قال عضو هيئة التدريس بجامعة العلوم والمعارف القرآنية: “إن الإمام الحسين (ع) في المرحلة الحساسة من النضال إستند إلى الآية 71 من سورة يونس المباركة، وعند المواجهة النهائية يوم عاشوراء، إستند إلى آيات القرآن المتعلقة بتثبيت الإيمان والثبات على طريق الحق”.
وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين “السيد محمد إسماعيلي”، العضو في هيئة التدريس في جامعة العلوم والمعارف القرآنية في إیران في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية، في معرض توضيحه كيف استند الإمام الحسين (ع) إلى آيات من القرآن الكريم خلال نهضته، ليُظهر كيف أن واقعة عاشوراء كانت تجلياً لتعاليم القرآن.
وذكر في مستهل حديثه عن الإستنادات القرآنية للإمام الحسين (ع)، إلى الحديث النبوي الشريف “إِنِّی تَارِک فِیکمُ الثَّقَلَینِ مَا إِنْ تَمَسَّکتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا کتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیتِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یفْتَرِقَا حَتَّى یرِدَا عَلَی الْحَوْضَ”.
وقال: “فضلاً عن ذلك، هناك روايات عديدة في المصادر الإسلامية تؤكد حقانية أهل البيت (ع) وخلافتهم الشرعية للنبي (ص)، سواء في مصادر أهل السنة أو في مصادر الشيعة، ومن بينها روايات مهمة حول الإمام الحسين (ع)، منها قول النبي (ص) “حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ”.
وأضاف: “كانت حياة الإمام الحسين (ع) مستمدة ومبنية على القرآن الكريم، وسيرته ونهجه وتفاصيل وأهداف ثورته كلها اعتمدت على آيات وتعاليم القرآن، فعندما ندرس حركة وثورة الإمام الثالث للشيعة، ندرك أن شخصيته وأفعاله تشكلت على أساس مبادئ وتعاليم القرآن.”
وأردف حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد إسماعيلي، قائلاً: “كانت ثورة الإمام الحسين (ع) المظهر الحقيقي لآيات القرآن الكريم، فـ حين وقف في وجه الظلم ورفض الذل، علّم البشرية دروساً عالميةً في المقاومة والثبات، وكل خطوة خطاها في طريق كربلاء كتبت فصولاً من ملحمة خالدة؛ ملحمة أصبحت اليوم مصدر إلهام لكل أحرار العالم.”
وأكدّ العضو في هيئة التدريس في جامعة العلوم والمعارف للقرآن الكريم في إیران بأن واقعة عاشوراء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مصباح دائم يضيء الطريق لكل من يسعى إلى الحقيقة والعدالة.
وأشار إلى الآيات القرآنية التي انطلق منها الإمام الحسين (ع) موضحاً: “عندما كان الإمام الحسين (ع) في المدينة المنورة، جاء مندوب “يزيد بن معاوية” وأخبره عليه إما أن يبايع أو يُقتل. فأجاب الإمام (ع) بأن الله قد طهّر أهل البيت (ع) من كل رجس ودنس، وأن هذه البيعة نوع من الرجس والدنس والظلم، وأنه لن يرضخ لهذا الظلم والعار، ويُعدّ هذا القول من الإمام الحسين (ع) مصداقًا واضحًا للآية ٣٣ من سورة الأحزاب المباركة، حيث قال تعالى “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”.”
واستطرد قائلاً: “عندما خرج الإمام (ع) من المدينة المنورة، تلا الآية ٢١ من سورة القصص المباركة “فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”، أي أن موسى(ع) خرج من مدينة مصر خائفًا يترقب، وقال ربِّ نجني من القوم الظالمين.”
وأوضح بأن تلاوة هذه الآية تدلّ على أن الإمام الحسين (ع) كان يسير في طريق الحق والعدالة مثلما فعل النبي موسى (ع)، ويدعو أتباعه وأنصاره إلى نفس طريق العدل وطلب الحق.