيخ البريدي على اعتاب انطلاق موسم الحج الابراهيمي للعام 1446ق، تطرق فضيلته الى بعض الشعائر الواردة في الحج والتي يتعين على كل مسلم اداؤها، بما في ذلك : –

الطواف حول العكبة الذي يمثل تلاحم كل الموجودات في الكون؛ مبينا ان “فريضة الحج تعتبر من أسمى مظاهر الوحدة بين المسلمين، حيث يجتمعون من كافة أنحاء العالم في مكان واحد، ملبين نداء الله.. واننا كامة التوحيد، نعتقد بان الله واحد احد لا شريك له، واي دعوة غير هذا هي خروج عن الحق ومخالفة لناموس الله في خلقه”.

واضاف : لعل ذلك يبرز في الطواف، حيث يجعل المسلمون البيت العتيق الى يسارهم ويدورون حوله سبع مرات، وهو عدد السماوات والارضين، وكل ما في الوجود حتى الخلية والذرة تدور بهذا الاتجاه؛ اذن الطواف يجسد مشاركة لناموس الله في خلقه كله.

وتابع : كما ان العرقية والعصبية والقبلية تغلبها اخوة الاسلام، ومثلها تعدد جنسيات البشر والوانهم ولغاتهم، ولان الله ينظر الى قلوب عبادة فالمسلم يجب ان ينظر الى اخيه بذات النظرة، التي تكفي عن الاسلام والمسلمين كل تفرقة وكل كبرياء.

ونوه الى ضرورة حفظ وصايا الرسول (ص) في حجة الوداع، والتي تتلخص في نبذ الشرك والعصبية، والحكم بالعدل والاحسان ونصرة الضعيف وعدم العودة الى الجاهلية الاولى.

وفي السياق ذاته، تحدث الشيخ البريدي الى خطاب سماحة قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي خلال استقباله، قبل ايام، جمعا من القائمين على شؤون الحج في ايران، قائلا : فيما يخص  خطاب الولي الفقية (مد ظله الوارف)، فالكلام صفة المتكلم، فهو الامير والامين والحافظ لحدود الله والساعي الى وحدة الامة، والداعي الى نصرة قضاياها العادلة.

واضاف : ان الامام الخامنئي يدعو الناس لنصرة القضايا الاسلامية وعلى راسها قضية فلسطين بالصوت وباليد وبالتعاضد، وينوه الى ضرورة تيسير امور زوار بيت الله، باعتبارهم ضيوف الرحمن، وبما يستدعي من القائمين على هذا الامر ان يكرموا ضيوف الله وينصفوهم، ويتعاملوا معهم بانصاف وتيسير حتى يؤدوا مناسكهم على اكمل وجه؛ من غير نظر او تفريق لدولة او عرقية معينة او انتماء معين او لون معين، لان الله ينظر الى القلوب ولا ينظر الى الاجسام ولا الى الجنسيات.

ومضى الى القول : ما الحج الا مناسك على ملة ابينا ابراهيم (عليه السلام)، هو سمانا المسلمين من قبل، وهو من استجاب لله سبحانه وتعالى اوامره حتى في الاقدام على نحر ولده اسماعيل؛ فامر الله للمسلم اولى من صلة القرابة القريبة.

كما اشار الى شعيرة “الاضحية” في اطار مناسك الحج؛ واصفا اياها “فداء في الدنيا عن النفس ومطية لصاحبها على الصراط المستقيم”.

وتابع عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان : الامر الاهم عند شعائر الحج هو محاربة الشيطان ورجمه بالحصى، والاستعاذة  في جميع اصقاع الارض والبعد عن الاهواء والنفس الامارة بالسوء؛ مؤكدا بان هذه هي دعوة سيدنا ابراهيم (عليه السلام)، والتي تلقاها وحيا من ربه سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم بعيدا عن التحريف والتبديل، مشددا على ان “ما يروج له من دعوة الى الدين الابراهيمي الجديد، فهو انحراف مغلف بمطامع يهودية والماسونية العالميه، ونحن نقف بكل قوانا وبكل ما اوتينا من قوة ضد ذلك كله. لان الله يابى لنا ذلك ورسوله والمؤمنون؛ [يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ]، و[مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ].

وعودة الى موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية من قضايا الامة بما في ذلك فريضة الحج، اشار رجل الدين البارز من اهل السنة في لبنان، بان ايران الثورة لطالما دعت الى “توحيد كلمة المسلمين ونبذ الحدود والفوارق، ورص الصفوف في مواجهة الاستكبار العالمي، ونصرة قضايا الامة وحفظ مقدساتها، وبالتالي العودة الى كتاب الله والحكم باياته واقامة حدوده”.

واردف : ان الجمهورية الاسلامية، ومنذ نشاتها مع الامام الخميني (رضوان الله عليه) حتى اليوم، لم تسع سوى الى مدّ اليد لكل مسلم وكل مقهور والى كل مظلوم، وتنادي المسلمين في العالم كله بانها ليست عدوا ولا خصما، بل يربطها بهم حبل الله المتين، “فلا تضعفوه، ان الله نعم المولى ونعم النصير”.

وردا على سؤال حول ما يميز فريضة الحج في هذا العام عن السنوات الماضية؟ وما هو المطلوب من الحجيج فعله في ظل هذه الفوارق؟

لفت امين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان، بان هناك امورا كثيرة بما في ذلك التطورات التي شهدتها المنطقة وخاصة في فلسطين المحتلة، والتي تلقي بضلالها على فريضة الحج لهذا العام؛ وانطلاقا من ذلك دعا حجاج البيت العتيق الى التركيز على الامور التالية خلال ادائهم شعائر هذه الفريضة الالهية :-

اولا – اخبار العالم بان مناسكنا لا تتبدل ولا تتغير لا زمانا ولا مكانا، وسيبقى الحج اكبر تجمع ومنتدى للامة في مكانه هناك في ارض الحرمين وفي زمانه شهر ذي الحجة،
ثانيا – اخبار العالم بان ما تدعون اليه من وحدة الاديان السماوية غير مقبول عندنا وهو امر مرفوض، فلا يمكن ان يجتمع الشرك والتوحيد في قلب مسلم ابدا،

ثالثا – اخبار العالم ان امتنا لا تفرقها الحدود، ولان كان للحدود زمان معين فستعود الارض دولة واحدة يملأها الاسلام بالمهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، عدلا وقسطا بعد ان ملأه الاستكبار العالمي ظلما وجورا وتفريقا،

رابعا – اخبار العالم ان قضايانا قد يضعف نصرها لفترة، ولكنها لن تموت ابدا وستبقى حية الى ذلك اليوم الموعود ان شاء الله،

خامسا – اخبار العالم ان العصبية والعرقية والقومية لن يكون لها اثر في امتنا، وان كان لها نصيب يوما فسيزول ان شاء الله بالامة الواحدة.

وخلص الشيخ البريدي الى القول : اخيرا العدوان الصهيوني وداعموه تعاظم طغيانهم كثيرا واعتداءاتهم على بقاع المسلمين ودولنا الاسلامية والعربية، فلابد من مقاومتهم حتى يخرس لسان الباطل وتعلوا كلمة الله. ويجب ان نبدا بانقاذ ما تبقى ومن تبقى في غزة هاشم وفلسطين الحبيبة ومناصرة الامة ومن عدواننا من التقسيم والتجزئة وجعل اتحادها فيما بينها هدفا يجب الوصول اليه انشاء الله.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل