طريق الإمام الحسين (عليه السلام) صعب مستصعب لا يحتمله الا من امتحن الله قلبه للإيمان. فعن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أنه قَالَ: “إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُنِيرَةٌ أَوْ قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ أَوْ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِيثَاقَ كَمَا أَخَذَ عَلَى بَنِي آدَمَ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ فَمَنْ وَفَى لَنَا وَفَى اللَّهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَمَنْ أَبْغَضَنَا وَلَمْ يُؤَدِّ إِلَيْنَا حَقَّنَا فَفِي النَّارِ خَالِداً مُخَلَّدا”([1]).
مواصفات طريق الإمام الحسين (عليه السلام):
– طريق الإمام الحسين (عليه السلام) شديد الوطأة وعر المسالك: “من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى” ([2]).
– طريق الإمام الحسين(عليه السلام) ثقيل المؤونة على النفس في الدنيا وخفيفها في الآخرة: ﴿الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾([3])، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا﴾([4]).
– طريق الإمام الحسين(عليه السلام) هو طريق ابتغاء مرضاة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين﴾([5]).
– طريق الإمام الحسين(عليه السلام) هو طريق القيم والتقرب إلى الله وابتغاء ثوابه: “وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله وأبي علي بن أبي طالب، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين”([6]).
مواصفات طريق يزيد وأشباهه(لعنهم الله):
– طريق يزيد(لعنه الله) خفيف تبتهج له النفس وتبشّ.
– طريق يزيد (لعنه الله) هو طريق المتاع والشهوات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث.
– طريق يزيد (لعنه الله) هو طريق الغرق في بحار الذنوب والمعاصي.
– طريق يزيد (لعنه الله) هو طريق الظلم والفساد والجرائم: فقد كان يزيد (لعنه الله) متهتكاً في معاصيه ومباذله وهواياته لا يأبه بأحكام الله وحدوده تعالى، ولا يقيم لها وزناً، وتلك هي سير أبيه من قبله، فكان يقول له: “يا بني ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسيء بك صديقك” وكان يزيد أول من أظهر شرب الخمر والانصراف إلى الغناء والصيد واتخاذ الغلمان واللعب بالقرود،، وكان يُلبس كلاب الصيد أساور وحُللاً من ذهب ويهب لكل كلب عبداً يخدمه وفيه قال زياد بن أبيه لمعاوية عندما طلب إليه أخذ بيعة المسلمين في البصرة لولده: “فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبّغ، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف”([7]).
* من كتاب: نداء عاشوراء – معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
([1]) الكافي، ج 1، ص 471.
([2]) رحلة الشهادة، 34.
([3]) القرآن الكريم، سورة الأعراف: 8.
([4]) القرآن الكريم، سورة مريم: 105.
([5]) القرآن الكريم، سورة الرعد: 82.
([6]) رحلة الشهادة، ص 23.
([7]) رحلة الشهادة، ص9.