اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الدكتور حميد شهرياري، على أن “بناء الحضارة الإسلامية الحديثة يتطلب تحقيق الوحدة، وذلك عبر التعاون بين عدة محاور مؤثرة داخل العالم الإسلامي”.
وأوضح فضيلته بان “الوصول إلى الحضارة الإسلامية الحديثة لا يمكن أن يتحقق دون تعزيز التفاهم والتكامل بين مكونات الامة”؛ لافتا الى، “ان الإعلام والاتصالات يلعبان دورًا محوريًا في تجسيد هذه الوحدة وإعادة تعريف التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والسياسية”.
وحدد شهرياري 4 محاور رئيسية باعتبارها الركيزة الأساسية للعالم الإسلامي، والتي يتعين عليها بان تتظافر الجهود من اجل تحقيق الأمة الإسلامية الموحدة، وبما يسهم في انطلاق النهضة الفكرية والاجتماعية والسياسية داخل المجتمع.
وعن المحاور الاربعة اشار فضيلته الى التالي : –
1- محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يهدف إلى مواجهة التحديات الخارجية وتعزيز الاستقلال السياسي والفكري للدول الإسلامية في مواجهة التدخلات الخارجية التي سعت عبر التاريخ إلى تقسيم المنطقة،
2- محور الأزهر، والذي يرتكز على مؤسسة الأزهر بقيادة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، ويؤكد على تعزيز الحوار بين المذاهب الإسلامية والدعوة إلى قبول التنوع المذهبي، بما في ذلك الاعتراف بالمذهب الشيعي كاحد المذهب إسلامية الشرعية.
3- المحور السعودي بقيادة رابطة العالم الإسلامي؛ الذي يسعى إلى تبني نهج أكثر انفتاحًا تجاه التقارب الإسلامي، مع نبذ الفكر المتشدد وتعزيز بيئة مستقرة تُمكن الدول الإسلامية من تحقيق مشاريعها الاقتصادية والتنموية الكبرى.
4- المحور التركي-القطري، بقيادة اتحاد علماء المسلمين وشخصيات بارزة مثل الدكتور الشيخ علي القره داغي؛ هذا المحور يستند إلى دعم الأفكار “الإخوانية”، لكنه يحافظ على مسافة من المحاور الأخرى، مما يجعله أقل اندماجًا في مشروع الوحدة الإسلامية الشاملة.
كما اشار الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الى أهمية التعاون بين هذه المحاور الاربعة، قائلا : إن وحدة هذه المحاور ضرورية من أجل تحقيق الأمة الإسلامية الموحدة؛ مبينا ان كل محور يتمتع بنفوذ وتأثير في منطقة معينة، وبالتالي فإن التعاون فيما بينها سيؤدي إلى تحقيق التوازن المطلوب لبناء حضارة إسلامية حديثة تستند إلى القيم الإسلامية الأصيلة.
وفي السياق ذاته، شدد الدكتور شهرياري على اهمية دور الإعلام في تغطية هذه الجهود ونقلها إلى ارض الواقع؛ موضحا، انه “ينبغي بأن تعمل المؤسسات الإعلامية الإسلامية على توضيح أهمية التعاون بين هذه المحاور الأربعة، وإبراز الجهود المبذولة لتعزيز الحوار وتحقيق التكامل بين المذاهب والدول الإسلامية المختلفة”.
وخلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى، ان “الحضارة الإسلامية الحديثة لن تتحقق إلا من خلال التعاون بين جميع الأطراف”؛ داعيا القيادة الفكرية والدينية والإعلامية في الدول الاسلامية الى تبني دور فاعل في تعزيز هذه الرؤية، كما شدد على ضرورة احترام التنوع الثقافي والتوازن بين القيم التقليدية والقيم الحديثة لضمان نهضة إسلامية مستدامة.