ضرورة الانتباه إلى مفهوم التوحيد في تعريف وظائف المسجد

ضرورة الانتباه إلى مفهوم التوحيد في تعريف وظائف المسجد

أكد الباحث الايراني في الشؤون الدينية “الشيخ محمد رضا قرائتي” على ضرورة الانتباه إلى مفهوم التوحيد في تعريف وظائف المسجد، موضحاً: “إن المؤسسات التي تدخل المسجد يجب ألا تتعامل معه بطريقة سلطوية أو توجيهية؛ لأن هذه المسألة تؤدي تدريجياً إلى حدوث خلافات بين روّاد المساجد وتوفّر الأرضية لتقليل حضور الناس في المساجد”.

أشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين “محمد رضا قرائتي”، الباحث الايراني في الشؤون الدينية والعضو في مؤسسة “المسجد” العلمية والتعليمية، في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية في معرض شرحه للوظائف الاجتماعية والدور الخاص للمساجد في معالجة الأضرار والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

وقال: “فيما يتعلق بالمسجد، يجب أن نعرف أن المسجد ليس مكاناً تأسيسياً أنشأه الإنسان ليقدم له أداءً معيناً. المسجد، وفقاً لآيات القرآن الكريم، هو بيت أُسس في الأصل للعبادة وذلك لقوله تعالى “إن أول بيت وضع للناس”.”

وأضاف: “يجب أن نعرف ما هي الوظائف التي يمتلكها المسجد، وليس ما يجب أن يمتلكه المسجد من وظائف”.

وأردف قائلاً: “إن الأمور التي يجب أو لا يجب أن تكون في المسجد ليست بيد الإنسان، بل هي تحت تصرف الشريعة الإسلامية، لفهم الوظائف التي يمتلكها المسجد، يجب أن نرجع إلى السيرة والروايات الإسلامية ونتصرف وفقاً للتوجيهات الصادرة بشأن هذه الوظائف”.

واستطرد الباحث الايراني في الشؤون الدينية “الشيخ محمد رضا قرائتي” قائلاً: “إن وظائف المسجد تتبع الأوامر التي صدرت عن الله تعالى ومن ينفذ هذه الأوامر هم أولياء الله، وهم الأنبياء (عليهم السلام) والفقهاء”.

فيما يتعلق بوظائف المساجد، أوضح: “يجب أن نعلم أن هذه الأماكن الإلهية هي ملك لله، ولا يمكن أن تكون لغير الله، وأضاف: “إن ذكر الأئمة (ع) يتم في المساجد، لكن يجب أن يكون هذا الذكر لرضا الله؛ لأن الهدف النهائي ليس الأئمة (ع) بل يجب أن يكون التوجه نحو الله وحده”.

وأكد الشيخ محمد رضا قرائتي: “يجب أن يكون مفهوم التوحيد دائماً حاضراً في وظائف المساجد، كما يجب أن تكون الأمور الاقتصادية في المساجد قائمة على ذكر الله ولله”.

وفيما يخصّ العلاقة بين وظائف المسجد والعمل الاقتصادي، قال: “يجب أن تعمل المساجد على رفاهية الناس بنية تمكينهم من العبادة بشكل جيد لله، فـ المسجد هو مكان لقضاء حوائج الناس، ولكن في الأمور التي توجههم نحو الله”.

وتابع قائلاً: “إن تحويل المساجد اليوم إلى أماكن لممارسة الأعمال لبعض الأفراد ليس صحيحاً؛ يجب أن يتحول المسجد إلى مكان لقضاء حوائج الناس في المنطقة والحي، وليس فقط لبعض الناس بناء على رغبات مسؤولي المسجد”.

واعتبر معالجة الأمور التي تؤدي إلى تلبية احتياجات الناس من وظائف المسجد، وقال: “هذا يعني أن المساجد ومسؤوليها يجب أن يوفروا البيئة اللازمة لتلبية احتياجات منطقتهم وحيهم، وفقًا للروايات الإسلامية، فإن الذين يذهبون إلى المسجد سيحظون بالعديد من النعم مثل الصداقة والألفة مع المؤمنين، والعلم الذي يحتاجه المجتمع”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل