أُقيمت صباح الثلاثاء 20 أيار/مايو 2025 مراسم إحياء ذكرى الشهيد آية الله السيّد إبراهيم رئيسي وشهداء الخدمة، وذلك بحضور الإمام الخامنئي في حسينية الإمام الخميني (قده). وأكّد قائد الثورة الإسلامية في كلمته أنّ الشهيد السيّد رئيسي ورفاقه أثبتوا أنّ الثورة الإسلامية تُخرّج رجالًا مضحّين وأكفاء. كما تطرّق سماحته إلى المحادثات النووية، مشيرًا إلى أن تصريح الطرف الأميركي بأنه «لن يسمح لإيران بالتخصيب النووي» تمادِيًا وقحًا. وفي معرض حديثه عن الأوضاع في غزة، لفت الإمام الخامنئي إلى أنّ أدعياء حقوق الإنسان في الغرب هم أنفسهم من يدعمون ارتكاب مجازر بحقّ الأطفال هناك.
التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الثلاثاء) 20/5/2025، عائلات الشهيد رئيسي وسائر شهداء الخدمة، وجمعًا من المسؤولين وعائلات الشهداء، مكرِّمًا ذكرى شهداء حادثة «19/5/2024» الأليمة، الذين ارتقَوا إلى لقاء الله برفقة الشهيد رئيسي، وهم: الشهيد السيد آل هاشم، الشهيد أمير عبد اللهيان، شهداء طاقم المروحية، محافظ آذربيجان الشرقية، وقائد وحدة الحماية.
ورأى الإمام الخامنئي أن الهدف الأساس من تكريم الشهداء وتمجيدهم هو التدبّر واستلهام العبر، وقال في معرض بيانه لخصال الشهيد رئيسي القلبية والقولية والعملية: «لقد كان السيد رئيسي العزيز مصداقًا تامًا لصفات المسؤول في الحكومة الإلهية، إذ خدم الشعب وكرامته وعزته ومكانته بتفانٍ لا يعرف الكلل، وهذه السيرة تُعد درسًا عظيمًا لجميع المسؤولين والشباب وأجيال المستقبل».
وأشار قائد الثورة إلى أن الابتعاد عن نمط الحكم الفرعوني، والسير في مسار الحاكمية الإلهية، يُعدّ معيارًا مهمًا لإدارة البلاد، مؤكدًا أن الشهيد رئيسي كان المصداق التام لهذا النهج.
واستنادًا إلى آيات القرآن الكريم، قال الإمام الخامنئي: «إن من سمات الحاكمية الفرعونية النظرة الفوقية إلى الناس، واستصغارهم، وإلقاء عبء المسؤولية على كاهلهم، وقد كان رئيسي على النقيض تمامًا لهذه السمات، إذ وضع نفسه في صفّ الناس، بل وأحيانًا دونهم، وكان يدير شؤون البلاد بهذه الرؤية».
كما عدّ الإمام الخامنئي توظيف كلّ الطاقات في خدمة عباد الله، والامتناع عن استغلال المنصب السياسي والاجتماعي لأغراض شخصية، من الدروس العظيمة في سيرة الشهيد رئيسي، وأضاف: «الأشخاص الذين يتحلّون بهذه الخصال في النظام الإسلامي ليسوا قلة، غير أن المطلوب هو أن تتحوّل هذه الخصال والدروس إلى ثقافة عامة في المجتمع».
وعدّ الإمام الخامنئي القلبَ والقولَ والعملَ ثلاثة عناصر أساسيّة في التعرّف إلى شخصيّة الإنسان، وقال: «كان رئيسي يمتلك قلبًا خاشعًا وذاكرًا، ولسانًا صريحًا وصادقًا، وعملاً دؤوبًا لا يعرف الكلل».
