ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نص الحوار الذي أجراه مع رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية السيد إبراهيم الأمين حول أبعاد الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني وحلفاؤه على جمهورية إيران الإسلاميّة، ويقول أنّ أمريكا اعتدت على إيران لإنقاذ “إسرائيل”، وأنّ «التلاحم الداخلي» مفتاح انتصار إيران في الحرب المفروضة عليها.
شنّ الكيان الصهيوني، بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، هجومًا عسكريًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في وقتٍ كانت فيه طهران وواشنطن منخرطتين في مفاوضات غير مباشرة حول الملف النووي. فما الأسباب والدوافع التي جعلت الصهاينة يقدمون على هذا الهجوم المباشر ضد إيران في هذا التوقيت بالذات؟
لا يحتاج الأمر إلى كثيرٍ من الشرح، إذ لا يمكن فصل الأهداف الأمريكية عن الإسرائيلية، ولا عن أهداف الغرب عمومًا. فاستراتيجية الإخضاع المعتمدة حاليًّا في المنطقة تتطلّب توجيه ضربة كبيرة إلى مركز الثقل في المحور المواجه لهم. وبما أن القضية الفلسطينية لا تزال تشكّل مفتاحًا أساسيًّا لكل المسائل العالقة في غربي آسيا، ولها تأثيرها الكبير على واقع العالم الإسلامي، فإن التحالف الأمريكي – الإسرائيلي يرى في إيران مصدر خطرٍ رئيسي، ليس بسبب موقفها السياسي الداعم لتحرير فلسطين، بل لأنها منخرطة بنحو مباشر في إدارة جبهة واسعة تمتد على طول العالمين العربي والإسلامي، وتضمّ قوى تقاتل فعليًّا على الأرض، في فلسطين ولبنان.
في ما يتعلّق بالمشروع الأمريكي – الإسرائيلي، الذي اتخذ منحًى مختلفًا بعد عملية «طوفان الأقصى»، فإن المواجهة لا تُختزل بساحة واحدة أو جهة محددة. إذ يدرك حقيقة وجود ترابط بين مختلف الساحات التي تنخرط في مقاومة الاحتلال والهيمنة. وهم يرون أن الحرب المتواصلة منذ نحو عامين قد حقّقت نجاحات لهم في فلسطين ولبنان وسوريا. ومع ذلك، يعتقدون أن هذه الإنجازات تبقى غير كافية ما لم تُوجَّه ضربة مباشرة إلى مركز المحور. ومن هذا المنطلق، فإن الهدف الحقيقي لا يقتصر على استهداف القدرات البشرية أو العسكرية أو حتى النووية، بل إن المشروع يستهدف أولاً وأخيراً إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية القائم في إيران.
إن ربط الهجوم بملف المفاوضات لا يغيّر شيئًا من حقيقة الأمر، لأن الإدارة الأمريكية الحالية، ومنذ دخولها مسار التفاوض مع إيران، أعلنت بوضوح أنها تسعى إلى السلام، لكن من موقع القوة. وخلال المفاوضات، كان هدفها اختبار مدى استعداد إيران للتنازل أو الاستسلام الطوعي. وحين أيقنت أن الأمور لا تسير على هذا النحو، أعطت الضوء الأخضر لـ”إسرائيل” لتنفيذ خطّتها. ومن الواضح أن إدارة ترامب، حين تبنّت المشروع الإسرائيلي، كانت تنطلق من تقدير مفاده أن بإمكان “إسرائيل” تنفيذ عمل ضخم من شأنه فتح الباب أمام عملية إسقاط سريعة للنظام في إيران. لكنّ مجريات الأحداث جاءت على خلاف تلك التقديرات.
دأب كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني على وصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالعدوّ الأول والأخطر لهم، سواء على مستوى المنطقة أو على صعيد العالم بأسره، كما يتضح من تصريحات كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتزوغ أخيرًا. فما الذي يدفع الكيان المؤقت إلى هذا الموقف تجاه إيران؟ وما هي القضايا التي أسّست لهذه النظرة العدائية؟
إن موقف “إسرائيل” من إيران ليس بالأمر المستجد؛ بل لعلّها الدولة الوحيدة في العالم التي تعلن بوضوح من تعدّهم أعداء لها، من دون مواربة. وهي تدرك تمامًا حجم الخسارة التي لحقت بها عقب سقوط نظام الشاه، الذي كان حليفًا متقدمًا لـ”إسرائيل” حتى قبل أن يكون لديها أي علاقات مع الدول الأخرى في المنطقة.
بالنسبة إلى “إسرائيل”، فإن الجمهورية الإسلامية لعبت دورًا محوريًّا في دعم حركات المقاومة التي تقف في مواجهتها، وقد شكّل هذا الدعم حافزًا أساسيًا لتحوّل ساحات دول الطوق إلى بيئات نشطة تتفاعل مع فكرة المقاومة وتتبنّى مشروعها. وما تحقّق في لبنان وفلسطين خلال العقود الثلاثة الماضية، وصولًا إلى عملية «طوفان الأقصى»، تعزوه “إسرائيل” بكامل تفاصيله إلى إيران. أي أن “إسرائيل” ترى أن تطوّر قدرات قوى المقاومة لم يكن ممكنًا لولا الدعم الإيراني المباشر.
أمر آخر يردده المفكرون في الكيان، وهو أن المشكلة مع إيران أنها دولة لا تريد إقامة علاقات بأي حال من الأحوال. يعني أن “إسرائيل” تتصرف على أساس أن موقف إيران الداعي إلى إزالة “إسرائيل” هو أساس العداء. حتى في الحالات التي لا يصرّح فيها المسؤولون الإيرانيون برغبتهم في القضاء على اليهود كجماعة بشرية، أو حتى عندما تطرح إيران مبادرات سياسية تدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين، ومغادرة المهاجرين اليهود، تمهيدًا لإجراء استفتاء يشمل جميع سكان فلسطين التاريخية، فإن “إسرائيل” ترى في هذا الطرح تهديدًا بالغًا، لأنه يقوّض بصورة نهائية شرعية كيانها القائم على الأساس اليهودي العنصري.
عقب العدوان الصهيوني على السيادة الإيرانية، أطلقت القوات المسلّحة الإيرانية على الفور عملية «الوعد الصادق 3» في إطار حقّها المشروع في الدفاع عن النفس. كيف تُقيَّم نتائج هذه العملية؟
من الواضح أنه خلال الساعات الـ36 الأولى عقب اندلاع العدوان، كان الجميع يترقب تأثير ما يحدث على المستوى القيادي السياسي والعسكري في إيران. إذ راهنت “إسرائيل” على انهيار النظام، مما يمنع طهران من القيام بردّ جدي. ولكن الساعات اللاحقة كشفت أن القيادات المركزية في إيران، سواء السياسية أو العسكرية، استوعبت الصدمة بسرعة وكفاءة، وانطلقت في تنفيذ برنامج رد مدروس بدا واضحًا مع مرور الوقت أنه جزء من خطة، وليس مجرد رد فعل عشوائي. وربما هذا ما أثار قلق العدو أكثر، فعندما أدرك أن العدوان لم يشل قدرة القيادة والتحكم في إيران، وأن القدرات لا تزال كبيرة وتضمّ مفاجآت، بدأ العدو يبحث عن بدائل أخرى، سواء كانت عسكرية أو سياسية.
