عمل الإمام الجواد (ع) على نشر الرسالة الاسلامية عقيدةً وفكراً وفقهاً وسياسيةً، ولقدراته في التأثير على الآخر عبر المناظرات والحوارات مع العلماء والفقهاء والقضاة وغيرهم بما آتاه الله من العلم انتشرت تعاليمه وربى الأمة التي تعشق المثل العليا، والمبادئ السامية، والتصدي للمنكر والحكم الجائر.
ومسؤولية العمل وخدمة الإنسانية مسؤولية عظيمة وكبيرة يضحي من أجلها الخيرين، لأنها تحمل منهج التغيير المطلوب لمستقبل أفضل للبشرية وابعادها عن آلامها ومعاناتها والمصائب والحروب التي تمر عليها وهي في تكاثر.
هذه المسؤولية وأتعابها الكثيرة وأخطارها المتعددة وتحدياتها الضخمة تبقى أمانة الناس بعنق المتصدي لها.
والأمة تحتاج الى من يرفع مستوى تعليمها ووعيها ووضوحها لما يجري من أحداث، إضافة الى انجاز الخطط الناجحة في تحقيق الخدمات المطلوبة لنموها وتطورها، والعيش بأمان وسلام وتوفر مجالات العمل المطلوبة والسكن الملائم.
يروى عن الإمام محمد الجواد (ع) قوله: “الأيّام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة”.
يفهم من هذا النص الدعوة الى الصبر الإيجابي وعدم اليأس والتحمل للصمود على المصائب التي تمر بها الإنسانية في صراعات غير واقعية! شعاراتها تختلف تماماً عن واقع ما يجري، بعيداً عن حقوق الانسان وقيمها.
ان تقادمُ الأيام وتقلب الظروف والمواقع ستكشف الأسرار والتي أعلنت انتصارات أو انجازات ما هي إلا أكاذيب لتضليل الرأي العام.
هذا التحذير من الإمام(ع) للجميع للاهتمام بان يحفظوا الأمانة ويؤدوها كما يجب عليهم من واجبات وفق النزاهة والإخلاص، وان يعملوا بصدق كما يصرحون به، فان التاريخ لا يرحمهم، وكذلك حساب الله عز وجل العسير لهم، وستكون المساءلة الصعبة للذين خدعوا الناس بالفساد بأنواعه، وباستخدام شعارات مزيفة، والتي هي في الأحرى إساءة للكرامة والاخلاق والأمانة التي تعهد بها الانسان في عمله.
وعمل الإمام الجواد (ع) على نشر الرسالة الاسلامية عقيدةً وفكراً وفقهاً وسياسيةً، ولقدراته في التأثير على الآخر عبر المناظرات والحوارات مع العلماء والفقهاء والقضاة وغيرهم بما آتاه الله من العلم انتشرت تعاليمه، وربى الأمة التي تعشق المثل العليا، والمبادئ السامية، والتصدي للمنكر والحكم الجائر.
وأصبح الإمام الجواد (ع) ضحية لتبنيه كشف حقيقة الحاكمين، ولكنه بقى إماماً عالِماً عَلَماً رائداً عبر التاريخ، والدليل المشاركة المليونية السنوية لمحبيه في ذكرى شهادته طيلة إل 14 قرن الماضية.
كان الخليفة العباسي المعتصم يرصد نشاطاته وتأثيره في المجتمع، فخاف على ملكه وقرر قتل الإمام(ع) بالسم عن طريق زوجته أم الفضل وهي بنت المأمون، فاستشهد الإمام الجواد (ع) مسموماً في أواخر شهر ذي القعدة عام 220 هجري عن عمر ناهز 25 عاماً (195-220 هجري، 811- 835 ميلادي).
الإمام الشهيد محمد بن علي الجواد (ع) هو ابن الإمام الشهيد علي بن موسى الرضا (ع) وجده الإمام الشهيد موسى بن جعفر الكاظم (ع)، وهو والد الإمام الشهيد علي الهادي (ع)، وجد الإمام المهدي (ع).
نستذكر في ذكرى شهادته عدداً من حكمه التي وعى عليها الأمة للالتزام بها:
– يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم.
– العُلماء غُرباءٌ لِكَثرةِ الجُهَّال بَينهُم.
– من عمل على غير علم كأن ما يُفسِد أكثَرَ مما يصلح.
– من أطاع هواه أعطى عدوه مناه.
– لا تكن ولي الله في العلانية عدوّاً له في السر.
– العَامِل بالظلمِ، والمُعينُ عليهِ، والراضِي بهِ، شُرَكَاءٌ.
سلام على الأمام محمد الجواد (ع) يوم ولد ويوم استشهد ويوم يولد حياً منتصراً بما قدمه لنصرة الحق.