وأشاد سماحته بما تميّز به الشهيد رئيسي من خشوعٍ ودعاءٍ وتوسّلٍ وأُنسٍ بالله سبحانه، في مختلف مراحل حياته، سواء في المواقع الرسمية أو خارجها، وأضاف: «كان قلبه مفعمًا بالحنان تجاه الناس، ولم يكن يضيق ذرعًا بمطالبهم أو يسيء الظنّ بهم، بل كان منشغل البال دائمًا بأداء مسؤولياته الثقيلة».
ورأى سماحته أنّ لسان الشهيد رئيسي، سواء في الداخل أو على الساحة الدبلوماسية، كان يتّسم بالوضوح والصدق، وأضاف: «كان رئيسي يعبّر عن مواقفه بصراحة، ولم يسمح للعدو أن يتوهّم أو يدّعي أنّه جلب إيران إلى طاولة التفاوض عبر التهديد أو الترغيب أو الخداع».
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّ الهدف الحقيقي للطرف المقابل من الإصرار على التفاوض المباشر هو إضفاء صورة الاستسلام على موقف إيران، وقال: «الشهيد رئيسي لم يمنحهم هذه الفرصة. بالطبع، كانت المفاوضات غير المباشرة قائمة في عهده – كما هي الحال الآن – لكنها لم تفضِ إلى نتيجة، ولا نظنّ أنها ستفضي؛ لا ندري ما الذي سيحدث».
كما وجّه الإمام الخامنئي تحذيرًا للطرف الأميركي من إطلاق التصريحات العبثية، مؤكّدًا: «إنّ قول الأميركيين إنهم لا يسمحون لإيران بالتخصيب النووي، كلامٌ فيه تمادٍ وقح، فلا أحد في البلاد ينتظر إذن هذا الطرف أو ذاك، والجمهورية الإسلامية ستواصل نهجها وسياستها الخاصة».
وأشار الإمام الخامنئي إلى إصرار الأميركيين وبعض الغربيين على وقف التخصيب النووي في إيران، وقال: «سأوضح للشعب، في مناسبة لاحقة، ما هي النيّة الحقيقية والهدف الكامن خلف هذا الإصرار».
وأشاد سماحته بصراحة الشهيد رئيسي وصدقه، قائلاً: «لفهم أهمية هذا السلوك، ينبغي مقارنته بأكاذيب مسؤولي بعض الدول الغربية الذين يصمّون آذان العالم بصراخهم عن السلام وحقوق الإنسان، في حين يُغمضون أعينهم عن استشهاد أكثر من عشرين ألف طفل مظلوم في غزة، بل ويدعمون المجرمين أيضًا».
وعدّ الإمام الخامنئي تميّز الشهيد رئيسي في ميدان العمل والإنجاز جانبًا آخر من خصاله، وقال: «كان رئيسي مثالاً في العمل المتواصل، لا يعرف الكلل، ولا يميّز بين الليل والنهار حين يتعلّق الأمر بخدمة الناس والعمل النوعي».
وأثنى سماحته على الخدمات المباشرة والملموسة التي قدّمها الشهيد رئيسي، مثل جرّ المياه، وشقّ الطرق، وتوفير فرص العمل، وتشغيل المعامل المتوقفة، واستكمال المشاريع المتعثّرة، وأضاف: «لقد خدم سماحته كذلك في مجال الكرامة والعزّة الوطنية، ورفع مكانة الشعب الإيراني».
وأشار قائد الثورة إلى تقارير المراكز المالية الدولية التي رصدت ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي في إيران من قرابة الصفر في بداية الحكومة الثالثة عشرة إلى نحو 5% في نهايتها، واصفًا ذلك بأنه مدعاة للفخر والعزّة الوطنية، ودليل على تقدّم البلاد، ثم تابع قائلًا: «يُعدّ رفع القرآن أو صورة الشهيد سليماني في الجمعية العامة للأمم المتحدة من جملة الخطوات التي عزّز بها رئيسي مكانة الشعب الإيراني».