جاء الرد الإيراني ليؤكد من جديد أن “إسرائيل” لا تستطيع الصمود دون نظام حماية متكامل، توفره الولايات المتحدة وبقية الحلفاء. فبحسب تقديراتهم، فإن نحو 80% من عمليات الاعتراض نفذها حلفاء “إسرائيل”. فكيف سيكون الحال لولا وجود منظومة الحماية الممتدة من حدود ظهران وحتى قلب الكيان؟
في الساعات الأولى من الهجوم، حاول الكيان الصهيوني اغتيال عدد من قادة إيران. ومع ذلك، سارع القائد الأعلى للقوات المسلحة، الإمام الخامنئي، إلى تعيين خلفاء لهؤلاء القادة الشهداء بسرعة فائقة. فما الرسالة التي أراد هذا الإجراء أن يوجهها إلى العدو؟ وكيف يمكن تقييم تأثيره على مسار قيادة الحرب؟
لقد مررنا بتجربة مماثلة في لبنان، حيث كان لاغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله وعدد كبير من قادة حزب الله الأثر الكبير على مجريات الحرب. في لبنان، كان العدو يراهن على أن مثل هذه الاغتيالات سوف تجعل حزباً سياسياً أو عسكرياً في حالة انهيار، لكنّ الوقائع أثبتت لاحقًا قدرة المقاومة على تجاوز هذه الكارثة. يبدو أن العدو ليس لديه نماذج أخرى للعمل، إذ كرر في إيران ما فعله في لبنان، معتمداً على خطة استخباراتية ضخمة تهدف إلى توجيه ضربة كيان النظام في إيران، وإلى إحداث بلبلة قد تُمهّد لمشروع إسقاط النظام.
كان العدو يعتقد أن توجيه الضربة القاضية يتمثل باغتيال المرشد السيد علي الخامنئي، بالإضافة إلى استهداف القيادة المركزية للدولة، بما في ذلك رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الأمن القومي والقيادات العسكرية العليا، بهدف خلق فراغ سلطة كبير. ويُفترض أن ضرب العدو لمركز القيادة والتحكم يسهل تنفيذ خطة تخريبية تقوم على إشاعة الفوضى، والعمل مع مجموعات داخلية تسعى لإسقاط النظام، تمهيدًا لإطلاق برنامج فوضى شاملة ومحاولة فرض انقلاب على السلطة. وربما كان العدو يفكر في التعاون مع الولايات المتحدة ودول مجاورة لإيران، لإدخال مجموعات واسعة من أعداء النظام إلى الداخل، لتحقيق الهدف المركزي، تمامًا كما حدث في سوريا.
مشكلة الكيان أنه يعتمد، كما الأمريكيون، على نظرة أحادية وخارجية لا تغوص في تفاصيل المشهد الداخلي. لقد رصد أعداء إيران، عبر مختلف موجات المعارضة الداخلية، والأصوات التي تعارض بعض سياسات الحكومة، أو حتى تلك التي تطالب بفصل النظام الإسلامي، لكن هؤلاء تجاهلوا العنصر المركزي المرتبط بالهوية القومية للشعب الإيراني. ولم يكن في الحسبان أن يتمكّن السيد الخامنئي من ابتكار «خلطة سحرية» تمزج بين القومية الإيرانية والوعاء الإسلامي. وهذه الخلطة تجسدت في تضامن داخلي، شعر فيه الإيرانيون أن بلدهم هو هدف العدوان، لا النظام فقط، وأن ما يسعى العدو لتدميره ليس مقدرات النظام، بل مقدرات الشعب الإيراني بأسره.
وأن تفكيك الدولة وخلق الفوضى لا يستهدفان فقط قاعدة النظام، بل يضربان وحدة المجتمع الإيراني بأكمله. ولذلك، وجد العدو، ومعه أمريكا والغرب، أنفسهم في حالة صدمة أمام موجة التضامن الداخلي التي تجسدت في خروج رموز وناشطين معارضين للحكومة يعلنون بأن السيد الخامنئي هو قائدهم، وليس مجرد قائد لأنصار النظام فقط. حتى التيار الإصلاحي، الذي كان يظهر حماسة لحل سياسي مع الغرب بقيادة أمريكا، تصرف كما لو أن هذه الحرب أيقظته، فاستوعب أن رأس إيران هو الهدف الحقيقي، وأنه لا يمكن مواصلة السير مع هذه المجموعة من البشر بالنهج السابق المتبع.
خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، تصاعدت تهديدات أمريكا، الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني، إلى ذروتها، حيث طالب ترامب بإجبار إيران على الاستسلام غير المشروط. لكن قائد الثورة الإسلاميّة وصف الشعب الإيراني بأنه شعب لا يُقهَر. برأيكم، كيف ساهم هذا الخطاب، مع التأكيد على دور الشعب، في تحقيق إيران لليد العليا في ساحة المعركة؟
كان الطلب الأمريكي للاستسلام غير المشروط للحكومة الإيرانية مرتبطًا بالموجة الأولى من العدوان. وبات واضحًا أن التفاهم بين واشنطن وتل أبيب شمل كل تفاصيل هذا العدوانية. كان ترامب نفسه يعتقد أن الأهداف تتحقق، ولذلك إن هدف إسقاط النظام بات وشيكاً، ولذلك اعتبر خلال الأيام الأولى أن وضع النظام صعب إلى درجة أن هناك من سيدعو للاستسلام والسير وفق الشروط الأمريكية. ولكن بعد استعادة إيران زمام المبادرة، وإعلان المرشد موقفًا سياسيًا حاسمًا بعدم الخضوع، ثم تطور برنامج عمليات «الوعد الصادق»، حدث تعديل جوهري في الدعاية الأمريكية والإسرائيلية، إذ بدأنا نسمع تأكيدات بأن العدوان لا يستهدف إسقاط النظام، ثم التبجح بالقول إنه كان بإمكانهم استهداف قائد إيران لكنهم لم يفعلوا، ثم ادعاء أن الهدف كان فقط المنشآت النووية والقدرات الصاروخية. علماً أن “إسرائيل”، عندما تلقت الموجات الأولى من القصف الصاروخي، أدركت أن تورطها في ضرب أهداف مدنية قد يُفضي إلى رد قاسٍ على منشآتها المدنية، فبادرت إلى إدخال تعديلات جوهرية، وتعديل قواعد الاشتباك، حيث حصرّت المواجهة في الأهداف الإستراتيجية. علمًا أنّ “إسرائيل” لا تكترث للمدنيين، ولذلك سقط عدد من الشهداء المدنيين عمدًا. في المقابل، كان الرد الإيراني موجهاً أساسًا نحو مراكز عسكرية وأمنية وبحثية مرتبطة بإدارة العدوان.
عمليًا، جاءت إدارة عمليات الرد متناسقة بقوة مع الموقف السياسي الذي عبّر عنه المرشد، مما أعطى للدفاع الإيراني بُعدَه الوطني من جهة، وقيمته في الميدان من جهة ثانية. هذا التناغم دفع الأمريكيين إلى إدخال تعديلات جوهرية على برنامجهم. ومن خلال اطلاعي، بدا أن إدارة ترامب أدركت أن إطالة أمد الحرب لن يُحدث تغييرًا جوهريًا في الوقائع السياسية أو الميدانية، بينما ستتعرض “إسرائيل” لحرب استنزاف طويلة. لذا، سارع ترامب إلى توجيه الضربات نحو مراكز النشاط النووي، وأعلن فور انتهاء العدوان توقف الحرب. أما “إسرائيل”، فلم توافق على وقف القتال بناءً على طلب أمريكي فقط، بل شعرت بأن استمرار الحرب لم يعد يخدم مصالحها، وأن الوقت صار في صالح إيران. ولهذا خرجت أصوات إسرائيلية تدعو إلى وقف الحرب فورًا تحت شعار «حماية الإنجازات» التي تحققت.
