أكد رئيس اللجنة المركزية للاحتفال بأسبوع الوحدة على ضرورة الاستفادة القصوى من مناسبة الذكرى 1500 لميلاد النبي (ص)، وقال: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، العالم متعطش للعدالة والروحانية والأخلاق المحمدية، ويجب استغلال هذه الفرصة التاريخية للتعریف بالسيرة النبوية.
وعُقد الاجتماع الثاني للجنة المركزية للاحتفال بأسبوع الوحدة وإحياء الذكرى 1500 لميلاد النبي الأعظم (ص) بحضور “حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسن أختري”، رئيس اللجنة، ورؤساء المراكز الإسلامية الكبرى في البلاد، وعدد من الشخصيات المتخصصة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية صباح أمس الثلاثاء 5 أغسطس 2025 في المكتب المركزي للمجلس التنسيقي للدعاية الإسلامية بالعاصمة الايرانية طهران.
وأشار الشيخ محمد حسن أختري، رئيس اللجنة المركزية للاحتفال بأسبوع الوحدة خلال الكلمة التي ألقاها في هذا الاجتماع إلى الأهمية التاريخية والاستراتيجية لأسبوع الوحدة هذا العام، معرباً عن أمله في أن يتمكن هذا الاجتماع من تمهيد الطريق للاستفادة الدقيقة والعميقة من مناسبة أسبوع الوحدة؛ خاصة وأن هذا العام، مع حلول الذكرى 1500 لميلاد النبي محمد(ص)، تتوفر لدينا قدرة هائلة للأنشطة الثقافية والدعوية.
وأوضح أن أسبوع الوحدة هذا العام يتميز بخصائص فريدة ومميزة، وقال: “إحدى هذه الخصائص هي تزامنها مع الذكرى 1500 لميلاد النبي الأكرم (ص)، والخاصية الأخرى هي الانتصار الكبير للشعب الإيراني في الحرب المفروضة الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، والتي خلقت موجة من العزة والمحبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها على المستوى العالمي”.
أشار الشيخ أختري إلى تزايد مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم الكيان الصهيوني وأمريكا، مصرحاً: “هذه المظلومية تتزايد كل يوم، وتتطلب منا استغلال الأجواء المتوفرة لدعم الشعب الفلسطيني وغزة عمليًا. نشهد حاليًا أن الدول الإسلامية قد دخلت أيضًا ساحة دعم فلسطين، وإذا تمكنا من الاستفادة من هذا التوافق والتناغم بين الأمة الإسلامية، فيمكننا تشكيل جبهة فعالة لمواجهة الكيان الصهيوني”.
وفي معرض حديثه على أهمية تبيان شخصية النبي محمد (ص)، وسيرته في الدفاع عن المظلومين ونشر العدالة، أضاف الشيخ أختري”: “يجب أن نقدّم خطاب الأخلاق والعدالة والهداية للرسول الأكرم (ص) على مستوى العالم، بالاعتماد على الأبحاث العميقة والإنتاجات الجديدة، كما يجب أن يحظى هذا الموضوع باهتمام أكبر من قبل المراكز البحثية والثقافية في البلاد”.
وبدوره، تحدث في هذا الاجتماع نائب رئيس المجلس التنسيقي للدعاية الإسلامية في شؤون البحث والتخطيط “علي رضا معاف”، موضحًا أن شعار أسبوع الوحدة لهذا العام تم اختياره بمشاركة أصحاب الفكر والثقافة، وقال: إن شعار “في ظل حبّ أحمد، إتحاد الشعب، وحدة الأمة” يتضمن مضامين رئيسية؛ منها المحبة العميقة للأمة الإسلامية لرسول الله (ص) والحاجة إلى الوحدة على المستوى الوطني والأمة الإسلامية.
واستنادًا إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية الایرانیة، قدّم “علی رضا معاف” نظرية سداسية للوحدة الإسلامية، وقال: 1. الوحدة استراتيجية أساسية، طويلة الأمد ودائمة؛ وليست تكتيكًا مؤقتًا أو مرحليًا. 2. خطاب الوحدة يهدف إلى بناء الحضارة الإسلامية، وليس مجرد بناء الحضارة الشيعية. الوحدة الإسلامية القائمة على التقارب بين الشيعة والسنة، هي طريق نحو الحضارة الإسلامية الحديثة. 3. الوحدة لا تعني التنازل أو التراجع العقائدي، بل هي طريقة وتقسيم عمل ثقافي واجتماعي بين الشيعة والسنة. 4. الوحدة فريضة واجبة، قطعية وذات أولوية، وليست أمرًا مباحًا أو مستحبًا أو قابلاً للاستبدال بأولويات لاحقة. 5. مؤشر وحدة الأمة الإسلامية هو قضية فلسطين ومحاربة الصهيونية؛ هذا المحور الرئيسي، يعتبر معيار التمييز الحقيقي للجبهة الإسلامية في مواجهة جبهة العدو. 6. كسر الوحدة، هو برنامج قطعي ودائم لأعداء الإسلام، وأحد أسباب إصرار نظام الجمهورية الإسلامية على نظرية الوحدة، هو الوقوف في وجه هذه الجبهة المعارضة.
الارتباط الوثيق بين قضية الوحدة وفلسطين
کما تحدث في هذا الاجتماع، الخبير الایرانی فی الشؤون السياسية “حسين كنعاني مقدم” مؤكداً على مكانة الوحدة في القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وقال: منذ انتصار الثورة الإسلامية الايرانية، كانت قضية الوحدة فيما يتعلق بالقدس الشريف والمسجد الأقصى محط اهتمام كأمر استراتيجي ومستمر.
واقترح كنعاني مقدم: نظرًا للأهمية الاستراتيجية لموضوع المسجد الأقصى في الأمة الإسلامية، يمكن تخصيص يوم خاص باسم يوم “محور المعراج” حيث يكون المسجد الأقصى محور التركيز وتدور جميع البرامج والمناقشات حول هذا الموضوع.
وصرّح بأن قضية القدس اليوم ليست مجرد قضية إسلامية، بل أصبحت قضية عالمية وإنسانية، وأكد على ضرورة الاستفادة المثلى من هذه القدرة العالمية، ووضع قضية القدس على رأس أولويات المؤسسات الثقافية والإعلامية والدبلوماسية للجمهورية الإسلامية.
أسبوع الوحدة بمثابة بعثة جديدة للأمة الإسلامية
في ختام اجتماع اللجنة المركزية للاحتفال بأسبوع الوحدة، أشار الشيخ ميثم أمرودي، أمين هذه اللجنة، إلى تزامن أسبوع الوحدة هذا العام مع الذكرى الـ150 لميلاد النبي(ص)، وأكد: يجب أن يكون أسبوع الوحدة هذا العام تجسيدًا لبعثة جديدة، ويجب على الأجهزة والمؤسسات أن تركز جهودها على التنفيذ الدقيق والفعال للمقترحات والبرامج لهذا الأسبوع.
وأشار إلى الشعار المحوري لهذه الدورة من الاحتفال بعنوان “في ظل حب أحمد، اتحاد الشعب، وحدة الأمة”، مطالباً بترجمة هذا الشعار إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، وقال: من الضروري أن يتم إرسال هذا الشعار إلى الدول الأخرى عبر المجلس الدولي، لكي يتم تنفيذ الأنشطة المتعلقة بأسبوع الوحدة على المستوى العالمي بشكل متناسق ومنسجم.