أشاد قائد الثورة الإسلاميّة بوحدة الشعب الإيراني ودعمه القوي للقوات المسلحة، ثم حضر مراسم عزاء ليلة عاشوراء الحسينية في حسينية الإمام الخميني بين عامة الشعب. ما تحليلك لهذه الخطوة في سياق الحرب النفسية بعد توقف القتال؟ وما تأثير هذه الخطوة على المستويين السياسي والعسكري؟
التاريخ يعلمنا جميعًا أن دور القائد في الحروب الوطنية له التأثير الأكبر. فالدول التي تعيش حالة ثورة واستنفار مستمر بسبب نشاط أعدائها تحتاج إلى قائد قادر على تحقيق التوازن الدقيق بين متطلبات المواجهة الخارجية وبين متطلبات صمود البلاد داخليًا. وأعتقد أن السيد الخامنئي قدم تجربة واضحة تُبرز أبعاد الدور المحوري للقائد في لحظة الحرب الكبرى. صحيح أن السيّد كان هدفًا مباشرًا للعدوان، وكان موضع رصد مستمر من أجل اغتياله، لكن هذا لم يكن أمرًا منفصلًا عن إدارة المعركة، بل كان في صلبها. فقد كان يدرك أن موقعه ودوره وموقفه لهما التأثير الأكبر في مسار المواجهة. كان السيد الخامنئي من سهّل عملية تسليم القيادة العسكرية والأمنية إلى شخصيات جديدة حلّت محل الشهداء، كما كان يصبغ الموقف السياسي بإطار عام واضح يجعل الشعب في حالة وعي مستمر لما يجري، ويضع أعداء إيران أمام حقيقة المواجهة التي يخوضونها. بالإضافة إلى ذلك، نجح المرشد خلال العقود الأربعة الماضية في بناء شخصية قيادية متجذرة بعمق في الشعب الإيراني، ومتلاصقة بأنصار إيران في المنطقة والعالم. ذلك أنّه، ومنذ زمن بعيد، لم يشهد نشاط جماهيري وإعلامي من أنصار المرجعية دعمًا مكثفًا كهذا، وهو أمر لاحظه أعداء إيران بوضوح. لقد جعل هذا الواقع الأمريكيين، خصوصًا، يتصرفون بناءً على معطيات جديدة، فكان من الواضح تغير موقفهم. حتى في داخل الكيان الصهيوني، ثمّة من خرجوا معلنين أن المواجهة أكدت لهم أن السيد الخامنئي هو القائد الحقيقي لإيران، وهو استنتاج بالغ الأهمية، لأن ما كان يروّج له أعداء إيران بأن المرجعية باتت في مكان، والدولة في مكان آخر. أما رد فعل الجمهور عند ظهور المرشد علنًا لأول مرة في المجلس العاشورائي، فلم يكن محصورًا فقط على الحاضرين، بل انتشر بسرعة بين ملايين الناس الذين كانوا يترقبون هذه اللحظة. مثل هذا الظهور شكّل علامة تحدٍ واضحة، وأرسل رسالة قوية بأن قاعدة النظام في إيران وخارجها كانت تنتظر هذه اللحظة لتؤكد لأعداء إيران أن الأمور لا تسير وفق ما يشتهون.
لا شك أن الجميع تحدث عن الأنشودة التي طلب المرشد من قارئ العزاء أن يتلوها، والتي احتوت على رسالة تقدير صادقة من المرشد إلى الشعب الإيراني، بكافة أطيافه السياسية، على موقفه من الحكم خلال فترة العدوان. وربما كان المرشد يقصد من خلالها توجيه رسالة إلى الإيرانيين وأصدقائهم، بل وحتى أعدائهم، مفادها أن هناك العديد من عناصر القوة التي تسمح بالحديث عن شعور قومي-إسلامي عميق يسود المجتمع الإيراني. كما أضافت هذه الأنشودة بُعدًا معنويًا يرتبط بمناسبة عاشوراء، لا يقتصر على الدفاع عن الحق فقط، بل يتعداه إلى الاستعداد للتضحية والفداء في سبيل هذا الحق.